كراهية متوارثة!
الأحد / 06 / جمادى الأولى / 1445 هـ الاثنين 20 نوفمبر 2023 00:01
محمد الساعد
ما تواجهه السعودية اليوم من حروب «عابرة» ومحاولة اقتلاع لوجودها، ليست حروباً عبثية يقوم بها أفراد حاقدون يضعون حسدهم في تدوينة عبر منصات التواصل ويمضون، إنه مشروع حقيقي ممنهج ومدروس لاستئصال السعوديين ومحاولة تدمير دولتهم وتحويلها لدولة فاشلة وإعادتهم إلى الصحراء هائمين في البراري المقفرة، كما كانت معظم حياتهم قبل نشوء الدولة المركزية «إمارة الدرعية» العام 1727م.
صناعة الكوابيس ضد المملكة تعتمد على التضليل الإعلامي، وموجات من الإغراق بالإشاعات والأخبار الكاذبة، وحرف المواقف السياسية والاجتماعية عن حقيقتها، وتزوير الوقائع لبناء صورة كراهية صلبة في المحيط العربي والإسلامي لا يستطيع السعوديون تغييرها، وتجعلهم في موقف الدفاع الدائم، وتشغلهم عن مواصلة مشروع البناء والتمدن.
لكن دعونا أولاً نذهب للوراء ثلاثة قرون لنفهم أكثر كيف أن المخطط الحالي ليس الأول ولن يكون الأخير، إنها حرب وجود واجهها من قبل الآباء والمؤسسون السعوديون خلال الثلاثمائة عام من تاريخ دولتهم، وهي نفس القصة التي انتهت بتقويض دولتين بذلنا فيهما دماءنا وأرواحنا، ولذلك علينا الوعي بأهمية الدفاع عن وجود دولتنا الثالثة.
عند ظهور إمارة الدرعية بمشروعها الإصلاحي الذي قدم العقل والمنطق، وعظم التفكير في محاولة للخروج من عصور الانحطاط العربية، فهمت العواصم المحيطة «بالإمارة الناشئة» أنهم أمام قوة صاعدة تمتلك مشروعاً حضارياً، وليسوا مجرد عشيرة تحاول كسب الأراضي، متخوفين من أن الدرعية إذا أضاءت ستنطفئ عواصمهم، وهي نفس التخوفات -غير الدقيقة- التي تقض مضاجع البعض اليوم.
لقد قدمت الدرعية مشروعاً تنويرياً لم يكن منافساً لأحد، بل كان لسد فجوة في العقل العربي والإسلامي تشكلت بسبب إطفاء العثمانيين الحرمين الشريفين، ومصادرة دورهما، وتحويلهما إلى مجرد منبر يدعو للسلطان في إسطنبول.
ليتفاجأ أعداء الإمارة الوليدة أنها لم تكتفِ بنجد بل إن القبول الشعبي لمشروعها والانخراط فيه سمح لها بالتمدد حتى وصلت حدودها إلى ساحل عُمان جنوباً والحرمين الشريفين غرباً والموصل في العراق شمالاً، لتشكل واحدة من أعظم إمبراطوريات القرن الثامن عشر.
المواجهة بدأت بحرب إعلامية ودينية كبرى لتشويه الدعوة الإصلاحية متخذين من أدوات ذلك العصر سلاحاً (التكفير - المنبر- الفتاوى) ونشرت الإشاعات في كل العالم الإسلامي حتى تشكل رأي عام يؤيد الحرب على الدولة السعودية الأولى وهو ما حصل فعلاً.
ما ترونه من هجوم وصناعة للكراهية ومحاولات الاغتيال المعنوي لكل ما هو سعودي «قيادة، ومشروعاً، وشعباً»، شهده وجرّبه أجدادكم في الدرعية ووادي الصفراء في المدينة المنورة، وبسل بين الطائف والباحة، وفي عسير، والقنفذة، والحرمين الشريفين، واجهوه بصدور مفتوحة، ودماء روت أراضيهم المقدسة.
