«داعش والقاعدة».. هل من نهاية للإرهاب؟
من سورية إلى الصومال واليمن
الأربعاء / 24 / ربيع الثاني / 1445 هـ الأربعاء 08 نوفمبر 2023 20:50
أحمد الشميري (جدة) a_shmeri@
في الوقت الذي نجحت الجهود الدولية في تكبيد تنظيمي «القاعدة وداعش» الإرهابيين خسائر كبيرة في سورية والصومال، وتمكنت من السيطرة على معاقله والقبض على عدد من قياداته، تواصل مليشيا الحوثي توفير الأرضية والدعم للتنظيمين اللذين يتخذان من محافظة البيضاء مقراً ومنطلقاً لعملياتهما نحو المناطق المحررة وآخرها محاولة اغتيال رئيس هيئة الأركان اليمني الفريق ركن صغير عزيز بسيارة مفخخة في مأرب أثناء عودته من زيارة خارجيةأمس، ما أسفر عن إصابة عدد من مرافقيه.
ونجحت القوات الدولية والمحلية في سورية والصومال في محاصرة التنظيمات الإرهابية وتجفيف منابع الدعم والتمويل لها والسيطرة على عدد من مقراتهم ومراكز القيادة التابع لهما.
ففي سورية، قبضت القيادة المركزية الأمريكية على القياديين في تنظيم داعش الإرهابي ممدوح إبراهيم الحاجي، وأبو هليل الفدعاني، في عمليتين منفصلتين، مؤكدة أن أحدهما زعيم التنظيم الإرهابي، فيما الفدعاني كان مسؤول العمليات والتسهيلات.
وأعلنت القوات الأمريكية في سورية التزامها بهزيمة داعش، مؤكدة أن القبض على مسؤولي التنظيم يزيد من قدرة القوات على تحديد واستهداف وإزالة الإرهابيين من ساحة المعركة.
(هزيمة داعش في سورية)
وتتواصل العمليات الأمريكية في شمال سورية لملاحقة زعيم تنظيم داعش الجديد أبو حفص الهاشمي القرشي بعد تسلم القيادة عقب مقتل الزعيم السابق أبو الحسين الحسيني القريشي في أغسطس الماضي، ونفذت 36 عملية بالتعاون مع قوات سورية الديمقراطية «قسد». ويتخذ داعش من منطقتي غرب وشرق الفرات خصوصاً مناطق البادية السورية التي تتوارى قياداته فيها عن الأنظار مقراً، ووفقاً لإحصاءات حقوقية فإن التنظيم نفذ أكثر 230 عملية خلال هذا العام في تلك المناطق. ويرى خبراء أمريكيون أن داعش لا يزال يشكل تهديداً خطيراً على الرغم من هزيمته الإقليمية وخسائره في القيادة، مؤكدين أن التنظيم رغم خسائره على يد التحالف الدولي لكنه يحاول إعادة ترتيب صفوفه والظهور بين فترة وأخرى. ولفت الخبراء إلى أن أعضاء التنظيم يجيدون التخفي في أوساط المدنيين ويحاول استغلال الفرص للظهور مرة أخرى، لكن ذلك قوبل بضربات جوية وملاحقات طول الفترة الماضية سواء في سورية أو في الحدود العراقية. (انتصارات الجيش الصومالي)
وفي الصومال، نجح الجيش الصومالي بإسناد من العشائر ودعم القوات الدولية في تحقيق انتصارات على حركة الشباب لتنظيم القاعدة، في خطوة وصفها مراقبون بأنها بداية النهائية للتنظيم الإرهابي على الأراضي الصومالية خصوصاً في إقليمي جوبا لاند والجنوب الغربي. وسيطر الجيش الصومالي بدعم القوات الأمريكية نهاية الشهر الماضي على مدينة «عيل بور» وسط إقليم غلمدغ الذي يعتبر أهم معقل للتنظيم الإرهابي بعد إقليم هيرشبيلي الذي جرى تحريره في وقت سابق، ما جعل الحركة الإرهابية محاصرة وضعيفة. وقال قائد الجيش الصومالي إبراهيم شيخ محيي الدين: إن السيطرة على «عيل بور» ستوقف تماماً التعاسة التي تسببت فيها حركة الشباب وسيعم السلام والرخاء، في تأكيد واضح على قرب نهاية التنظيم وبدء الحركة فقدان حاضنتها الشعبية. وظلت حركة الشباب تتخفى في أوساط الجبال والمراعي وتنفيذ عمليات إرهابية ضد المدن الآمنة خصوصاً مقديشو، ووفقاً لمصادر عسكرية صومالية، فإن أكثر من 10 آلاف جندي صومالي و3 من العشائر القبلية ينفذون عمليات متواصلة لملاحقة فلول التنظيم الإرهابي. وأفادت المصادر بأن الدعم الذي تقدمه القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) والمتمثلة بالتغطية الجوية بالطائرات المسيرة دمر