كتاب ومقالات

لماذا «إكسبو» ؟

خالد بن هزاع الشريف khalid98alshrif@

•• عدت من سفري إلى منزلي متشوقاً لأبنائي.. هم يعلمون ماذا تعني لي الحياة بالقرب منهم.. انشغالي المتكرر لا يمنعني من بث بقعة حب لهم حين أكون بينهم.. أشعر بجوارهم بكمية من البهجة تدور في داخلي.. كأنني أقول للعالم الخارجي: أُغلق عينيَّ عنكم لأستمتع بسعادة السباحة مع أولادي.. وأنا وسط ذلك الحب؛ إذ برسالة صديق حميم يهنئ الوطن باستضافته «إكسبو 2030».

•• هذا الخبر المُبهج؛ زادني فرحاً على فرحتي بالجلوس بين فلذاتي.. أقبلت على زوجتي وأبنائي لأطبع قُبلة في جبين كل منهم.. سار بي الخبر مئات الخطوات إلى المستقبل المتوثب الذي ينظره الوطن في 2030 حين اكتمال الرؤية.. بدأت الأفكار والأسئلة تسترسل في ذهني كأنها نبات مُتسلِّق.. أول تلك الأسئلة: لماذا نفرح باستضافة «إكسبو»؟.. اقتربت من نفسي لأتحاور معها بما يدور بخلدي.

•• خرجت من ذلك الحوار الذاتي المهاجر إلى حب وطن منفتح على الحياة؛ بالتحديق على مدِّ الفكر في حديقة المستقبل.. أقارن بين حجم قادمٍ مُقبلين عليه، وماضٍ نسترجع ذكرياته.. نُقْدم على فدادين من الأفراح الخضراء.. نُقْدم على لحن حياة لامعة تستحق أن تُعاش.. حياة نتآلف معها بحماسة شباب.. نُقْدم على أجمل الأيام الحسناء الممشوقة القوام.. أيام سنحتفل بالحياة فيها كما يجب.

•• «إكسبو» ليس الحدث الوحيد الذي سنحتفل به بداية 2030 المجيد.. بل سيرشنا الفرح كعطر هادئ برائحته الخلابة بما جمعناه من كنوز حضارية مزدهرة نغني لامتلاكها ونضحك لإنجازها.. نتشبث بحياتنا ونحن نحمل سِلالاً من خليط زهور.. ننبعث إلى عالم آخر وفي أيدينا كثيرٌ من المعاني الخالدة.. نحلم ونحقق المجد بخطى ثابتة.. كلمات أكتبها حنيناً لمستقبل قريب يضيء وطناً مُحباً لأبنائه والإنسانية.