حرب غزة: مصطلحات غائبة ومفاهيم مغلوطة
الثلاثاء / 09 / ربيع الثاني / 1445 هـ الثلاثاء 24 أكتوبر 2023 00:47
طلال صالح بنان
تشهد ساحات القتال في حرب غزة تحولات على الساحة الإعلامية والسياسية تمس قيم النظام الدولي لتطال أسس تعاطيه، بكفاءة وفاعلية، مع الأزمات الخطيرة، التي تهدد استقراره.. وتنال من أمنه، وتساوم على مستقبل حالة السلام في ربوعه. في خلال أسبوع تحول الطوفان إلى بركان زلزل الأرض من تحت النظام الدولي، ظهرت توابعه على قواه العظمى، قبل أن تتأثر بها منطقة الزلزال ومركز تفجر طاقته الهائلة.
بقدر ما كانت المفاجأة صادمة، الجيش الذي ظن أنه لا يُقهر، أُخذ على حين غِرّةٍ وجنرالاته غارقون في سبات غطرسة القوة وزهو الكِبر المقيت. في ساعات فقد الجيش سيطرته على الخط الأمامي لما يسمى غلاف غزة، بنصف دائرة، ثلاثية الأبعاد، عمقها ٣٠ كلم٢، براً وبحراً وجواً.
سرعان ما ظهرت في الغرب الشائعات زاعمين أنهم قطعوا رؤوس الأطفال.. واغتصبوا النساء.. وقتلوا كبار السن، وقَضّوا مضاجع المستوطنين «المدنيين» الآمنين!.
كانت الحملة الدعائية قوية ومركزة مستهدفة جمهوراً ما زال يعاني من عقدة الذنب تجاه اليهود، متأثراً بإرث تاريخي عنصري مرير ضد العرب والمسلمين. شائعاتٌ مُضَلِّلَةٌ ترددت، وإن ظهر في ما بعد زيفها.
قد لا يُلام قادة إسرائيل، ومن يدعمها من مؤسسات صناعة القرار الحليفة لها في الخارج، فالصدمة كانت قوية ومفاجئة، صَعْبٌ تقبلها والاستهانة بأثرها العميق في صورة الجيش، والدولة الأكثر تقدماً (الديمقراطية الوحيدة) في المنطقة. أمرٌ يستحيل تصوره، قبل ساعات من تلك الأحداث. هذا ما جعل قادة إسرائيل والغرب يحددون أن هدف الاعتداء الوحشي على غزة الاستراتيجي هو: ترميم صورة الجيش، لاستعادة هيبة إسرائيل في المنطقة، التي لا يمكن ضمان وجود إسرائيل بدونها.
لذا، من البداية، نادت وسائل الإعلام الغربية بشيطنة الاعتداء، تمهيداً لاستخدام ذريعة الدفاع عن النفس، بما يكفل عدم تكراره، وذلك لن يتم إلا بنزع البعد الأخلاقي عنه، لتبرير أي إجراء تتخذه إسرائيل ضد الفلسطينيين، مهما بلغت وحشيته وتجاوزه لمعايير وقانون الحرب، ضد الفلسطينيين، كما وصفهم وزير الدفاع الإسرائيلي بأنهم وحوشٌ بشرية!
ليس هذا فحسب، بل دفع الإعلام الغربي بسردية الفعل «الإرهابي» هذه نحو الطلب من العرب والمسلمين والعالم إدانته، حتى تكتمل خيوط المؤامرة تمهيداً لمحو أي غطاء أخلاقي للقضية الفلسطينية، بعد تفريغ فلسطين كاملةً من الشعب الفلسطيني، لتبقى إسرائيل دولة خالصة لليهود، مهيمنة على المنطقة ومقدراتها.
الخلاصة: سعي الفلسطينيين لاستعادة حقوقهم غير القابلة للتصرف «إرهاب»، بينما شن إسرائيل حربَ إبادةٍ ضد الفلسطينيين عمل مشروع للدفاع عن النفس! تشبث الفلسطينيين بالأرض عمل «إرهابي»، بينما ارتكاب إسرائيل جريمة التهجير القسري لإفراغ فلسطين من أهلها عمل مشروع، في إطار «حق» الدفاع عن النفس! سرديةٌ لعنصريةٍ بغيضة، يُراد من ورائها تمرير جرائم ضد الإنسانية في حقِ شعبٍ كل ذنبه أنه: يناضل ليحيا حراً بسلام، مثل بقية شعوب الأرض، في دولة مستقلة ذات سيادة.
