غزة وحرب طوفان الأقصى
الجمعة / 28 / ربيع الأول / 1445 هـ الجمعة 13 أكتوبر 2023 00:01
أسامة يماني
الحروب العبثية ومعارك الألعاب النارية يرفضها العقلاء؛ لأن الوحيد الذي يدفع الثمن هم فلسطينيو قطاع غزة. أما طوفان الأقصى كما أطلقت عليه حماس ليست حرباً عبثية ولا معارك ألعاب نارية رغم فداحة المصاب والخطر الجلل. وللأسف الشديد لا يفرق البعض بين ما يحدث الآن في فلسطين المحتلة وبين ما كان يحدث من اشتباكات عبثية لا طائل منها. والأخطر من ذلك عندما يتوقع الكاتب ويعتقد أن هذه الحرب تفسد المفاوضات السعودية مع واشنطن بخصوص التطبيع مع إسرائيل. السعودية لا تسعى للتطبيع مقابل التطبيع؛ لأنها حريصة على حل الدولتين، وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي. السعودية دولة محورية تتحرك وفقاً لمصالح وإستراتيجية مدروسة ومخطط لها بعناية. وموقف السعودية واضح يتمثل في حل الدولتين الذي أكدته مراراً وتكراراً في أن الحل هو إقامة دولة فلسطين عاصمتها القدس الشرقية لكي يسود السلام في المنطقة.
إن ما يجري في فلسطين المحتلة محصلة طبيعية لسياسة القهر والاستكبار والاستبداد والحصار، حيث لم تترك دولة الاحتلال أي أمل للفلسطينيين، فالموت هو الخيار الأفضل من السجن الكبير الذي يعيش فيه فلسطينيو الداخل. لهذا كل التساؤلات مثل هل هناك استراتيجية تصبح غير ذي صلة، وكما قال الشاعر:
إذا لم تكن إلا الأسنة مركبا
فما حيلة المضطر إلا ركوبها
لقد عززت تلك الهجمات الموقف الفلسطيني، ووحدت الفصائل ضد المحتل (مع تحفظنا على كثير من القيادات الفلسطينية)، وأعادت حل الدولتين على الطاولة. اليوم الكيان اليهودي يقر بأنه في حرب، وهذا يعني ضمنياً وجود دولة فلسطين؛ لأن الحرب تكون بين دولتين. إن النجاحات التي حققها طوفان الأقصى لم تتحقق البتة منذ انتصار حرب أكتوبر. لقد كشفت هذه العملية مدى هشاشة الكيان الإسرائيلي حتى اضطرت واشنطن أن تحضر أسطولها لحماية هذا النمر المصنوع من ورق. كما كشفت هذه العملية أن إسرائيل ليس لها عمق استراتيجي، فكل مدن الكيان مكشوفة وفي متناول صواريخ القسام. هذه العملية كشفت لواشنطن حقيقة حلفائها وهو ما ستظهره الأيام، فالأيام حبلى بالأحداث. إن الحملة الإعلامية التي يقوم بها الإعلام الغربي ضد الفلسطينيين ليست إلا جزءاً من الحرب الكبرى التي تهدف إلى خلط الأوراق، وتقويض استقرار المنطقة وزعزعة الأمن.
قال بعض المحللين «إن المقاومة الفلسطينية احتلت المزيد من الأراضي في يوم واحد من الهجوم مقارنة بما احتلته القوات المسلحة الأوكرانية خلال أربعة أشهر، مع الأخذ في الاعتبار أنه في كلتا الحالتين تم تنفيذ الهجوم ضد عدو مجهز». وهذه المقولة تظهر النتائج الكبيرة التي تحققت، وسقوط الوهم أو الغول الصهيوني الذي كان يرتع ويعربد في المنطقة. لن ينقص من هذه النتائج من يقف خلف هذه العملية؛ لإن إسرائيل خطر وجودي لن يزول إلا بقبول الكيان الصهيوني بحل الدولتين. كما أن القضية الفلسطينية قضية عادلة لا يصح الخلط بينها وبين أشخاص لا يمثلون إلا أنفسهم وليس القضية العادلة. إن اختلاف الأدوار بين دول المنطقة يصب في مصلحة القضية؛ لأن ذلك يمكن كل دولة من القيام بدورها المطلوب لخدمة القضية.
إن الكفاح المسلح باهظ الثمن غير أن الاستكانة ثمنها أكبر بكثير. طوفان القدس طوفان حقيقي زلزل الكيان وأعاد القضية للواجهة، وسيرسم خريطة جديدة للمنطقة، وأظهر حقيقية الكيان الذي يرتكب جرائم ضد الإنسانية بمباركة الغرب. إن الإعلام الغربي الذي يصور الهمجية والاستيطان الصهيوني بأنه دفاع عن الديموقراطية، وآلة القتل والتدمير بأنها الورود التي تنثر. يرتكب جريمة ضد الإنسانية، لا يصح لإعلامنا أن يطلق على ما يقوم به الإعلام الغربي مصطلح «ازدواجية المعايير»؛ لأن مصطلح ازدواجية المعايير لا يعكس حقيقة هذا التصرف الذي يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية. إن ما يقوم به الإعلام الغربي يعتبر جرائم المعايير أو جرائم التبرير. هذه الجرائم المكتملة الأركان هي أخطر من جريمة السكوت أو الجرائم السلبية؛ لأنها مشاركة غربية جماعية في جريمة ضد الإنسانية بتبريرها وتمريرها على المجتمعات الإنسانية.
