كتاب ومقالات

عاطف بن شاكر.. فقيد وطن

أحمد الشمراني

من أسبوع وأنا أحاول أن أكتب حزني وحزن كل من يعرف الشيخ عاطف بن شاكر.

من السبت إلى السبت والسواد يلتحف أحرفي، والخيال يأخذني إلى حيث تلك الديار التي تبكي رحيل حاتمها..

فالمكان أحياناً يبكي الإنسان، كيف لا، وفقيده عاطف بن شاكر الذي حزن المجاردة عليه لا يضاهيه حزن.

مات عاطف بن شاكر، فضاقت العبارات وحل بديلاً عنها العبرات.

الحزنُ أكبرُ من جميعِ قصائدي

‏ماذا ستصنعُ للحزينِ قصيدة؟

‏أحتاجُ شِعرَ العالمينَ لوهلةٍ

‏كي أستطيعَ كتابةَ التنهيدة.

عاطف بن شاكر لم يكن إنساناً عادياً نختصر مناقبه في مقال ونرثيه في صفحة.

هو الإنسان الذي أحبه الناس، والتاريخ الذي أنصفه الزمن، وشيخ في قبيلة وقبيلة في شيخ.

قلت له أثناء تواصلي معه، من أتعب الآخر أنت أم المرض؟ فقال أصبحنا صديقين، فقلت كريم يا بوشاكر حتى مع من أتعبك.

كان عاطف بن شاكر حالة كرم، حالة وفاء، حالة طيب، هو ذاك الرجل الذي وجدته في شعر المتنبي ونثر الفارابي، ومن يعرف هذا الشهم سيصل إلى حقيقة هذا الربط.

المجاردة، وهي تودعه كانت حزينة.. متعبة.. شوارعها ضاقت، وشجرها لفه الهدوء، وبيوتها كانت تبكي شيخها، وألم الفراق يعتصر ساكنيها.

الحُزن المدفون داخلنا مُتعِب أكثر من الحُزن الظاهر.. هكذا تقول الحياة.

مات عاطف بن شاكر، فتاهت بي الكلمات، وضاعت أمامي المفردات، واكتفيت بترديد ما قلته عند وفاة والدي، حزين أنا فمن يواسيني.

أعدتها اليوم كتأكيد على أن حزني كبير على فراق الوالد والأخ والصديق الشيخ عاطف بن شاكر.

أخيراً:

عاطف بن شاكر فقيد وطن قبل أن يكون فقيد قبيلة أو منطقة..

رحمك الله يا شيخ عاطف، وإنا لفراقك لمحزونون.