حربُ غزة كشفت الجميع، وظهر بعض الغرب على حقيقته، العنصرية، المفعمة بالكراهية للعرب وللمسلمين، والإنسانية.
بقدر ما كانت المفاجأة صادمة، الجيش الذي ظن أنه لا يُقهر، أُخذ على حين غِرّةٍ وجنرالاته غارقون في سبات غطرسة القوة وزهو الكِبر المقيت. في ساعات فقد الجيش سيطرته على الخط الأمامي لما يسمى غلاف غزة، بنصف دائرة، ثلاثية الأبعاد، عمقها ٣٠ كلم٢، براً وبحراً وجواً.
سرعان ما ظهرت في الغرب الشائعات زاعمين أنهم قطعوا رؤوس الأطفال.. واغتصبوا النساء.. وقتلوا كبار السن، وقَضّوا مضاجع المستوطنين «المدنيين» الآمنين!.
كانت الحملة الدعائية قوية ومركزة مستهدفة جمهوراً ما زال يعاني من عقدة الذنب تجاه اليهود، متأثراً بإرث تاريخي عنصري مرير ضد العرب والمسلمين. شائعاتٌ مُضَلِّلَةٌ ترددت، وإن ظهر في ما بعد زيفها.
قد لا يُلام قادة إسرائيل، ومن يدعمها من مؤسسات صناعة القرار الحليفة لها في الخارج، فالصدمة كانت قوية ومفاجئة، صَعْبٌ تقبلها والاستهانة بأثرها العميق في صورة الجيش، والدولة الأكثر تقدماً (الديمقراطية الوحيدة) في المنطقة. أمرٌ يستحيل تصوره، قبل ساعات من تلك الأحداث. هذا ما جعل قادة إسرائيل والغرب يحددون أن هدف الاعتداء الوحشي على غزة الاستراتيجي هو: ترميم صورة الجيش، لاستعادة هيبة إسرائيل في المنطقة، التي لا يمكن ضمان وجود إسرائيل بدونها.
لذا، من البداية، نادت وسائل الإعلام الغربية بشيطنة الاعتداء، تمهيداً لاستخدام ذريعة الدفاع عن النفس، بما يكفل عدم تكراره، وذلك لن يتم إلا بنزع البعد الأخلاقي عنه، لتبرير أي إجراء تتخذه إسرائيل ضد الفلسطينيين، مهما بلغت وحشيته وتجاوزه لمعايير وقانون الحرب، ضد الفلسطينيين، كما وصفهم وزير الدفاع الإسرائيلي بأنهم وحوشٌ بشرية!
ليس هذا فحسب، بل دفع الإعلام الغربي بسردية الفعل «الإرهابي» هذه نحو الطلب من العرب والمسلمين والعالم إدانته، حتى تكتمل خيوط المؤامرة تمهيداً لمحو أي غطاء أخلاقي للقضية الفلسطينية، بعد تفريغ فلسطين كاملةً من الشعب الفلسطيني، لتبقى إسرائيل دولة خالصة لليهود، مهيمنة على المنطقة ومقدراتها.
الخلاصة: سعي الفلسطينيين لاستعادة حقوقهم غير القابلة للتصرف «إرهاب»، بينما شن إسرائيل حربَ إبادةٍ ضد الفلسطينيين عمل مشروع للدفاع عن النفس! تشبث الفلسطينيين بالأرض عمل «إرهابي»، بينما ارتكاب إسرائيل جريمة التهجير القسري لإفراغ فلسطين من أهلها عمل مشروع، في إطار «حق» الدفاع عن النفس! سرديةٌ لعنصريةٍ بغيضة، يُراد من ورائها تمرير جرائم ضد الإنسانية في حقِ شعبٍ كل ذنبه أنه: يناضل ليحيا حراً بسلام، مثل بقية شعوب الأرض، في دولة مستقلة ذات سيادة.
حربُ غزة كشفت الجميع، وظهر بعض الغرب على حقيقته، العنصرية، المفعمة بالكراهية للعرب وللمسلمين، والإنسانية.