تحصينات الحركة و أصابها بالشلل التام، ما ساهم في نجاح جيش الصومال في تحييد الحركة خصوصاً في الأقاليم الوسطى وتطهير نحو 70 مدينة وعدد من القرى والأرياف لينقل العملية العسكرية إلى الجنوب. وتقدر إحصاءات عدد مقاتلي الشباب ما بين (7 إلى 12ألف مقاتل)، متوقعة فرار الكثير منهم إلى خارج البلاد خصوصاً الدول التي شهدت انقلابات بعد سيطرة الجيش الصومالي على عدد من معاقل الحركة. ويتخوف خبراء متخصصون في شؤون الجماعات المتطرفة من انتقال الحركات الإرهابية من الصومال إلى النيجر ودول أخرى في ظل الهشاشة الأمنية خصوصاً بعد إعلان وزارة الدفاع في النيجر مقتل 29 جندياً على الأقل في هجوم شنه متمردون مسلحون بالقرب من حدود البلاد مع مالي، مشيرة إلى أن عشرات المهاجمين لقوا مصرعهم. ولم تذكر الوزارة الجهة المسؤولة عن الهجوم لكن خبراء يؤكدون أن مثل لهذه الهجمات لا تنفذها إلا تنظيمات إرهابية تنتشر في النيجر ومالي ودول أفريقية أخرى، وبالتالي فإنها قد تستغل الوضع السياسي وانسحاب القوات الفرنسية لنقل عملياتها من الصومال إلى دول الانقلابات في ظل النجاجات الكبيرة للجيش الصومالي. (تحالف الإرهاب في اليمن)
شكل تحالف الحوثي وتنظيمي القاعدة وداعش خطراً كبيراً على أمن اليمن في ظل الحماية والجغرافيا والدعم الذي توفره المليشيا للتنظيمين اللذين يهاجمان المناطق المحررة خصوصاً محافظتي أبين وشبوة المحاذية لمحافظة البيضاء والتي يسيطر عليها الحوثي، وحولها إلى معقل رئيسي للتنظيمين الإرهابيين. وأكد مسؤولون يمنيون لـ«عكاظ»، أن «القاعدة وداعش» كان تواجدهما ينحصر في منطقة واحدة وهي منطقة يكلا بمحافظة البيضاء لكنه اليوم أصبح في عدد من مديريات المحافظة، بالإضافة إلى انتقاله إلى مناطق جبلية في صنعاء وذمار للتهرب من أية عملية جوية أمريكية. وكشف المسؤولون أن المليشيا الحوثية دربت عناصر التنظيم الإرهابي على تنفيذ هجمات بالطيران المسير وعلى صناعة الألغام المموهة التي تستخدمها المليشيا في تفخيخ عدد من الطرق والمزارع في عدد من المحافظات، مؤكدين أن العلاقة بين الحوثي والتنظيمات الإرهابية ليست وليد اللحظة بل إن المليشيا كانت تحتضن تلك التنظيمات في صعدة قبل الانقلاب، ولعل مقتل عدد من قيادات تنظيم القاعدة في ضربة جوية أمريكية في صعدة عام 2012 أكبر دليل على ذلك. وطالب المسؤولون بضرورة التحرك لمعاقبة مليشيا الحوثي دولياً وتصنينفها كمنظمة إرهابية، والضغط عليها للاعتراف بحجم التنسيق والتعاون بينها وبين قيادات القاعدة بعد أن أطلقت مئات من قيادات التنظيم من السجون خلال الفترة الماضية.
وتتواصل العمليات الأمريكية في شمال سورية لملاحقة زعيم تنظيم داعش الجديد أبو حفص الهاشمي القرشي بعد تسلم القيادة عقب مقتل الزعيم السابق أبو الحسين الحسيني القريشي في أغسطس الماضي، ونفذت 36 عملية بالتعاون مع قوات سورية الديمقراطية «قسد». ويتخذ داعش من منطقتي غرب وشرق الفرات خصوصاً مناطق البادية السورية التي تتوارى قياداته فيها عن الأنظار مقراً، ووفقاً لإحصاءات حقوقية فإن التنظيم نفذ أكثر 230 عملية خلال هذا العام في تلك المناطق. ويرى خبراء أمريكيون أن داعش لا يزال يشكل تهديداً خطيراً على الرغم من هزيمته الإقليمية وخسائره في القيادة، مؤكدين أن التنظيم رغم خسائره على يد التحالف الدولي لكنه يحاول إعادة ترتيب صفوفه والظهور بين فترة وأخرى. ولفت الخبراء إلى أن أعضاء التنظيم يجيدون التخفي في أوساط المدنيين ويحاول استغلال الفرص للظهور مرة أخرى، لكن ذلك قوبل بضربات جوية وملاحقات طول الفترة الماضية سواء في سورية أو في الحدود العراقية. (انتصارات الجيش الصومالي)