طوفان الأقصى كشف جرائم الاحتلال وجرائم التبرير التي يمارسها الإعلام الغربي لتمرير وتبرير الجرائم ضد الإنسانية.
إن ما يجري في فلسطين المحتلة محصلة طبيعية لسياسة القهر والاستكبار والاستبداد والحصار، حيث لم تترك دولة الاحتلال أي أمل للفلسطينيين، فالموت هو الخيار الأفضل من السجن الكبير الذي يعيش فيه فلسطينيو الداخل. لهذا كل التساؤلات مثل هل هناك استراتيجية تصبح غير ذي صلة، وكما قال الشاعر:
إذا لم تكن إلا الأسنة مركبا
فما حيلة المضطر إلا ركوبها
لقد عززت تلك الهجمات الموقف الفلسطيني، ووحدت الفصائل ضد المحتل (مع تحفظنا على كثير من القيادات الفلسطينية)، وأعادت حل الدولتين على الطاولة. اليوم الكيان اليهودي يقر بأنه في حرب، وهذا يعني ضمنياً وجود دولة فلسطين؛ لأن الحرب تكون بين دولتين. إن النجاحات التي حققها طوفان الأقصى لم تتحقق البتة منذ انتصار حرب أكتوبر. لقد كشفت هذه العملية مدى هشاشة الكيان الإسرائيلي حتى اضطرت واشنطن أن تحضر أسطولها لحماية هذا النمر المصنوع من ورق. كما كشفت هذه العملية أن إسرائيل ليس لها عمق استراتيجي، فكل مدن الكيان مكشوفة وفي متناول صواريخ القسام. هذه العملية كشفت لواشنطن حقيقة حلفائها وهو ما ستظهره الأيام، فالأيام حبلى بالأحداث. إن الحملة الإعلامية التي يقوم بها الإعلام الغربي ضد الفلسطينيين ليست إلا جزءاً من الحرب الكبرى التي تهدف إلى خلط الأوراق، وتقويض استقرار المنطقة وزعزعة الأمن.
قال بعض المحللين «إن المقاومة الفلسطينية احتلت المزيد من الأراضي في يوم واحد من الهجوم مقارنة بما احتلته القوات المسلحة الأوكرانية خلال أربعة أشهر، مع الأخذ في الاعتبار أنه في كلتا الحالتين تم تنفيذ الهجوم ضد عدو مجهز». وهذه المقولة تظهر النتائج الكبيرة التي تحققت، وسقوط الوهم أو الغول الصهيوني الذي كان يرتع ويعربد في المنطقة. لن ينقص من هذه النتائج من يقف خلف هذه العملية؛ لإن إسرائيل خطر وجودي لن يزول إلا بقبول الكيان الصهيوني بحل الدولتين. كما أن القضية الفلسطينية قضية عادلة لا يصح الخلط بينها وبين أشخاص لا يمثلون إلا أنفسهم وليس القضية العادلة. إن اختلاف الأدوار بين دول المنطقة يصب في مصلحة القضية؛ لأن ذلك يمكن كل دولة من القيام بدورها المطلوب لخدمة القضية.
إن الكفاح المسلح باهظ الثمن غير أن الاستكانة ثمنها أكبر بكثير. طوفان القدس طوفان حقيقي زلزل الكيان وأعاد القضية للواجهة، وسيرسم خريطة جديدة للمنطقة، وأظهر حقيقية الكيان الذي يرتكب جرائم ضد الإنسانية بمباركة الغرب. إن الإعلام الغربي الذي يصور الهمجية والاستيطان الصهيوني بأنه دفاع عن الديموقراطية، وآلة القتل والتدمير بأنها الورود التي تنثر. يرتكب جريمة ضد الإنسانية، لا يصح لإعلامنا أن يطلق على ما يقوم به الإعلام الغربي مصطلح «ازدواجية المعايير»؛ لأن مصطلح ازدواجية المعايير لا يعكس حقيقة هذا التصرف الذي يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية. إن ما يقوم به الإعلام الغربي يعتبر جرائم المعايير أو جرائم التبرير. هذه الجرائم المكتملة الأركان هي أخطر من جريمة السكوت أو الجرائم السلبية؛ لأنها مشاركة غربية جماعية في جريمة ضد الإنسانية بتبريرها وتمريرها على المجتمعات الإنسانية.
طوفان الأقصى كشف جرائم الاحتلال وجرائم التبرير التي يمارسها الإعلام الغربي لتمرير وتبرير الجرائم ضد الإنسانية.