عقوق أب
الخميس / 04 / ربيع الثاني / 1445 هـ الخميس 19 أكتوبر 2023 02:25
خالد بن هزاع الشريف khalid98alshrif@
•• داهمني اكتئاب حاد وانقباض في كياني حين جاءني ذلك الشاكي من أبنائه.. ومن ديدن رباني عليه جدي ألا أسأل أحداً عن تفاصيل ما أراه يشكي منه.. هذه المرة غيرت من عادتي وسألت ذلك الباكي عن كَمَده.. فاجأني بدقائق توجعه وجزيئات تأوهه ثم اختتم حديثه بسؤال مكبوت: «تعبت لتوفير كل احتياجاتهم، علمتهم في أفضل المعاهد والكليات، هل استحق منهم هذا الجحود؟».
•• هذا الرجل عق أبناءه قبل أن يعقوه.. هو لم يقدم لهم خدمة «التربية» إنما منحهم «الرعاية» فقط، وشتان بين هذا وذاك.. إن الاهتمام بعقول الأبناء ودينهم وأخلاقهم هو «التربية»، أما العناية بتوفير المأكل والمشرب والمسكن والملبس والصحة فيسمى «رعاية».. هؤلاء الآباء يحلمون بثمار شجرة لم يسقوها حق سقايتها.. وأولئك يريدون من الشمس أن تحوِّل كومة «التبن» إلى رابية من «التبر».
•• حين دخل هؤلاء الآباء العاقون بأبنائهم مساحة «العتمة» التربوية؛ أصبح أبناؤهم بشراً لا يصلحون للحياة بتلك «الرعاية» الخالية من «التربية».. بذلك؛ لم يشعروا معهم عندما كبروا بفضاء مُقمِر.. أولئك كتبوا لأبنائهم «تربية» بخطوط «هيروغليفية» التي كان يُكتب بها قبل الميلاد بثلاثة آلاف عام على جدران المعابد والمقابر والكفوف المظلمة.. ولما لم يعلِّموا أبناءهم قوة البدايات؛ لم يستطيعوا تحمُّل قسوة النهايات.
•• هناك من لدية أطفال كُثُر لكنهم بتربية أبيهم البالية أصبحوا قليلي الطفولة، فأسقطوا عن أنفسهم «البِّر» عند الكِبَر.. وهناك آباء أرادوا إيصال قارب أبنائهم إلى ميناء التربية بطريقة خاطئة، فساقهم الموج إلى ضفة أخرى.. وهناك آباء تحولوا إلى قطعة خشب، فضيعوا عن أبنائهم «الخيال الدافئ» من المحبة والألفة.. وعندما اشتدت رياح الإهمال التربوي تلاشى عنهم أبناؤهم فوقعوا في أوجاع الزمان.
آباء صنعوا بشراً لا يصحلون للحياة.
أرادوا ثمار شجرة لم يعتنوا بسقايتها.
ربَّوا أبناءهم بخطوط «هيروغليفية».
أبناء أسقطوا عن آبائهم «البِّر».
•• هذا الرجل عق أبناءه قبل أن يعقوه.. هو لم يقدم لهم خدمة «التربية» إنما منحهم «الرعاية» فقط، وشتان بين هذا وذاك.. إن الاهتمام بعقول الأبناء ودينهم وأخلاقهم هو «التربية»، أما العناية بتوفير المأكل والمشرب والمسكن والملبس والصحة فيسمى «رعاية».. هؤلاء الآباء يحلمون بثمار شجرة لم يسقوها حق سقايتها.. وأولئك يريدون من الشمس أن تحوِّل كومة «التبن» إلى رابية من «التبر».
•• حين دخل هؤلاء الآباء العاقون بأبنائهم مساحة «العتمة» التربوية؛ أصبح أبناؤهم بشراً لا يصلحون للحياة بتلك «الرعاية» الخالية من «التربية».. بذلك؛ لم يشعروا معهم عندما كبروا بفضاء مُقمِر.. أولئك كتبوا لأبنائهم «تربية» بخطوط «هيروغليفية» التي كان يُكتب بها قبل الميلاد بثلاثة آلاف عام على جدران المعابد والمقابر والكفوف المظلمة.. ولما لم يعلِّموا أبناءهم قوة البدايات؛ لم يستطيعوا تحمُّل قسوة النهايات.
•• هناك من لدية أطفال كُثُر لكنهم بتربية أبيهم البالية أصبحوا قليلي الطفولة، فأسقطوا عن أنفسهم «البِّر» عند الكِبَر.. وهناك آباء أرادوا إيصال قارب أبنائهم إلى ميناء التربية بطريقة خاطئة، فساقهم الموج إلى ضفة أخرى.. وهناك آباء تحولوا إلى قطعة خشب، فضيعوا عن أبنائهم «الخيال الدافئ» من المحبة والألفة.. وعندما اشتدت رياح الإهمال التربوي تلاشى عنهم أبناؤهم فوقعوا في أوجاع الزمان.
آباء صنعوا بشراً لا يصحلون للحياة.
أرادوا ثمار شجرة لم يعتنوا بسقايتها.
ربَّوا أبناءهم بخطوط «هيروغليفية».
أبناء أسقطوا عن آبائهم «البِّر».