ماذا بعد طوفان الأقصى ؟!
الأربعاء / 09 / جمادى الأولى / 1445 هـ الخميس 23 نوفمبر 2023 00:02
محمد الساعد
يقول محمود الزهار أحد قادة حماس الكبار، إن فلسطين ليست سوى سواك لا قيمة له أمام مشروع أممي عابر يريد حكم العالم الإسلامي عبر حماس والتنظيم الدولي للإخوان، هذا ليس كلاماً مرسلاً، بل إيمانٌ راسخ عند قيادات التنظيم وكوادرها حول العالم ينخرطون فيه ويدفعون الجميع إليه مهما كلف من إزهاق للأرواح وتدمير للبلدان.
الكثيرون من المراقبين يعدّون الزهار مرشد فرع جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، وبالتالي هو الزعيم الأول، ولمن يعرف التركيبة المعقدة للإخوان، سيعلم أن هناك تراتبية حزبية أعلى من التراتبية السياسية، فمثلاً مرشد الإخوان السابق محمد بديع كان أعلى رتبةً من رئيس جمهورية مصر العربية (محمد مرسي العياط)، وبالتالي فالزهار هو من يصدر الأوامر والتوجيهات وخالد مشعل وإسماعيل هنية ينفذانها.
طوفان الأقصى كان يهدف لتحقيق أهداف عدة «أمريكية وإيرانية وإخوانية»، وهنا يبرز على السطح مرة أخرى هذا التحالف الذي تشكَّل على يدي أوباما ويبدو أنه تم إحياؤه من جديد.
1- تأكيد زعامة أمريكا للعالم والمنطقة، وتمرير رسالة تقول إن أي تصرف خارج الإرادة الأمريكية سيتم بعدها فتح الغطاء للتنظيمات الإرهابية والمقاولين للتصرف وتهديد الجميع.
2- إحداث صدمة وترويع في المجتمع الإسرائيلي، لتأكيد أنه من دون أمريكا والحاضن الغربي فإنه سيقع فريسة سهلة للعمليات القتالية، وفي الوقت نفسه أفادت الجسد الإسرائيلي الذي عاد إلى الوحدة والالتحام، بعد أن وصل لحالة من الترهل والتراخي بسبب الرفاهية وتغير الأجيال والاقتناع بعدم قدرة أو رغبة حماس في تهديدها.
3- بناء رصيد شعبي لحماس وللتنظيمات الإسلاموية في المجتمعات العربية يعيد لها مكانتها التي فقدتها بسبب انخراط حماس في الأزمة السورية، وتغول داعش والحوثيين والحشد الشعبي في الدماء المعصومة في كثير من البلاد العربية.
4- مكافأة إيران على تخادمها مع تنظيم الإخوان المسلمين خاصة حماس، والاشتراك في تعطيل المشروع السعودي، وإحداث شرخ بين السعوديين وبين المحيط العربي، وبين القيادة وبين حاضنها الشعبي، فهل نجح ذلك؟
في المحيط العربي يتم تغذية التشويه والاغتيال المعنوي للسعوديين بضراوة، أما الداخل السعودي فقد فشلت حماس -ومن كلفها- كما فشل الكثيرون من قبل؛ فالولاء الشعبي الصلب لا يزال ثابتاً مراهناً على قيادته وموالياً لها، يظهر ذلك جلياً في الالتفاف والدفاع الهائل الذي يعبر به السعوديون بعفويتهم عبر وسائل التواصل، وكذلك تصديهم لكل دعوات الفوضى التي تحاول جرهم نحو الخروج إلى الشارع.
5- تحويل خزان المشاعر الصادقة في العالم العربي المصاحب لأحداث غزة إلى موجة غضب تجاه الحكومات، لتصبح حماس وقادتها هي المفضلة وهي الأمل لتخليص الناس من أوجاعها، وبالتالي تصبح مالكة الشارع والقادرة على إخراجه على حكوماته والانقلاب عليها انطلاقاً من التعاطف مع فلسطين ومآسيها.
6- تحميل الضمير العربي الشعبي -أطفالاً ورجالاً ونساءً- مسؤولية الجراح ونكئها مرة بعد مرة لإحداث أكبر قدر من الألم وتأنيب الذات، ودفعه لتحميل الحكومات العربية عجزه عن نجدة غزة وتفريغ غضبه في قياداته العربية.
7- الدفع نحو إسقاط الحكومات القائمة، بتهم يسهل ترويجها، ثم توريطها في أعمال عسكرية ضد إسرائيل بسبب الغضب والضغط الشعبي، بالرغم من عدم جهوزيتها لا عسكرياً ولا اقتصادياً، فحماس لم تستشر أحداً في قرار الحرب، وهو ما سيخلق فوضى ضخمة في المنطقة -إذا حصل- تطيح بالدول وتغير شكلها؛ ما سيجبر الغرب على التفاوض، ولكن هذا التفاوض سيكون مع من يستطيع تحريك الشارع وإعادته إلى المنازل وهنا ستكون حماس وقيادتها، ومن ورائها الإخوان المسلمين، وهي استراتيجية تبناها الغرب في مشروع الربيع العربي المزعوم.
