أخبار

«تسونامي» سعودي ضد TIK TOK.. اللعبة تغيرت !

إدارة التطبيق في الشرق الأوسط تعمّدت الترويج للمحتوى المعادي للمملكة وحجب مقاطع «الدفاع»

زياد العنزي (الرياض) @z_alenazi1

شن سعوديون في مواقع التواصل الاجتماعي، أخيراً، هجوماً على تطبيق TIK TOK، لمطالبته بتغيير سياساته المعادية للمملكة، بعد تطبيقه لسياسة الحرية «الموجهة» للحسابات التي تهاجم السعودية، وتعمده الحجب على نطاق واسع لمقاطع وتعليقات السعوديين ذات الدافع الوطني، والكيل بمكيالين وفقاً لأجندات تحركها جهات غير معلومة لشيطنة السعودية وتشويه سمعتها في الخارج.

ومع غياب الشفافية وعدم صدور أي بيان رسمي من إدارة التطبيق يوضح أسباب حذف الحسابات السعودية، تصدر وسم #مقاطعة_ التيكتوك مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام القليلة الماضية، مع دعوات متزايدة إلى حذف التطبيق نهائياً من الأجهزة الشخصية، رداً على السياسة المعادية المفاجئة للمملكة لأسباب غير معلومة حتى الآن.

فمنذ ظهور التطبيق على الساحة في العام 2017، قد تكون هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها التطبيق لسيل من الانتقادات سرعان ما تحولت إلى حملة «عفوية» تدعو لمقاطعة «تيك توك» بسبب سياسة إدارته في الشرق الأوسط التي فيما يبدو تتقصد حجب المقاطع وتعليقات السعوديين التي تتضمن ردوداً صارمة ضد المتطاولين على المملكة، مما رسم علامات استفهام كبرى حيال من يتحكم في المحتوى والأسباب خلف «حجب» المحتوى الوطني، ومحاولة دفع المستخدمين السعوديين إلى نشر «المحتوى الرديء» وغير الهادف بحجة فرص جمع المال عبر ما يسمى بـ«تحديات التيك توك» التي تتركز على فتح «بثوث» سيئة المحتوى ووضعهم في هذا القالب كـ«المهرجين».

وعلى مدار الأيام الـ11 الماضية وتحديداً مُنذ تاريخ 27 أكتوبر الماضي، اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بدعوات مُقاطعة تطبيق تيك، والتأثير المباشر على تقييم «تيك توك» في متاجر التطبيقات، حتى نجحوا في خفض تقييمه من 4.4 إلى 4.3، وهو انخفاض وصفه مراقبون لا يُستهان به بالنظر إلى مكانة التطبيق في منطقة الشرق الأوسط والعالم.

وفيما شهدت محركات البحث منذ 3 أيام، نشاطاً ملحوظاً تجاه أخبار «المقاطعة» وأسبابها، تفاعل الكثير من مشاهير منصات التواصل الاجتماعي مع حملة مُقاطعة تيك توك، فيما تردد صداها في العديد من وسائل الإعلام التي أفردت تقاريراً متخصصة حيالها، ونقلت خلالها استياء المُستخدمين من التطبيق لتعمده حذف المقاطع الوطنية، وغضه الطرف عن المحتوى المسيء والتعليقات البذيئة التي تستهدف السعودية، وتحمل في طياتها مظاهر كراهية وتحريضاً على العنف.

وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي تجارب العديد من الناشطين مع حذف الحسابات، إذ تفاجأ شاب فلسطيني بإيقاف حسابه على تيك توك عقب نشره مقطع فيديو يبرز المساعدات السعودية للشعب الفلسطيني، وهو ما أثار موجة من التساؤلات حول معايير وسياسات التطبيق في التعامل مع المحتوى.

يقول متعب (وهو أحد المُشاركين في دعوات مُقاطعة تيك توك)، إن السبب المُباشر وراء المقاطعة هو السياسات المُتحيزة تجاه مُستخدمي الشرق الأوسط والسعودية تحديداً، إذ لجأت إدارة التطبيق أخيراً لحذف العديد من الحسابات السعودية دون سابق إنذار، إضافة إلى حذف المنشورات التي تتضمن علم أو شعار السعودية، وهو الأمر الذي اعتبره السعوديون عنصرية واضحة ضدهم وإهانة كبيرة لهم.

ويُضيف متعب: إدارة تيك توك الشرق الأوسط تسمح بنشر فيديوهات تسيء للسعودية ونعتبرها حرباً إعلامية مُمنهجة ضدنا.

وفي الوقت الذي لاقت الحملة تفاعلاً إيجابياً من قبل العديد من المؤثرين، إذ وجّه المستخدمون انتقادات لاذعة لعدد آخر من المشاهير نظير استمرار بثوثهم في تيك توك، مطالبينهم بالتوقف عن جمع المال وإيداعه في حساب التطبيق الذي يحاول النيل من المملكة.

