رسالة إلى فخامة الرئيس
الثلاثاء / 02 / ربيع الثاني / 1445 هـ الثلاثاء 17 أكتوبر 2023 00:00
طلال صالح بنان
فخامة رئيس الولايات المتحدة/ جو بايدن
البيت الأبيض، واشنطن دي سي، الولايات المتحدة الأمريكية
تحية، وبعد.
ظهرتم فخامتكم للعالم يوم الثلاثاء الماضي، معلنين موقف بلادكم من الأحداث التي اندلعت في المنطقة يوم السبت قبل الماضي.
بدايةً، فخامة الرئيس: نحن نفهم دوافعكم لهذه «الحَمِيّة» المفرطة، لربيبتكم والغرب في المنطقة. لقد قلتم في خطابكم: إن الولايات المتحدة أول من اعترف بإسرائيل بعد ١١ دقيقة من إعلان قيامها! ونتفهم أنكم مُقْبِلون على انتخابات صعبة غير مضمونة نتائجها، استناداً لاستطلاعات الرأي العام.
كنتم يا فخامة الرئيس محقين بقولكم: إنكم لا تدافعون عن إسرائيل ولا عن اليهود، بل تذودون عن مصالح بلادكم، لذا ترون أنكم معنيون مباشرةً بما حدث، إن لم تكونوا، في تقديركم، مستهدفين به.
لقد قدمت بلادكم المال والسلاح والدعم السياسي لإسرائيل، لدرجة إعطائها من الضمانات والامتيازات والحصانات ما مكّنها من الحفاظ على احتلالها للأرض العربية.. وتهديدها المتواصل لأمن المنطقة.. ومنحها رخصة مفتوحة لانتهاك القانون الدولي ومقررات الأمم المتحدة، متقاعسين عن المتابعة والبناء على مواقف أرستها إدارات قبلكم، من قبيل: عدم الاعتراف باحتلال الأراضي العربية.. وعدم الإقرار ببناء المستوطنات الصهيونية.. ورفض ما تقوم به إسرائيل من تغيير معالم وديمغرافية الأراضي العربية المحتلة، وما تُقْدِمُ عليه الجماعات الدينية الصهيونية من استفزازات قميئة باقتحاماتهم المتكررة وتدنيسهم للمسجد الأقصى. مؤخراً: أبديتم صعوبة، بل استحالة، تنفيذ التزامكم بحل الدولتين، الذي اقترحته إدارة الرئيس بوش الابن، من عشرين سنة، والتزمت به كل الإدارات السابقة، منذئذ.
عند اندلاع الأحداث الأخيرة، أعلنتم فخامتكم: دعماً عسكرياً وسياسياً لا محدود لإسرائيل، بتفسيركم لـ«حق» دفاعها عن نفسها، على حساب حقوق بشرٍ آخرين في الحياة والحرية والسلام... بل وعُدْتُم بتاريخ الإنسانية مئات السنين للوراء، بتعريف مبتور لقانون الحرب، خدمة لأعداء السلام والإنسانية (الصهاينة)!
حتى أنكم ذهبتم إلى ما هو أبعد من قانون الحرب المبتور، بل وحتى تجاوزتم قانون الغاب. قانون الغاب يا فخامة الرئيس في عالم الحيوان: يقوم على توازن بيولوجي دقيق للطبيعة.. من أجل تعايش مستدام بين الفرائس والضواري. في قانون الغاب، يا فخامة الرئيس: لم يقضِ الثعلب على الطيور.. ولا الجوارح على القوارض.. ولم تُجْهِزْ البوم على الفئران.. ولم تأتِ الذئاب على الغنم.. ولم يقضِ غرير العسل على أفعى الكوبرا. قانون الغاب فخامتكم، وإن تأسّس على قانون البقاء للأقوى، إلا أنه يقوم أيضاً على قانون الانتقاء الطبيعي للأنواع، لازدهار الحياة.. والإبقاء على فسيفساء التنوع البيولوجي على الأرض. أما قانون الحرب المبتور، الذي قلتم به، فإنه يُفضي لانقراض الجنس البشري، بل ولربما على الحياة، بأسرها.
