كتاب ومقالات

المول الصحي

هيلة المشوح

تعد الصحة جزءاً أساسياً لضمان جودة حياة السكان في المملكة، وتقاس الظروف الصحية إجمالاً بالاعتماد على مؤشرات النتائج الصحية، مثل متوسط عمر الفرد، وأعداد أسرة المستشفيات، ومدى انتشار أمراض السكري والبدانة، وتكاليف الإنفاق الصحي على الأسر، ولأن الصحة تعد أحد مستهدفات رؤية المملكة 2030 فقد أولت وزارة الصحة أهمية بالغة بالتثقيف ونشر الوعي بأهمية الرياضة وتشجيع المجتمع على ممارستها بشتى أشكالها.

الأفكار البراقة لا شك تستحق الاحترام، ومن بين تلك الأفكار النوعية ما أطلقته وزارة الصحة من فعاليات ضمن مبادرة «امش30»، والتي عرّفتها المبادرة باسم «المول الصحي»، وهي عبارة عن تفعيل مسار للمشي داخل سبعة مولات (مراكز تجارية) خلال فترة الصيف؛ لتجنّب حرارة الأجواء الخارجية.

فكرة جاذبة ورائعة، لا تقل روعة عن المبادرة ذاتها، التي أطلقها وزير الصحة مؤخراً، بهدف التحفيز على ممارسة المشي 30 دقيقة يومياً، ورفع معدلات الصحة العامة بزيادة متوسط العمر للسكان، بما يُحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

ولا يجادل أحد في أهمية الرياضة في بناء مجتمع حيوي، وتحقيق جودة حياة أفضل من خلال نمط صحي مُستدام، كما لا يختلف أحد في أن تلك المبادرة تسهم في ترسيخ سلوك المشي بين المواطنين والمقيمين في المملكة، وقياس وعي المجتمع ومعرفة مستوياته المعرفية والرياضية في ممارسة المشي، إضافةً إلى تسهيل رياضة المشي على المجتمع، والتوعية والتثقيف بأهميته وفوائده الصحية.

تلك الأهداف والفوائد التي تفيد المجتمع، هي في حقيقتها فائدة فردية لكل المشاركين في تلك المبادرة الراقية، ومع ذلك فإن الفائدة الفردية هي أيضاً فائدة وطنية عامة، تساهم في تحسين الصحة العامة للمواطنين، وهو هدف من أهداف رؤية المملكة 2030، حيث تسهم المبادرة التي تُقام مرة سنوياً منذ عام 2019، وتُفعل في أكثر من 20 مدينة حول المملكة، في تشجيع المجتمع على زيادة معدل النشاط البدني، والمحافظة على الصحة، ومقاومة الأمراض المزمنة.

أهداف لا يمكن أن ينظر إليها إلا كأهداف وطنية يجب دعمها والإسهام في تحقيقها، والعمل على إنجاحها بكل الطرق، وعلى رأسها رفع الوعي والتثقيف، ولفت أنظار المجتمع بأهميتها الكبيرة لتحقيق مستهدفاتها المرجوة، فالمبادرة بالدرجة الأولى موجهة للمواطنين وأفراد المجتمع، وخيرها يعود على الجميع بالصحة والعافية والنشاط، وهي في الحقيقة أفضل ما يتمناه أفراد المجتمع لأنفسهم وأبنائهم في سبيل الحياة بصحة ونشاط، وحصانة من الأمراض، وجميعها تحققه المداومة على ممارسة الرياضة، التي تعد النشاط الإنساني الأكثر متعة والأكثر صحية للأجسام والأذهان لتصبح روتيناً يومياً لاغنى عنه.

شكراً لوزارة الصحة على اهتمامها الدائم بنشر الوعي العام لممارسة الرياضة بشتى أنواعها، ولنتعاون لتعميم هذه التجربة، وتحويل المشي إلى عادة يومية عند الكبار والصغار نجدد بها النشاط ونحمي بها أنفسنا والأجيال المقبلة.