السؤال الذي يلي طوفان غزة الدموي، هل نجح المخططون في الوصول إلى أهدافهم، يبدو أنهم حققوا بعض النجاحات، وتم تعديل بعض الخطط نتيجة التغيرات على الأرض، لكن الرسائل وصلت والجميع فهم من هو «الغول» الذي يقف في الظلام وعلى الجميع عدم استفزازه.
الكثيرون من المراقبين يعدّون الزهار مرشد فرع جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، وبالتالي هو الزعيم الأول، ولمن يعرف التركيبة المعقدة للإخوان، سيعلم أن هناك تراتبية حزبية أعلى من التراتبية السياسية، فمثلاً مرشد الإخوان السابق محمد بديع كان أعلى رتبةً من رئيس جمهورية مصر العربية (محمد مرسي العياط)، وبالتالي فالزهار هو من يصدر الأوامر والتوجيهات وخالد مشعل وإسماعيل هنية ينفذانها.
طوفان الأقصى كان يهدف لتحقيق أهداف عدة «أمريكية وإيرانية وإخوانية»، وهنا يبرز على السطح مرة أخرى هذا التحالف الذي تشكَّل على يدي أوباما ويبدو أنه تم إحياؤه من جديد.
1- تأكيد زعامة أمريكا للعالم والمنطقة، وتمرير رسالة تقول إن أي تصرف خارج الإرادة الأمريكية سيتم بعدها فتح الغطاء للتنظيمات الإرهابية والمقاولين للتصرف وتهديد الجميع.
2- إحداث صدمة وترويع في المجتمع الإسرائيلي، لتأكيد أنه من دون أمريكا والحاضن الغربي فإنه سيقع فريسة سهلة للعمليات القتالية، وفي الوقت نفسه أفادت الجسد الإسرائيلي الذي عاد إلى الوحدة والالتحام، بعد أن وصل لحالة من الترهل والتراخي بسبب الرفاهية وتغير الأجيال والاقتناع بعدم قدرة أو رغبة حماس في تهديدها.
3- بناء رصيد شعبي لحماس وللتنظيمات الإسلاموية في المجتمعات العربية يعيد لها مكانتها التي فقدتها بسبب انخراط حماس في الأزمة السورية، وتغول داعش والحوثيين والحشد الشعبي في الدماء المعصومة في كثير من البلاد العربية.
4- مكافأة إيران على تخادمها مع تنظيم الإخوان المسلمين خاصة حماس، والاشتراك في تعطيل المشروع السعودي، وإحداث شرخ بين السعوديين وبين المحيط العربي، وبين القيادة وبين حاضنها الشعبي، فهل نجح ذلك؟
في المحيط العربي يتم تغذية التشويه والاغتيال المعنوي للسعوديين بضراوة، أما الداخل السعودي فقد فشلت حماس -ومن كلفها- كما فشل الكثيرون من قبل؛ فالولاء الشعبي الصلب لا يزال ثابتاً مراهناً على قيادته وموالياً لها، يظهر ذلك جلياً في الالتفاف والدفاع الهائل الذي يعبر به السعوديون بعفويتهم عبر وسائل التواصل، وكذلك تصديهم لكل دعوات الفوضى التي تحاول جرهم نحو الخروج إلى الشارع.
5- تحويل خزان المشاعر الصادقة في العالم العربي المصاحب لأحداث غزة إلى موجة غضب تجاه الحكومات، لتصبح حماس وقادتها هي المفضلة وهي الأمل لتخليص الناس من أوجاعها، وبالتالي تصبح مالكة الشارع والقادرة على إخراجه على حكوماته والانقلاب عليها انطلاقاً من التعاطف مع فلسطين ومآسيها.
6- تحميل الضمير العربي الشعبي -أطفالاً ورجالاً ونساءً- مسؤولية الجراح ونكئها مرة بعد مرة لإحداث أكبر قدر من الألم وتأنيب الذات، ودفعه لتحميل الحكومات العربية عجزه عن نجدة غزة وتفريغ غضبه في قياداته العربية.
7- الدفع نحو إسقاط الحكومات القائمة، بتهم يسهل ترويجها، ثم توريطها في أعمال عسكرية ضد إسرائيل بسبب الغضب والضغط الشعبي، بالرغم من عدم جهوزيتها لا عسكرياً ولا اقتصادياً، فحماس لم تستشر أحداً في قرار الحرب، وهو ما سيخلق فوضى ضخمة في المنطقة -إذا حصل- تطيح بالدول وتغير شكلها؛ ما سيجبر الغرب على التفاوض، ولكن هذا التفاوض سيكون مع من يستطيع تحريك الشارع وإعادته إلى المنازل وهنا ستكون حماس وقيادتها، ومن ورائها الإخوان المسلمين، وهي استراتيجية تبناها الغرب في مشروع الربيع العربي المزعوم.
السؤال الذي يلي طوفان غزة الدموي، هل نجح المخططون في الوصول إلى أهدافهم، يبدو أنهم حققوا بعض النجاحات، وتم تعديل بعض الخطط نتيجة التغيرات على الأرض، لكن الرسائل وصلت والجميع فهم من هو «الغول» الذي يقف في الظلام وعلى الجميع عدم استفزازه.