أخبار

موقع بريطاني: أوقفوا حرب غزة قبل فوات الأوان

محذراً من نكبة ثانية ونتائج عكسية

فلسطينية تحتضن طفلتيها المصابتين في القصف الإسرائيلي.

«عكاظ» (لندن، جدة) okaz_online@

حذر موقع «ميدل إيست آي» البريطاني من أن إعادة احتلال غزة لن يغير الواقع الإستراتيجي للشرق الأوسط، كما تعهدت حكومة إسرائيل.

ولفت رئيس تحرير الموقع ديفد هيرست إلى أنه منذ اللحظات الأولى لانطلاق حماس من غزة، وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعداً واحداً لم يُلتفت إليه بالكامل تقريباً عندما قال لرؤساء البلدات الحدودية الجنوبية إن رد إسرائيل «سيغير الشرق الأوسط». وقال الشيء نفسه في خطابه لشعبه المذهول «ما سنفعله بأعدائنا في الأيام القادمة سيتردد صداه معهم لأجيال».

وتساءل الكاتب هل يفكر نتنياهو في تسخير الدعم الذي لا مثيل له الذي يحصل عليه حاليا من المجتمع الدولي لحملته ضد غزة لشيء أكبر بكثير، كما فعل بوش في عام 2001؟ وكما ألمح زعيم المعارضة الإسرائيلية بيني غانتس إلى مشروع أكبر بقوله «سننتصر ونغير الواقع الأمني والإستراتيجي في المنطقة».

ووصف هيرست هذا الخطاب بأنه «جعجعة»، أي نوعا من الخطاب العدائي المعتاد في سلوك نتنياهو، معتبرا أن التعهدات بتغيير الشرق الأوسط كثيرا ما أطلقها مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون سابقون، وقد ثبت أنها مجرد تعهدات جوفاء.

وتساءل مجددا، ماذا لو تم التخطيط لمشروع أكبر؟ وما الذي قد يترتب عليه، وما المخاطر التي قد يشكلها على المنطقة جميعا؟

وقال إن الجواب الأول والأوضح يتلخص في نكبة ثانية، أو الطرد الجماعي لنسبة كبيرة من سكان غزة الذين يبلغ تعدادهم 2.3 مليون نسمة، وهو رقم كبير بالقدر الكافي لتغيير القنبلة الديمغرافية الموقوتة التي تقبع في مؤخرة عقل كل إسرائيلي.

وأضاف أن من شأن نكبة ثانية أن تضع أول دولتين عربيتين تعترفان بإسرائيل في مواجهة أزمة وجودية، في الإشارة إلى مصر والأردن.

وحذر من أن النزوح الجماعي هو تحديدا ما قد تحاول إسرائيل فرضه في غزة في الوقت الحالي، مؤكدا أنه إذا لم يتم إيقاف إسرائيل، فإن المسار الذي ستشرع فيه لن يقتل 2251 رجلا وامرأة وطفلا في غزة -كما كان الحال في التوغل البري في عام 2014- ولكن عشرات الآلاف، وهو معدل إصابات مرتفع بما يكفي ليسبب نكبة أخرى.

ولم يستبعد احتمال أن يتطور الأمر إلى حرب إقليمية، إذ تشتعل المشاعر في جميع العواصم العربية، لافتاً إلى وجود تقارير موثوقة تفيد بأن جماعة حزب الله بدأت التعبئة العامة، وهو ما قد ينتهي بإسرائيل إلى حدود مفتوحة، ما يغري بغارات مستمرة من جانب الجماعات المسلحة من لبنان إلى الأردن إلى مصر. وعلى أقل تقدير، ستفقد إسرائيل الهدوء الذي تمتعت به على حدودها الأطول مع الأردن.

واختتم هيرست بالقول: لا أحد يستطيع تحمل ما يدور في ذهن رجل واحد، نتنياهو، ولا يستطيع أحد أن يتحمل «الصك المفتوح» الذي أعطاه له الغرب لبدء هذه العملية في غزة. وأي حملة تتطور إلى خطة يمكن أن تغير الشرق الأوسط قد تأتي بنتائج عكسية خطيرة، ولا بد من وقفها قبل فوات الأوان.