من هو خازن الرواية التاريخية السعودية؟!
الخميس / 13 / ربيع الأول / 1445 هـ الخميس 28 سبتمبر 2023 01:28
محمد الساعد
من يضمن أن كل ما ترويه المنصات الإعلامية «المتفلتة» في كل مكان هو التاريخ السعودي الحقيقي.. فكل من امتلك منصة (يوتيوب، برود كاست، تيك توك)، أضحى قادراً على نشر محتوى يضع فيه روايته الشخصية للتاريخ السعودي.
التاريخ خزانة الشعوب، وملاذهم عند الملمات، ومنه تستمد الأمم فخرها واعتزازها، وترك خزانة «التاريخ السعودي» هكذا دون حراسة مخاطرة كبيرة.
في ظني أن الحرب الجديدة على السعودية هي حرب على تاريخها لاغتياله وتجريدها منه، بالتأكيد هناك الكثير ممن يغيظهم مستقبل السعودية، ولكن هناك من يغيظهم أكثر تاريخها المشرّف والممتد، ولا يريدون لهذا التاريخ أن يبقى أو يعرف، وخصوصاً عندما تتغنى الأمة السعودية بأمجادها كدولة عادت للحياة ثلاث مرات، وملكت معظم الجزيرة العربية على مدى 300 عام.
طارئون على التاريخ السياسي والجغرافيا يعتقدون أنهم بحملاتهم الممنهجة سيئدون التاريخ السعودي، وأن إنكارهم لهذا التاريخ سيطمسه، أو محاولتهم تبني صناعته بدلاً منا سيجير مجده لهم، اليوم يحاولون تشويهه والتقليل منه ومن تأثيره السياسي والعسكري والاجتماعي والإصلاحي والحضاري على الإقليم خلال ثلاثة قرون.
خارطة الدولة السعودية الأولى -على سبيل المثال- امتدت من إقليم نجد إلى حدود ساحل عُمان جنوب الجزيرة العربية الشرقي، وإلى بادية الشام والعراق شمالاً، ومن جدة ومكة في تهامة الحجاز غرباً إلى الأحساء شرقاً، فضلاً عن أقاليم الطائف والباحة وعسير، تلك الخريطة تغيرت بعض ملامحها في الدولتين السعودية الثانية والثالثة، لكن هناك من يحاولون تغييبها أو إنكارها، وأكاد أجزم أنه لو أتيح لهم سيغيرون تلك الخرائط التاريخية ذات يوم، ويضعون أنفسهم فيها وهم لم يكونوا حتى موجودين على ضفافها.
خلال اليوم الوطني ويوم التأسيس يُنتج الكثير من المحتوى التاريخي، وهناك الكثير من الهيئات والجهات والمؤسسات غير الربحية، وكذلك القطاع الخاص تساهم في إصدار محتوى احتفالي بهذه المناسبات الوطنية، بالتأكيد بعضها جميل ويحمل مضامين جيدة، لكن بعض التاريخي منها، إما أنه يحتاج إلى ضبط وتدقيق معرفي، أو أنه مضطرب أو خاطئ تماماً.
التاريخ السعودي بكل فضائه الواسع ليس مادة على قارعة الطريق، متاح لكل من يريد أن يتناوله، بل يجب أن يكون واعياً وقادراً على إخراج أجمل ما فيه دون تشويه أو تقليل أو تغيير في حقيقته.
الحقيقة أن ذلك يدفع لسؤال مهم: هل هناك من يراقب المحتوى التاريخي ويضمن ضبطه والتأكد من دقته؟ نحن نتحدث هنا عن التاريخ وقدسيته، نعم التاريخ مقدس ولا يجب العبث به أبداً.
إذن كيف نستطيع إيقاف الإساءة -بحسن نية، أو المتعمدة- لتاريخنا ورموزنا الوطنية والشخصيات التاريخية، من أعداء واضحين خارج المملكة، أو من مدعين وأرباع موهوبين وفقيري الموهبة وعديمي الإتقان داخل البلاد.
المحتوى التاريخي الذي ينتشر اليوم دون ضوابط ودون «حوكمة تاريخية»، سيتحول خلال سنوات إلى مرجعية يستند عليها، خصوصاً عندما يتحول بعض صانعي المحتوى غير الموثق إلى قيادات مهنية أو إعلامية.
من المهم معرفة أن أي محتوى تاريخي له قبول وشعبية جماهيرية وينتشر بتوسع؛ لأنه يتعلق بتراث الناس، وأحياناً هناك أجيال بينها وبين المعرفة قطيعة، وبالتالي تنظر إلى تلك المقاطع على أنها مسلمات؛ ولذلك يصبح من الصعوبة تلافي الأخطاء التي انتشرت عنها.
السعودية خلال ثلاثة قرون مضت تمتلك مشروعاً حضارياً، ولديها أمجادها، وعندها تاريخ سياسي عريض، وامتلكت جغرافيا سياسية مؤكدة بالوثائق والمراسلات والوقائع العسكرية، ودخلت في تحالفات ومراسلات وخصومات ومعارك، ولديها تفاصيل اجتماعية ودينية، تغير بعضها وصمد الآخر؛ لذلك لا بد من رصد كل ذلك التاريخ وكتابته بتفاصيله في «موسوعة سعودية» تصبح هي المرجع الذي نعود إليه جميعاً، كذلك نحن في حاجة الى «هيئة للتاريخ» تكون مركزية حقيقية تضبط التاريخ بكل تفاصيله، وتراقب المحتوى وتتأكد منه.