اليوم يتكرر نفس المشهد، ولكن بأدوات الحاضر، فعندما استيقظ العملاق السعودي مقدماً مشروعاً حضارياً منصته رؤية المملكة ومشاريعها الثقافية والتنموية والاقتصادية، وهو مشروع ليس منافساً لأحد ولا يأخذ دور أحد، بل قطار يسع الجميع، يبدو أنه أيقظ الأحقاد والعداوات الدفينة من جديد ضد السعودية، مخطط تشترك فيه الكثير من القوى الإقليمية والدولية، فهي تريد السعودية مجرد حقل بترول، وشعب مستهلك، ووقود لمواطن الفتن.
صناعة الكوابيس ضد المملكة تعتمد على التضليل الإعلامي، وموجات من الإغراق بالإشاعات والأخبار الكاذبة، وحرف المواقف السياسية والاجتماعية عن حقيقتها، وتزوير الوقائع لبناء صورة كراهية صلبة في المحيط العربي والإسلامي لا يستطيع السعوديون تغييرها، وتجعلهم في موقف الدفاع الدائم، وتشغلهم عن مواصلة مشروع البناء والتمدن.
لكن دعونا أولاً نذهب للوراء ثلاثة قرون لنفهم أكثر كيف أن المخطط الحالي ليس الأول ولن يكون الأخير، إنها حرب وجود واجهها من قبل الآباء والمؤسسون السعوديون خلال الثلاثمائة عام من تاريخ دولتهم، وهي نفس القصة التي انتهت بتقويض دولتين بذلنا فيهما دماءنا وأرواحنا، ولذلك علينا الوعي بأهمية الدفاع عن وجود دولتنا الثالثة.
عند ظهور إمارة الدرعية بمشروعها الإصلاحي الذي قدم العقل والمنطق، وعظم التفكير في محاولة للخروج من عصور الانحطاط العربية، فهمت العواصم المحيطة «بالإمارة الناشئة» أنهم أمام قوة صاعدة تمتلك مشروعاً حضارياً، وليسوا مجرد عشيرة تحاول كسب الأراضي، متخوفين من أن الدرعية إذا أضاءت ستنطفئ عواصمهم، وهي نفس التخوفات -غير الدقيقة- التي تقض مضاجع البعض اليوم.
لقد قدمت الدرعية مشروعاً تنويرياً لم يكن منافساً لأحد، بل كان لسد فجوة في العقل العربي والإسلامي تشكلت بسبب إطفاء العثمانيين الحرمين الشريفين، ومصادرة دورهما، وتحويلهما إلى مجرد منبر يدعو للسلطان في إسطنبول.
ليتفاجأ أعداء الإمارة الوليدة أنها لم تكتفِ بنجد بل إن القبول الشعبي لمشروعها والانخراط فيه سمح لها بالتمدد حتى وصلت حدودها إلى ساحل عُمان جنوباً والحرمين الشريفين غرباً والموصل في العراق شمالاً، لتشكل واحدة من أعظم إمبراطوريات القرن الثامن عشر.
المواجهة بدأت بحرب إعلامية ودينية كبرى لتشويه الدعوة الإصلاحية متخذين من أدوات ذلك العصر سلاحاً (التكفير - المنبر- الفتاوى) ونشرت الإشاعات في كل العالم الإسلامي حتى تشكل رأي عام يؤيد الحرب على الدولة السعودية الأولى وهو ما حصل فعلاً.
ما ترونه من هجوم وصناعة للكراهية ومحاولات الاغتيال المعنوي لكل ما هو سعودي «قيادة، ومشروعاً، وشعباً»، شهده وجرّبه أجدادكم في الدرعية ووادي الصفراء في المدينة المنورة، وبسل بين الطائف والباحة، وفي عسير، والقنفذة، والحرمين الشريفين، واجهوه بصدور مفتوحة، ودماء روت أراضيهم المقدسة.
اليوم يتكرر نفس المشهد، ولكن بأدوات الحاضر، فعندما استيقظ العملاق السعودي مقدماً مشروعاً حضارياً منصته رؤية المملكة ومشاريعها الثقافية والتنموية والاقتصادية، وهو مشروع ليس منافساً لأحد ولا يأخذ دور أحد، بل قطار يسع الجميع، يبدو أنه أيقظ الأحقاد والعداوات الدفينة من جديد ضد السعودية، مخطط تشترك فيه الكثير من القوى الإقليمية والدولية، فهي تريد السعودية مجرد حقل بترول، وشعب مستهلك، ووقود لمواطن الفتن.