أخبار

هل تطبق إسرائيل سيناريو الضفة الغربية في غزة؟

وسط غموض متعمد لمستقبل القطاع

آليات إسرائيلية داخل قطاع غزة.

«عكاظ» (لندن، غزة) okaz_online@

رغم مرور 37 يوماً على العدوان الإسرائيلي المدمر على غزة، رأت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، أن إستراتيجية إسرائيل طويلة الأجل في القطاع لا يزال يكتنفها الغموض بالنسبة لمعظم الإسرائيليين والفلسطينيين وحتى أقرب حلفائها في الولايات المتحدة الأمريكية.

واعتبرت الصحيفة في تقرير لها أن «الانتقامية» التي اتسم بها رد إسرائيل على هجوم حماس في 7 أكتوبر الماضي فاقمت من عدم الوضوح بشأن مستقبل غزة بعد الحرب، إذ لا أحد يعرف متى أو كيف ستنتهي، كما أنه ليس من الواضح ما يعنيه عملياً تدمير منظمة بذراعيها السياسي والعسكري كانت على مدى الـ16 سنة الماضية جزءاً لا يتجزأ من منظومة التدبير والخدمات العامة في غزة.

ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم: إنه سيتم عزل غزة عن إسرائيل، وربما يتم ضغطها أكثر من أي وقت مضى بمناطق عازلة جديدة وحواجز أمنية داخلية.

واعتبر مدير الأمن الإقليمي في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن إميل حكيم أن التفكير في «اليوم التالي» حالياً يبدو كأنه تشتيت مقصود أو غير مقصود عما يتم الآن «فما تفعله إسرائيل الآن هو الذي سيحدد ما يمكن فعله في اليوم التالي».

الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وبحسب الصحيفة، تعتقد أن الوضع أقرب إلى الوضع في أجزاء من الضفة الغربية المحتلة في ما تسمى «المنطقة ب»، إذ تمارس القوات الإسرائيلية السيطرة الأمنية إلى جانب سلطة مدنية فلسطينية، وهذا هو السيناريو الأكثر ترجيحاً، إلا أن آخرين من اليمين الإسرائيلي طالبوا أن يمارس الاحتلال سيطرة أكثر وبلا قيود على غزة، بل وحتى إعادة إدخال المستوطنات الإسرائيلية -التي يعتبرها معظم المجتمع الدولي غير قانونية- إلى القطاع.

وقدم أعضاء من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو مشروع قانون من شأنه إلغاء التشريع الذي تم إقراره بعد انسحاب إسرائيل عام 2005، والذي يمنع الإسرائيليين من دخول غزة. وأكد وزير التعليم يوآف كيش «لا يوجد وضع قائم، ولا شيء مقدس».

وأثار مثل هذا الحديث إلى جانب طرد إسرائيل مئات الآلاف من سكان غزة من شمال القطاع مخاوف الفلسطينيين من أن ينتهي الأمر بها إلى السيطرة على القطاع.

لكن مسؤولاً إسرائيلياً كبيراً قال «لا أعتقد أننا نريد السيطرة على مليوني فلسطيني، وفي ما يتعلق بالآليات المستقبلية لغزة مهما كانت، هناك شرطان: الأول أنه لا يمكن أن يكون هناك وجود لحماس تحت أي ظرف من الظروف، والآخر يجب أن نحافظ على التفوق العملياتي».

من جهته، أكد مسؤول فلسطيني كبير ومسؤولون عرب أن الخيار الوحيد القابل للتطبيق لتحييد أيديولوجية حماس هو إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.