مخاوف إسرائيل الأمنية
الجمعة / 21 / ربيع الأول / 1445 هـ الجمعة 06 أكتوبر 2023 00:02
محمد مفتي
لعل إحدى أهم القضايا التي تسببت في عرقلة عملية السلام مع الفلسطينيين وكذلك مفاوضات التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل هي رؤية الأخيرة للقضايا الأمنية ولاسيما الشق المتعلق بها، فإسرائيل ترى نفسها دولة صغيرة المساحة محدودة السكان وسط محيط عربي شاسع يفوقها في التعداد السكاني، وهو ما أورثها شعوراً مستمراً بالتهديد ورغبة جارفة في تأمين نفسها، وعلى الرغم من أن هذه الرؤية هي التي مكّنتها من حشد الرأي العام العالمي لصالحها خلال العقود الماضية، وسهّل لها في المقابل الحصول على الكثير من الدعم والمساعدات المختلفة من الولايات المتحدة الحليف الاستراتيجي لها، إلا أن جزءاً من هذه المخاوف تحوّل لسياسة شرسة عند تعاملها مع الدول العربية.
لا تدرك إسرائيل أن جزءاً كبيراً من مشكلتها مع العرب هو أنها لم تجد حلاً للتغلب على مخاوفها سوى التمسك بلغة القوة، ومن الملاحظ أن إسرائيل دولة متعددة الأطياف فيها تيارات يمينية متطرفة وتيارات يسارية أكثر انفتاحاً وما بينهما تتعدد الرؤى والمفاهيم الخاصة بالأحزاب الأخرى، وتخضع عملية السلام والمفاوضات لطبيعة الانتماء السياسي للحكومة، ففي بعض الفترات ومع اعتلاء التيارات المعتدلة لسدة الحكم حدث بعض التقارب مع العرب، كما يحدث العكس أيضاً عندما تفوز التيارات المتشددة.
تصور الحكومات الإسرائيلية نفسها أنها واحة للسلام وسط بقعة جغرافية من العرب العدوانيين، وأنها الدولة الصغيرة التي يتحين العرب الفرصة للانقضاض عليها، كما أنها وطن الشعب المسالم المحب للسكينة وسط دول تتفنن في رفض التفاوض ولا تفهم إلا لغة الحرب، ومن المؤكد أن هذه الدعاية الإعلامية -بخلاف قوى اللوبي المنتشرة داخل دول كثيرة وأهمها الولايات المتحدة- مكّنت إسرائيل من حصد تعاطف العالم معها وحمّستهم لمساندتها بكل ما أمكنهم فعله.
من الملاحظ أن إسرائيل تلجأ لكافة الوسائل لتحصل على كافة أنواع الدعم المتاحة، غير أنها تستبعد عامدة متعمدة خيار السلام العادل والدخول في مفاوضات جادة تتضمن أطروحة إقامة دولتين واحدة للفلسطينيين وأخرى للإسرائيليين، فهي تستخدم سلاحها الإعلامي والدبلوماسي والسياسي والعسكري والأمني لفرض رؤيتها، متناسية حقوق جيرانها العرب في الدفاع عن أنفسهم، على الرغم من أنها كانت ولا تزال تحتل أراضي عربية ولا ترغب حتى في طرح الأمر على طاولة النقاش. ويرى زعماء إسرائيل أن لهم كل الحق في اقتناء ترسانة عسكرية متطورة، وفي الوقت نفسه نجدهم يسعون بكل الوسائل لمنع بقية الدول العربية من حيازة التقنيات نفسها، وكأن أمن الشعب الإسرائيلي هو الشيء الوحيد الذي يجب تأمينه، أما حياة بقية الشعوب العربية فلا يبدو أن لها قيمة من المنظور الإسرائيلي.
يعلم العالم جيداً أن إسرائيل هي الدولة المعتدية وليس العكس، فهي -وحتى هذه اللحظة- تحتل أراضي عربية في لبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية، ولا تدرك إسرائيل أن منطق القهر والسلام غير العادل لا يدوم، وأن منطقها في تلقي الدعم من الولايات المتحدة قد ينسيها أن هناك دولاً أخرى تفوقت في مجال صناعة المقاتلات العسكرية مثل روسيا والصين، ولعله من المثير للاهتمام سعي إسرائيل لمنع أي دولة عربية من امتلاك القوة النووية لتضمن لنفسها التفوق النوعي في هذا المجال الحسّاس، وقد سعت دوماً لمنع أي دولة عربية من امتلاك السلاح النووي سواء من خلال اغتيال العلماء العرب أو من خلال تكوين لوبي دولي لمنع تصدير التكنولوجيا النووية.