وفي الصومال، نجح الجيش الصومالي بإسناد من العشائر ودعم القوات الدولية في تحقيق انتصارات على حركة الشباب لتنظيم القاعدة، في خطوة وصفها مراقبون بأنها بداية النهائية للتنظيم الإرهابي على الأراضي الصومالية خصوصاً في إقليمي جوبا لاند والجنوب الغربي. وسيطر الجيش الصومالي بدعم القوات الأمريكية نهاية الشهر الماضي على مدينة «عيل بور» وسط إقليم غلمدغ الذي يعتبر أهم معقل للتنظيم الإرهابي بعد إقليم هيرشبيلي الذي جرى تحريره في وقت سابق، ما جعل الحركة الإرهابية محاصرة وضعيفة. وقال قائد الجيش الصومالي إبراهيم شيخ محيي الدين: إن السيطرة على «عيل بور» ستوقف تماماً التعاسة التي تسببت فيها حركة الشباب وسيعم السلام والرخاء، في تأكيد واضح على قرب نهاية التنظيم وبدء الحركة فقدان حاضنتها الشعبية. وظلت حركة الشباب تتخفى في أوساط الجبال والمراعي وتنفيذ عمليات إرهابية ضد المدن الآمنة خصوصاً مقديشو، ووفقاً لمصادر عسكرية صومالية، فإن أكثر من 10 آلاف جندي صومالي و3 من العشائر القبلية ينفذون عمليات متواصلة لملاحقة فلول التنظيم الإرهابي. وأفادت المصادر بأن الدعم الذي تقدمه القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) والمتمثلة بالتغطية الجوية بالطائرات المسيرة دمر تحصينات الحركة و أصابها بالشلل التام، ما ساهم في نجاح جيش الصومال في تحييد الحركة خصوصاً في الأقاليم الوسطى وتطهير نحو 70 مدينة وعدد من القرى والأرياف لينقل العملية العسكرية إلى الجنوب. وتقدر إحصاءات عدد مقاتلي الشباب ما بين (7 إلى 12ألف مقاتل)، متوقعة فرار الكثير منهم إلى خارج البلاد خصوصاً الدول التي شهدت انقلابات بعد سيطرة الجيش الصومالي على عدد من معاقل الحركة. ويتخوف خبراء متخصصون في شؤون الجماعات المتطرفة من انتقال الحركات الإرهابية من الصومال إلى النيجر ودول أخرى في ظل الهشاشة الأمنية خصوصاً بعد إعلان وزارة الدفاع في النيجر مقتل 29 جندياً على الأقل في هجوم شنه متمردون مسلحون بالقرب من حدود البلاد مع مالي، مشيرة إلى أن عشرات المهاجمين لقوا مصرعهم. ولم تذكر الوزارة الجهة المسؤولة عن الهجوم لكن خبراء يؤكدون أن مثل لهذه الهجمات لا تنفذها إلا تنظيمات إرهابية تنتشر في النيجر ومالي ودول أفريقية أخرى، وبالتالي فإنها قد تستغل الوضع السياسي وانسحاب القوات الفرنسية لنقل عملياتها من الصومال إلى دول الانقلابات في ظل النجاجات الكبيرة للجيش الصومالي. (تحالف الإرهاب في اليمن)
شكل تحالف الحوثي وتنظيمي القاعدة وداعش خطراً كبيراً على أمن اليمن في ظل الحماية والجغرافيا والدعم الذي توفره المليشيا للتنظيمين اللذين يهاجمان المناطق المحررة خصوصاً محافظتي أبين وشبوة المحاذية لمحافظة البيضاء والتي يسيطر عليها الحوثي، وحولها إلى معقل رئيسي للتنظيمين الإرهابيين. وأكد مسؤولون يمنيون لـ«عكاظ»، أن «القاعدة وداعش» كان تواجدهما ينحصر في منطقة واحدة وهي منطقة يكلا بمحافظة البيضاء لكنه اليوم أصبح في عدد من مديريات المحافظة، بالإضافة إلى انتقاله إلى مناطق جبلية في صنعاء وذمار للتهرب من أية عملية جوية أمريكية. وكشف المسؤولون أن المليشيا الحوثية دربت عناصر التنظيم الإرهابي على تنفيذ هجمات بالطيران المسير وعلى صناعة الألغام المموهة التي تستخدمها المليشيا في تفخيخ عدد من الطرق والمزارع في عدد من المحافظات، مؤكدين أن العلاقة بين الحوثي والتنظيمات الإرهابية ليست وليد اللحظة بل إن المليشيا كانت تحتضن تلك التنظيمات في صعدة قبل الانقلاب، ولعل مقتل عدد من قيادات تنظيم القاعدة في ضربة جوية أمريكية في صعدة عام 2012 أكبر دليل على ذلك. وطالب المسؤولون بضرورة التحرك لمعاقبة مليشيا الحوثي دولياً وتصنينفها كمنظمة إرهابية، والضغط عليها للاعتراف بحجم التنسيق والتعاون بينها وبين قيادات القاعدة بعد أن أطلقت مئات من قيادات التنظيم من السجون خلال الفترة الماضية.