الالتهاب الرئوي ما بين الوقاية والعلاج
بمناسبة اليوم العالمي للقاح المكورات الرئوية
الخميس / 02 / جمادى الأولى / 1445 هـ الخميس 16 نوفمبر 2023 16:35
«عكاظ» (جدة)
أوضحت د. فخر الأيوبي، استشاري صيدلي في جامعة الملك سعود الرياض، أن الالتهاب الرئوي هو التهاب الحويصلات الهوائية في إحدى الرئتين أو كلتيهما، حيث تُملأ الحويصلات الهوائية بالسوائل أو بالصديد، الأمر الذي يُسبب السُعال المصحوب بالبلغم، والحمى، وصعوبة في التنفس. ومن الممكن أن يكون سبب الإصابة هي البكتيريا، أو الفايروسات أو الفطريات، ويعد الالتهاب الرئوي هو أكبر مرض معدٍ قاتل بين البالغين والأطفال، حيث أودى بحياة ٢.٥ مليون شخص، من بينهم ٦٧٢ ألف طفل في عام ٢٠١٩، ومع إضافة الوفيات الناجمة عن COVID-19 الذي تسبب في ملايين الوفيات في عام ٢٠٢٠، ليرتفع العدد الإجمالي إلى أكثر من أربعة ملايين شخص. يذكر أنه لا توجد عدوى أخرى تسببت في هذا القدر من الوفيات.
ويعتبر تلوث الهواء هو عامل الخطر الرئيسي للوفاة من الالتهاب الرئوي في جميع الفئات العمرية. ويُعزى ثلث الوفيات الناجمة عن الالتهاب الرئوي تقريبًا إلى تلوث الهواء، وقد ساهم تلوث الهواء المنزلي في ٤٢٣ ألف حالة وفاة، بينما ساهم تلوث الهواء الخارجي في وفاة ٣٢٦ ألف حالة.
تجدر الإشارة إلى أن اللقاحات لها دور كبير وفعال في الوقاية من مخاطر الالتهاب الرئوي، حيث تعتبر اللقاحات هي بكتيريا أو فايروسات ميتة أو ضعيفة (بحيث لا تملك القدرة على إحداث المرض)، ويتم إعطاؤها للشخص لتعمل على تحفّيز الجهاز المناعي في الجسم وإنتاج أجسام مضادة تتعرف على الميكروب بشكل مبكر، وبالتالي يقوم بمحاربته إذا دخل الجسم مرة أخرى لمنع المرض.
وأكدت د. فخر على أن الالتزام بالتطعيمات لمختلف الالتهابات الرئوية في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سن السنتين، وفي الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وخمس سنوات الذين هم عرضة بشكل خاص لمرض المكورات الرئوية. والأطفال الذين يرتادون مراكز رعاية الأطفال الجماعي. وحالات معينة من الكبار، حسب الجرعات الموصى بها، يساعد على الوقاية من العدوي البكتيرية التي تسببها البكتيريا العقدية الرئوية والتي تسبب مضاعفات مختلفة مثل التهابات الأذن، والتهاب الجيوب الأنفية، والالتهاب الرئوي، والتهابات مجرى الدم، والالتهاب السحائي.
وقد صنفت منظمة الصحة العالمية قائمة تضم ٢٦ مرضًا يمكن الوقاية منهم عن طريق اللقاحات، ويعتبر عدوى المكورة الرئوية الأول في اللائحة، يليه حمى التيفوئيد والتهاب الكبد الوبائي وشلل الأطفال والمستدمية النزلية وداء الكلب، وغيرهم.
وأشارت د. الأيوبي إلى الفئات المستهدفة للقاحات وهي أولا الأطفال في عمر شهرين، و٤ أشهر، و٦ أشهر، و١٢ إلى ١٥ شهرًا كجزء من التطعيم الروتيني في مرحلة الطفولة، (مع ضرورة الالتزام بموعد كل جرعة)، حيث يُعطى معظم الأطفال اللقاح PCV13.
أما بالنسبة للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين ١٩ إلى ٦٤ عامًا والذين لديهم حالات معينة أو عوامل خطر ولم يتلقوا لقاحًا مقترنًا في السابق، والذين لم يكن تاريخ تطعيمهم معروفًا، يمكن أن يتلقوا لقاح PCV20 أو PCV15 متبوعا بجرعة من لقاح PPSV23 بعد ٨ أسابيع على الأقل.
وأخيرا بالنسبة لكبار السن من عمر ٦٥ عامًا أو أكثر، فيمكن للأشخاص الذين لم يتلقَّوا لقاحًا مقترنًا في السابق أو الذين لم يكن تاريخ تطعيمهم معروف، الحصول على لقاح PCV13 (لمن لم يتلقوا اللقاح من قبل)، اما لمن تلقوا اللقاح من قبل يعطوا PCV20 أو PCV15 متبوعًا
بجرعة من لقاح PPSV23 بعد ذلك بسنة على الأقل.
وشددت د. فخر على ضرورة الاهتمام بالنظافة الشخصية، حيث تحمي من عدوى الجهاز التنفسي التي غالبًا ما تؤدي إلى الالتهاب الرئوي، وغسل اليدين بانتظام أو استخدم معقم خاص في الأماكن العامة. وكذلك الامتناع عن التدخين والذي يدمر الدفاعات الطبيعية للرئة ضد عدوى الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى الحفاظ على الجهاز المناعي قويًا بأخذ التطعيم الموصى به طبيا مع الحرص على النوم بشكل كافٍ، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واتباع نظامًا غذائيًا صحيًا. وكذلك الالتزام بجدول التطعيمات للأطفال والكبار.
كما دعت د. فخر إلى إنشاء برنامج توعية صحي هدفه الرئيسي توعية وتثقيف المجتمع في جميع الفئات العمرية وجميع القطاعات في المملكة العربية السعودية لكي ينتج مجتمع صحي خالٍ من الأمراض، يتمتع أفراده بصحة جيدة يستطيعون العمل والإنتاج وخدمة الوطن.