من المؤكد أن دولة بمكانة ووزن وثقل المملكة العربية السعودية المعروفة بسلميتها وحيادها وزهدها التام في ما هو خارج حدودها لها الحق أيضاً في الدفاع الكامل عن نفسها من تهديدات بعض دول الجوار، كما أنه من حقها الحصول على الطاقة النووية لأنها محل ثقة دول العالم أجمع، أما إسرائيل فعليها أن تدرك أن امتلاكها للقوة مهما بلغت مداها لن يحقق لها السلام أبداً، فالسلام الحقيقي الذي يقف على أرض صلبة يتعين أن يعتمد على احترام الطرف الآخر، كما يجب أن يرتكز على رؤية مشتركة تضمن عدم الإضرار بأي طرف، فالسلام الحقيقي لا يبدأ وينتهي بالتطبيع، فالتطبيع مجرد ورقة لإثبات حسن النوايا إن ثبت عدم جدواها فمن حق أي طرف متضرر إلغاؤها.
لا تدرك إسرائيل أن جزءاً كبيراً من مشكلتها مع العرب هو أنها لم تجد حلاً للتغلب على مخاوفها سوى التمسك بلغة القوة، ومن الملاحظ أن إسرائيل دولة متعددة الأطياف فيها تيارات يمينية متطرفة وتيارات يسارية أكثر انفتاحاً وما بينهما تتعدد الرؤى والمفاهيم الخاصة بالأحزاب الأخرى، وتخضع عملية السلام والمفاوضات لطبيعة الانتماء السياسي للحكومة، ففي بعض الفترات ومع اعتلاء التيارات المعتدلة لسدة الحكم حدث بعض التقارب مع العرب، كما يحدث العكس أيضاً عندما تفوز التيارات المتشددة.
تصور الحكومات الإسرائيلية نفسها أنها واحة للسلام وسط بقعة جغرافية من العرب العدوانيين، وأنها الدولة الصغيرة التي يتحين العرب الفرصة للانقضاض عليها، كما أنها وطن الشعب المسالم المحب للسكينة وسط دول تتفنن في رفض التفاوض ولا تفهم إلا لغة الحرب، ومن المؤكد أن هذه الدعاية الإعلامية -بخلاف قوى اللوبي المنتشرة داخل دول كثيرة وأهمها الولايات المتحدة- مكّنت إسرائيل من حصد تعاطف العالم معها وحمّستهم لمساندتها بكل ما أمكنهم فعله.
من الملاحظ أن إسرائيل تلجأ لكافة الوسائل لتحصل على كافة أنواع الدعم المتاحة، غير أنها تستبعد عامدة متعمدة خيار السلام العادل والدخول في مفاوضات جادة تتضمن أطروحة إقامة دولتين واحدة للفلسطينيين وأخرى للإسرائيليين، فهي تستخدم سلاحها الإعلامي والدبلوماسي والسياسي والعسكري والأمني لفرض رؤيتها، متناسية حقوق جيرانها العرب في الدفاع عن أنفسهم، على الرغم من أنها كانت ولا تزال تحتل أراضي عربية ولا ترغب حتى في طرح الأمر على طاولة النقاش. ويرى زعماء إسرائيل أن لهم كل الحق في اقتناء ترسانة عسكرية متطورة، وفي الوقت نفسه نجدهم يسعون بكل الوسائل لمنع بقية الدول العربية من حيازة التقنيات نفسها، وكأن أمن الشعب الإسرائيلي هو الشيء الوحيد الذي يجب تأمينه، أما حياة بقية الشعوب العربية فلا يبدو أن لها قيمة من المنظور الإسرائيلي.
يعلم العالم جيداً أن إسرائيل هي الدولة المعتدية وليس العكس، فهي -وحتى هذه اللحظة- تحتل أراضي عربية في لبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية، ولا تدرك إسرائيل أن منطق القهر والسلام غير العادل لا يدوم، وأن منطقها في تلقي الدعم من الولايات المتحدة قد ينسيها أن هناك دولاً أخرى تفوقت في مجال صناعة المقاتلات العسكرية مثل روسيا والصين، ولعله من المثير للاهتمام سعي إسرائيل لمنع أي دولة عربية من امتلاك القوة النووية لتضمن لنفسها التفوق النوعي في هذا المجال الحسّاس، وقد سعت دوماً لمنع أي دولة عربية من امتلاك السلاح النووي سواء من خلال اغتيال العلماء العرب أو من خلال تكوين لوبي دولي لمنع تصدير التكنولوجيا النووية.
من المؤكد أن دولة بمكانة ووزن وثقل المملكة العربية السعودية المعروفة بسلميتها وحيادها وزهدها التام في ما هو خارج حدودها لها الحق أيضاً في الدفاع الكامل عن نفسها من تهديدات بعض دول الجوار، كما أنه من حقها الحصول على الطاقة النووية لأنها محل ثقة دول العالم أجمع، أما إسرائيل فعليها أن تدرك أن امتلاكها للقوة مهما بلغت مداها لن يحقق لها السلام أبداً، فالسلام الحقيقي الذي يقف على أرض صلبة يتعين أن يعتمد على احترام الطرف الآخر، كما يجب أن يرتكز على رؤية مشتركة تضمن عدم الإضرار بأي طرف، فالسلام الحقيقي لا يبدأ وينتهي بالتطبيع، فالتطبيع مجرد ورقة لإثبات حسن النوايا إن ثبت عدم جدواها فمن حق أي طرف متضرر إلغاؤها.