كتاب ومقالات

كناطحٍ صخرةً يوماً ليوهنها

حمود أبو طالب

بعد اشتعال حرب غزة بدأت حرب أخرى لكن ميدانها ساحات التواصل الاجتماعي، وأساليبها في منتهى الخبث والحقد والتربص واللؤم، موجهةٌ ضد المملكة تحديداً، من حسابات اجتهد الناشطون السعوديون في كشف كثير من الذين يديرونها ومواقعهم، واتضحت انتماءاتهم وبالتالي التنظيمات والجهات التي تقف خلفها، ورغم أن محتوى تلك الطروحات متهافت ومليء بالمغالطات الفجة، إلا أنه يشير إلى أن أولئك ما زالوا يستغلون أي حدث مهما كانت مأساويته مثل مأساة غزة لتفريغ جرعات جديدة من قذارتهم.

كانوا يشاهدون ويتابعون، ومعهم العالم كله، جهود المملكة التي لم تتوقف لحظة منذ اندلاع الحرب، القمم التي عقدت فيها من أجل انقاذ غزة، والاتصالات المستمرة بكل قادة العالم ومنظماته، والجولات الكثيفة للدبلوماسية السعودية في عواصم العالم المؤثرة، والأهم من كل ذلك الخطابات المتتالية لسمو ولي العهد التي بلغت أقصى درجات الوضوح والصراحة والشجاعة في تجريم ما تقوم به إسرائيل وتأكيد ضرورة إنهاء الحرب والسعي للحصول على الحقوق الفلسطينية المشروعة، ثم المساعدات الإغاثية الضخمة المتنوعة التي أصرت المملكة على إيصالها لأهل غزة رغم محاولات التعطيل التي يمارسها حلفاء إسرائيل، كل ذلك يعرفونه ويرونه ويعلمون تماماً أن هذا هو موقف المملكة الثابت مع الفلسطينيين وقضيتهم منذ بدايتها، لكنهم لم يجدوا سوى التحريض ضد المملكة بإثارة لغط حول بعض الأمور العادية التي تحدث في كل دولة عربية، كالنشاط الترفيهي، وممارسة الناس لحياتهم الطبيعية، مع أنهم أكبر من خذل فلسطين وتآمر على الدول العربية مع حلفاء إسرائيل لتحويلها إلى بلدان اضطرابات وفوضى ودول فاشلة.

امتطاء موجات المآسي ليس غريباً على التنظيمات العميلة كالإخوان ومن أفرزتهم من تنظيمات فرعية أخرى، دائماً تنشط أجنداتهم في الظروف المضطربة في أي مكان، ولأن المملكة واجهتهم بحزم وكشفت مشروعهم، فإنهم متضررون منها وحاقدون عليها، لكنهم اصطدموا بشعب واعٍ أصبح قادراً على تتبعهم في جحورهم وكشف نواياهم وفضحهم أمام من لا يعرف مدى خبثهم.