التاريخ خزانة الشعوب، وملاذهم عند الملمات، ومنه تستمد الأمم فخرها واعتزازها، وترك خزانة «التاريخ السعودي» هكذا دون حراسة مخاطرة كبيرة.
في ظني أن الحرب الجديدة على السعودية هي حرب على تاريخها لاغتياله وتجريدها منه، بالتأكيد هناك الكثير ممن يغيظهم مستقبل السعودية، ولكن هناك من يغيظهم أكثر تاريخها المشرّف والممتد، ولا يريدون لهذا التاريخ أن يبقى أو يعرف، وخصوصاً عندما تتغنى الأمة السعودية بأمجادها كدولة عادت للحياة ثلاث مرات، وملكت معظم الجزيرة العربية على مدى 300 عام.
طارئون على التاريخ السياسي والجغرافيا يعتقدون أنهم بحملاتهم الممنهجة سيئدون التاريخ السعودي، وأن إنكارهم لهذا التاريخ سيطمسه، أو محاولتهم تبني صناعته بدلاً منا سيجير مجده لهم، اليوم يحاولون تشويهه والتقليل منه ومن تأثيره السياسي والعسكري والاجتماعي والإصلاحي والحضاري على الإقليم خلال ثلاثة قرون.
خارطة الدولة السعودية الأولى -على سبيل المثال- امتدت من إقليم نجد إلى حدود ساحل عُمان جنوب الجزيرة العربية الشرقي، وإلى بادية الشام والعراق شمالاً، ومن جدة ومكة في تهامة الحجاز غرباً إلى الأحساء شرقاً، فضلاً عن أقاليم الطائف والباحة وعسير، تلك الخريطة تغيرت بعض ملامحها في الدولتين السعودية الثانية والثالثة، لكن هناك من يحاولون تغييبها أو إنكارها، وأكاد أجزم أنه لو أتيح لهم سيغيرون تلك الخرائط التاريخية ذات يوم، ويضعون أنفسهم فيها وهم لم يكونوا حتى موجودين على ضفافها.
خلال اليوم الوطني ويوم التأسيس يُنتج الكثير من المحتوى التاريخي، وهناك الكثير من الهيئات والجهات والمؤسسات غير الربحية، وكذلك القطاع الخاص تساهم في إصدار محتوى احتفالي بهذه المناسبات الوطنية، بالتأكيد بعضها جميل ويحمل مضامين جيدة، لكن بعض التاريخي منها، إما أنه يحتاج إلى ضبط وتدقيق معرفي، أو أنه مضطرب أو خاطئ تماماً.
التاريخ السعودي بكل فضائه الواسع ليس مادة على قارعة الطريق، متاح لكل من يريد أن يتناوله، بل يجب أن يكون واعياً وقادراً على إخراج أجمل ما فيه دون تشويه أو تقليل أو تغيير في حقيقته.
الحقيقة أن ذلك يدفع لسؤال مهم: هل هناك من يراقب المحتوى التاريخي ويضمن ضبطه والتأكد من دقته؟ نحن نتحدث هنا عن التاريخ وقدسيته، نعم التاريخ مقدس ولا يجب العبث به أبداً.
إذن كيف نستطيع إيقاف الإساءة -بحسن نية، أو المتعمدة- لتاريخنا ورموزنا الوطنية والشخصيات التاريخية، من أعداء واضحين خارج المملكة، أو من مدعين وأرباع موهوبين وفقيري الموهبة وعديمي الإتقان داخل البلاد.
المحتوى التاريخي الذي ينتشر اليوم دون ضوابط ودون «حوكمة تاريخية»، سيتحول خلال سنوات إلى مرجعية يستند عليها، خصوصاً عندما يتحول بعض صانعي المحتوى غير الموثق إلى قيادات مهنية أو إعلامية.
من المهم معرفة أن أي محتوى تاريخي له قبول وشعبية جماهيرية وينتشر بتوسع؛ لأنه يتعلق بتراث الناس، وأحياناً هناك أجيال بينها وبين المعرفة قطيعة، وبالتالي تنظر إلى تلك المقاطع على أنها مسلمات؛ ولذلك يصبح من الصعوبة تلافي الأخطاء التي انتشرت عنها.
السعودية خلال ثلاثة قرون مضت تمتلك مشروعاً حضارياً، ولديها أمجادها، وعندها تاريخ سياسي عريض، وامتلكت جغرافيا سياسية مؤكدة بالوثائق والمراسلات والوقائع العسكرية، ودخلت في تحالفات ومراسلات وخصومات ومعارك، ولديها تفاصيل اجتماعية ودينية، تغير بعضها وصمد الآخر؛ لذلك لا بد من رصد كل ذلك التاريخ وكتابته بتفاصيله في «موسوعة سعودية» تصبح هي المرجع الذي نعود إليه جميعاً، كذلك نحن في حاجة الى «هيئة للتاريخ» تكون مركزية حقيقية تضبط التاريخ بكل تفاصيله، وتراقب المحتوى وتتأكد منه.