موافقة ومجاراة فخامتكم لإسرائيل، لفعل ما تراه تجاه غزة وأهلها، والعسكر يسيطرون على قرار الحرب في تل أبيب، تمهيداً لارتكاب مذبحة غير مسبوقة، بسلاح أمريكي، من ورائه آلة الردع الجبارة للجيش الأمريكي، في مقدمة كل ذلك دعم سياسي منقطع النظير من قبل إدارتكم، لن يأتي بالسلام المنشود.. وإن محاولتكم شيطنة الفلسطينيين بوصفهم الشر المطلق لتبرير إبادتهم وتهجيرهم قسراً عن أراضيهم وحصارهم وتجويعهم وتعطيشهم ومنع مساعدتهم إنسانياً، إنما هي جرائمُ حربٍ ضد الإنسانية مكتملة الأركان، تبقون مسؤولين عنها، ولن يتمخض عنها (معاذ الله) انتصار الصهاينة، أعداء السلام والإنسانية.
فخامة الرئيس: مشروعكم الاستراتيجي في المنطقة، القائم على دعم إسرائيل ظالمةً وموغِلةً في الظلم، لن ينجح، لأنه أُسس على عنصريةٍ بغيضة.. واستسلامٍ أعمى لإغراءِ وغوايةِ القوة الغاشمة، كما أنه يعكس تحدياً متغطرساً لحركة التاريخ، التي تسيرها العناية الإلهية. إنكم يا فخامة الرئيس بإصراركم على هذا الدعم اللامحدود واللاأخلاقي لأعداء السلام الصهاينة تورطون بلدكم بالاشتراك في جرائم حربٍ ترتكبها إسرائيل ضد الإنسانية، تتمخض عنها إبادة جماعية لبشرٍ هم من أنبلِ وأشرفِ الناس، وليسوا (حاشاهم) حيوانات بشرية، مهدرةَ الدمِ والكرامة، كما وصفهم، بخطابٍ نازيٍ مقيت، وزير دفاع إسرائيل.
الفرصة، يا فخامة الرئيس، لا تزال متاحة للولايات المتحدة، أن تقوم بمسؤوليتها تجاه السلام في أرض الرسالات. كما أن الفرصة لا تزال أمامكم مُشْرَعةٌ منافذها لدخول التاريخ من باب السلام، لا أن تخرجوا منه أعداءً للسلام، دعاةً للحرب، مثل: نيرون وهولاكو وهتلر.
والسلام على من اتبع الهدى.
البيت الأبيض، واشنطن دي سي، الولايات المتحدة الأمريكية
تحية، وبعد.
ظهرتم فخامتكم للعالم يوم الثلاثاء الماضي، معلنين موقف بلادكم من الأحداث التي اندلعت في المنطقة يوم السبت قبل الماضي.
بدايةً، فخامة الرئيس: نحن نفهم دوافعكم لهذه «الحَمِيّة» المفرطة، لربيبتكم والغرب في المنطقة. لقد قلتم في خطابكم: إن الولايات المتحدة أول من اعترف بإسرائيل بعد ١١ دقيقة من إعلان قيامها! ونتفهم أنكم مُقْبِلون على انتخابات صعبة غير مضمونة نتائجها، استناداً لاستطلاعات الرأي العام.
كنتم يا فخامة الرئيس محقين بقولكم: إنكم لا تدافعون عن إسرائيل ولا عن اليهود، بل تذودون عن مصالح بلادكم، لذا ترون أنكم معنيون مباشرةً بما حدث، إن لم تكونوا، في تقديركم، مستهدفين به.
لقد قدمت بلادكم المال والسلاح والدعم السياسي لإسرائيل، لدرجة إعطائها من الضمانات والامتيازات والحصانات ما مكّنها من الحفاظ على احتلالها للأرض العربية.. وتهديدها المتواصل لأمن المنطقة.. ومنحها رخصة مفتوحة لانتهاك القانون الدولي ومقررات الأمم المتحدة، متقاعسين عن المتابعة والبناء على مواقف أرستها إدارات قبلكم، من قبيل: عدم الاعتراف باحتلال الأراضي العربية.. وعدم الإقرار ببناء المستوطنات الصهيونية.. ورفض ما تقوم به إسرائيل من تغيير معالم وديمغرافية الأراضي العربية المحتلة، وما تُقْدِمُ عليه الجماعات الدينية الصهيونية من استفزازات قميئة باقتحاماتهم المتكررة وتدنيسهم للمسجد الأقصى. مؤخراً: أبديتم صعوبة، بل استحالة، تنفيذ التزامكم بحل الدولتين، الذي اقترحته إدارة الرئيس بوش الابن، من عشرين سنة، والتزمت به كل الإدارات السابقة، منذئذ.