ووفقاً لـ ByteDance وهي شركة صينية لتكنولوجيا الإنترنت تشغل العديد من منصات المحتوى ومقرها في بكين، فإن عدد مستخدمي تيك توك في السعودية بلغ 26.39 مليون مستخدم، 34.2٪ من الإناث و 65.8٪ ذكور، ويحتل السعوديون المركز الأول عالمياً بنحو 130% من حيث معدل الاستخدام، وهي أرقام مرتفعة كان يجب أن ينتبه لها القائمين على سياسة التيك توك قبل تذاكيها للإضرار بالمصالح السعودية.

من جهته أوضح الباحث الاستراتيجي اللواء الدكتور محمد الحربي لـ«عكاظ» أن منصة التيك توك تعد السابعة من حيث أعداد المستخدمين في العالم، ومقاطعتها من جانب السعوديين ستؤثر سلباً على تقييم هذا التطبيق وتخفض من أرباحه بشكل كبير.

وقال الحربي: هناك آليات عدة لمجابهة الحملات الشعواء ضد المملكة من خلال الردود المتزنة والمتوافقة مع سياسة المملكة، وهي حرب ناعمة ليست جديدةً على السعودية.

وأشار الحربي إلى أن هذه الحملات دائماً ما يكون خلفها منظمات وأجهزة استخباراتية وأمنية وأجهزة خارجية مختلفة لتجييش الرأي العام باستغلال الأزمات وافتعالها.

وأضاف الحربي: السعودية الآن تعتبر مركز ثقل استراتيجياً سواء كان سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً أو ثقافياً على مستوى العالم، فلا لا بد أن نواجههم بحملة أخرى، ولكن تكون وفق أطر منظمة مرتبة تتماهى مع سياسة المملكة وقضايانا واقتصادنا.

ولفت الخبير الاستراتيجي إلى أهمية الضغط بالشكاوى والحجب لكل ما يحرض على الكراهية ويعزز التعصب وإفشال محاولات المساس بالدولة وقيادتها ورموزها، خصوصاً أن السعوديين مبدعون في استخدام هذه الآليات للتصدي لهذه الحروب.

وأجرت جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية دراسة تحليلية للتطبيق خلال عام 2022، بعد تعرضه لانتقادات من جراء التحديات الأمنية المرتبطة باستخدامه، وتنامي توظيفه من قبل الجماعات الإرهابية والمتطرفة، إضافة إلى استخدامه لنشر مواد غير أخلاقية.

وأوصت الجامعة حينها بأهمية التنسيق مع الشركات المالكة لتطبيقات التواصل الاجتماعي؛ لوضع مدونة الممارسات العربية بشأن المعلومات المضللة، والمحتوى المتطرف وغير الأخلاقي المتداول عبر هذه التطبيقات، ومنها تطبيق «تيك توك».

وأشارت إلى أهمية قيام الأجهزة والمؤسسات الحكومية في الدول العربية بالأخذ بسياسات التدابير التنظيمية، فيما يتعلق بضبط وتنظيم آليات عمل تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي.

من جانبها قالت الكاتبة السعودية بدرية آل عمر (ناشطة في تيك توك) لـ«عكاظ»: لي تجربة مماثلة على هذا البرنامج إذ حذفوا مقاطع عدة تدافع عن السعودية، وكذلك مواقف الوطن المشرفة عالمياً، وحجبوا أي مشاركة صوتية أو كتابية في هذا الاتجاه.

وأوضحت آل عمر أن السعوديين في تجارب سابقة استطاعوا أن يوصلوا رسالة مؤلمة ومؤثرة ضد بعض برامج وسائل التواصل الاجتماعي دفاعاً عن الوطن ضد الحملات العدوانية الممنهجة التي تحاك في الغرف المظلمة ضد المملكة.

من جهته يؤكد أنس محمد (مؤثر في السوشل ميديا) لـ«عكاظ» أن المواقف السابقة من الشعب السعودي على مختلف منصات التواصل الاجتماعي ترسخ حقيقة الوعي الواسع لما يدور حولهم من حرب ناعمة واستهداف للسعودية من جهات خارجية، ومع تعدد أهدافهم إلا أن السعوديين وإدراكهم لمكانة بلادهم وتطورها ونموها جعل منها هدفاً للعديد من الجهات والمنظمات بشكل واضح يسهل كشفه من خلال تطبيقات التواصل الاجتماعي ومحاولة إسكات أي صوت مدافع عن السعودية وتحديداً في تطبيق التيك توك من خلال ممارسات وسياسات البرنامج غير المفهومة التي تكيل بمكيالين مختلفين، وهذا يتجلى بشكل واضح عند أي محاولة في الدفاع عن أي فكرة ضد السعودية أو إبداء رأي يعزز من حقيقة مكانة السعودية المشرفة في أي قضية أو حدث عالمي أو إقليمي.