أخبار

181 دولة تقترع لاختيار السعودية لاستضافة «إكسبو 2030»

ولي العهد قاد الجهود السعودية والفوز دفعة جديدة لرؤية المملكة

ياسين أحمد (باريس) OKAZ_online@

يندر أن تعبر أحد شوارع باريس اليوم ولا تجد لوحة إعلانية ضخمة، أو دعاية سعودية على جنبات الباصات وسيارات الأجرة الباريسية. فمن المقرر أن يتم الاقتراع اليوم (الثلاثاء)، لاختيار إحدى الدول الثلاث المتنافسة على استضافة دورة المعرض العالمي لسنة 2030، وهي السعودية، وكوريا الجنوبية، وإيطاليا. وتأمل السعودية بأن تكون الدولة الفائزة باستضافة المعرض، الذي من أجله تم بناء برج إيفل في باريس في 1889. وستكون النتيجة المرتقبة انتصاراً كبيراً لجهود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي ابتدع رؤية السعودية 2030، لتنويع مصادر الدخل، وتقليص الاعتماد على مداخيل النفط وحدها. وذكرت صحيفة «بوليتيكو»، في نسختها الأوروبية أمس، أن السعودية خصصت موازنة لا تقل عن 7.8 مليار دولار لمشروع معرض إكسبو 2030، حال فوزها باستضافته. ونقلت «بوليتيكو»، عن سفيرة المملكة لدى الاتحاد الأوروبي هيفاء الجديع قولها: «السعودية اليوم ليست كما كانت قبل خمس سنوات. وفي 2030، ستبدو مختلفة عما هي عليه اليوم». وكان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حضر حفلة أقامتها المملكة في القصر الكبير بباريس في 19 يونيو الماضي لتأكيد حملتها للفوز بإقامة إكسبو 2030. وقال دبلوماسي فرنسي، إن مشاركة ولي العهد شخصياً في تلك المناسبة تؤكد أهمية المعرض بالنسبة للسعودية، سياسياً وإعلامياً واقتصادياً. وفي 6 نوفمبر الجاري، أقامت السعودية حفلة استقبال كبيرة في ضاحية باريس، حضرها وزراء ومسؤولون سعوديون، إلى جانب لاعب كرة القدم الشهير ديدييه دروغبا، وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن العام الماضي، تأييده للجهد السعودي للفوز باستضافة إكسبو 2030. وأشارت بوليتيكو إلى أن ما سيساعد الحملة السعودية لاستضافة المعرض العالمي، أن المملكة نفسها أضحت قطباً جاذباً للقمم العالمية المتتالية؛ إذ استضافت أخيراً قمة عربية إسلامية غير مسبوقة، وسبقتها بقمة سعودية أفريقية، وأعقبتهما بقمة خليجية مع دول البحر الكاريبي. وأعلن رؤساء الدول الأفريقية والكاريبية تأييد بلدانهم للمسعى السعودي المذكور. يشار إلى أن السعودية ستستضيف الألعاب الآسيوية الشتوية في 2029، كما أنها ستستضيف فعاليات مونديال 2034، وبذلت إيطاليا وكوريا الجنوبية، مساعي مماثلة في أرجاء العالم لاستقطاب الأصوات لمصلحة كل منهما. وتتطلع فرنسا بحسب دبلوماسي أوردت بوليتيكو رأيه - تأمل بأن تحصل على تأييد السعودية لها في المنابر الدولية والمنافسات المماثلة. وسيشارك في الاقتراع، الذي سيُجرى اليوم في المكتب الدولي للمعارض في باريس، مندوبو 181 دولة. وإذا لم يحصل أي من الأطراف الثلاثة المتنافسة على غالبية تفوق ثلثي عدد الأصوات سيتعين على مندوبي الدول أن يختاروا أحد المتنافسين الأكثر أصواتاً في دور ثانٍ من التصويت يقام بعد الجولة الأولى مباشرة. وبما أن كل الدول التي يحق لها التصويت متساوية في وزنها الانتخابي، لا فرق بين دولة عظمى وجزيرة في أعماق المحيط؛ فإن كبار مسؤولي المكتب الدولي للمعارض - وهي منظمة غير معروفة تتخذ باريس مقراً - أكدوا أن السعودية بذلت جهوداً كبيرة للوصول إلى كل أرجاء العالم لعرض موقفها. وأضاف أحدهم: لقد ربحت السعودية معركة التواصل وعرضت نفسها مرشحاً رئيسياً منذ بداية حملتها.