عند اندلاع الأحداث الأخيرة، أعلنتم فخامتكم: دعماً عسكرياً وسياسياً لا محدود لإسرائيل، بتفسيركم لـ«حق» دفاعها عن نفسها، على حساب حقوق بشرٍ آخرين في الحياة والحرية والسلام... بل وعُدْتُم بتاريخ الإنسانية مئات السنين للوراء، بتعريف مبتور لقانون الحرب، خدمة لأعداء السلام والإنسانية (الصهاينة)!
حتى أنكم ذهبتم إلى ما هو أبعد من قانون الحرب المبتور، بل وحتى تجاوزتم قانون الغاب. قانون الغاب يا فخامة الرئيس في عالم الحيوان: يقوم على توازن بيولوجي دقيق للطبيعة.. من أجل تعايش مستدام بين الفرائس والضواري. في قانون الغاب، يا فخامة الرئيس: لم يقضِ الثعلب على الطيور.. ولا الجوارح على القوارض.. ولم تُجْهِزْ البوم على الفئران.. ولم تأتِ الذئاب على الغنم.. ولم يقضِ غرير العسل على أفعى الكوبرا. قانون الغاب فخامتكم، وإن تأسّس على قانون البقاء للأقوى، إلا أنه يقوم أيضاً على قانون الانتقاء الطبيعي للأنواع، لازدهار الحياة.. والإبقاء على فسيفساء التنوع البيولوجي على الأرض. أما قانون الحرب المبتور، الذي قلتم به، فإنه يُفضي لانقراض الجنس البشري، بل ولربما على الحياة، بأسرها.
موافقة ومجاراة فخامتكم لإسرائيل، لفعل ما تراه تجاه غزة وأهلها، والعسكر يسيطرون على قرار الحرب في تل أبيب، تمهيداً لارتكاب مذبحة غير مسبوقة، بسلاح أمريكي، من ورائه آلة الردع الجبارة للجيش الأمريكي، في مقدمة كل ذلك دعم سياسي منقطع النظير من قبل إدارتكم، لن يأتي بالسلام المنشود.. وإن محاولتكم شيطنة الفلسطينيين بوصفهم الشر المطلق لتبرير إبادتهم وتهجيرهم قسراً عن أراضيهم وحصارهم وتجويعهم وتعطيشهم ومنع مساعدتهم إنسانياً، إنما هي جرائمُ حربٍ ضد الإنسانية مكتملة الأركان، تبقون مسؤولين عنها، ولن يتمخض عنها (معاذ الله) انتصار الصهاينة، أعداء السلام والإنسانية.
فخامة الرئيس: مشروعكم الاستراتيجي في المنطقة، القائم على دعم إسرائيل ظالمةً وموغِلةً في الظلم، لن ينجح، لأنه أُسس على عنصريةٍ بغيضة.. واستسلامٍ أعمى لإغراءِ وغوايةِ القوة الغاشمة، كما أنه يعكس تحدياً متغطرساً لحركة التاريخ، التي تسيرها العناية الإلهية. إنكم يا فخامة الرئيس بإصراركم على هذا الدعم اللامحدود واللاأخلاقي لأعداء السلام الصهاينة تورطون بلدكم بالاشتراك في جرائم حربٍ ترتكبها إسرائيل ضد الإنسانية، تتمخض عنها إبادة جماعية لبشرٍ هم من أنبلِ وأشرفِ الناس، وليسوا (حاشاهم) حيوانات بشرية، مهدرةَ الدمِ والكرامة، كما وصفهم، بخطابٍ نازيٍ مقيت، وزير دفاع إسرائيل.
الفرصة، يا فخامة الرئيس، لا تزال متاحة للولايات المتحدة، أن تقوم بمسؤوليتها تجاه السلام في أرض الرسالات. كما أن الفرصة لا تزال أمامكم مُشْرَعةٌ منافذها لدخول التاريخ من باب السلام، لا أن تخرجوا منه أعداءً للسلام، دعاةً للحرب، مثل: نيرون وهولاكو وهتلر.
والسلام على من اتبع الهدى.