كتاب ومقالات

رُوَاء جيل

خالد بن هزاع الشريف khalid98alshrif@

•• كنت في انتظار دوري للدخول على طبيب الأسنان متكوناً على نفسي من ألم «الضِرس»، وإذا بشاب أنيق بجواري يشنِّف روحه بكتاب يقرأه بنهم من جهاز «الآيباد».. أحب أولئك الأشخاص الذين يعرفون طريق الوصول لأهدافهم، وأشعر معهم برائحة الأبوة وطعم الفخر.. أنساني الشاب ألمي فبادرته القول: «الكتاب عالم يفتح لك بواباته المطلسمة».. تلك بداية حوار بهيج قطعته معه قبل دخولي للطبيب.

•• هناك شباب يقرأون الحياة بعبق باهر ورائحة زكية للثقة بالنفس.. يظلون في حالة عطش للمعرفة وظمأ للنجاح.. يقرأون كجائع على مائدة الفكر فلا يصابون بضنك الحياة.. يتوقون لمرحلة تحقيق الأهداف القريبة والبعيدة بحيوية مؤثرة في المجتمع.. يسعون لتحويل الحياة إلى غسق يملأ الدنيا إنتاجية.. يقطفون شجرة العطاء ليستمتعوا بثمار ناضجة لذيذة الطعم.. ركزوا على النجاحات الصغيرة فأتتهم النجاحات الكبيرة حبواً.

•• جيل يقطف من الحياة لحظات تساوي عُمراً، كجمر متوهج تحت عيدان بخور تبعث روائح تبهج النفس.. حقيقة الحياة لديه أنه يجعل من الأحلام مظلة لأداء مذهل لصناعة الرُوَاء وصياغة البهاء.. طريقه إلى تحقيق مبتغاه المعرفي طويل لا ينتهي أبداً.. مذاق القوة لديه أنه يملك مخزوناً من الأمان المعرفي يزرع به الأمل.. إنها صورة فائقة الجمال لأرواح تستنشق هواء الفلاح الندي.

•• هؤلاء لم يبللوا أقدامهم على البحر فقط، إنما بحثوا عن طبقات نفسية في أعماقه.. ولم يحتجبوا وراء غيوم الترهل فصنعوا تاريخاً وأملاً وحلماً.. جعلوا الإنتاجية غيمة يتظللون بها من قسوة الحياة.. غرفوا من كنز المعرفة فمخروا في عباب الزمان في فكر بديع يذهب بالألباب.. اقتلعوا الشوك من طريقهم ومضوا، واستمروا في الخطى لا يلتفتون إلى الوراء.. وهكذا يصير الإنسان خلَّاقاً.