كتاب ومقالات

لا تجعل هذا المقال يقف عندك!

ريهام زامكه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أما بعد:

جمعة مباركة على الصالحين منكم، وأسأل الله أن يغفر لي ثم لكم ما تقدّم من الذنب وما تأخر، ولا تنسوني من دعواتكم الطيبات المباركات.

وأما (معشر المُتحمسين) الشّتامين، اللعّانين، الذين سوف يحذفونني لا محالة بالشتائم وإن حصل لهم (بالطوب)، سوف أحذفكم أنا أيضاً ولكن (بالورود).

فحديثي اليوم قد لا يروق للبعض منكم، وأخص (المُبتدعين) في الدين، فهم يرون ما لا نراه، ويجدون في أفعالهم سنّة حسنة ما أنزل الله بها من سُلطان إلا في خيالاتهم الواسعة!

من منّا لا تصله رسائل مخصصة (ليوم الجمعة) والتي تحتوي على مباركة ودعوة وتهنئة بهذا اليوم؟

وقد تطوّر الأمر عند البعض من مجرد إرسال أدعية وأذكار إلى إرسال دروس ومواعظ دينية بعضها مُذيلة بعبارات مثل:

(هذه آخر جمعة في السنة، وهذه أول جمعة في رمضان... إلخ).

وليت الأمر توقف عند هذا الحد؛ بل إن بعض الرسائل مكتوب في آخرها (انشر تؤجر) أو لا تدعها تقف عندك وأرسلها لجميع أحبائك، وإن لم ترسلها فأعلم أن شيطانك قد منعك!

وبالنسبة لي يبدو أن (شيطاني الملعون) قد قيّدني ومنعني، فهي لا تقف عندي فحسب، بل تجلس و(تتربع) حتى أحذفها.

ففي عمري لم أتأثر أو أرسل مثل هذه الرسائل لأحد، وصدقوني لن أفعل إلا إذا (تهكر) جوالي، هذا لأني لا أحب البدع، ولا أخالط المُبتدعين.

كنت قد قرأت وبحثت في عدة مواقع مختصة بالإفتاء عن أسئلة كثيرة واستفسارات تصل للدعاة وكبار العلماء حول تلك المسألة، فكان الرد منهم على السائلين أنها «بدعة لا أصل فيها، ولا يجوز التهنئة بيوم الجمعة أو تحميل المسلم فوق طاقته لأنه لم يرد في هذا الأمر شيء، وهو ليس من عمل السلف بل هو أمر مبتدع، والمبتدعة الآن يستغلون التقنية ويستخدمون الإنترنت والجوالات ويستعملونها لترويج تلك البدع».

وهذا ليس كلامي حتى لا تأتيني (التهايم) من حيث لا أحتسب، كان هذا رداً من كبار العلماء حول هذا الأمر وعلى المتشكك الاستعانة (بالعم قوقل) للتأكد من صحة كل ما ورد أعلاه قبل أن (يدرعم) عليّ ويشتمني ويخرجني من المِلّة.

ولأني أملك الشجاعة الأدبية الكافية سوف أعترف لكل من يتعنى ويبعث لي مشكوراً رسائل يوم الجمعة بأني لا أقرأ تلك الرسائل ولا ألقي لها بالاً، وخصوصاً «الطويلة» منها والتي قد تمتد إلى عشرات السطور.

ولا أرسل رسالة أو دعوة في أول أو آخر جمعة من بداية أو نهاية أي عام، وإنما أرسل دعواتي الصادقة لمن أحب، ولمن أشاء وقت ما أشاء، ولا يمنع أن يكون معها بعض النكت السخيفة أو المقاطع غير الهادفة أو أغاني تجعلهم يُحلّقون إلى سابع سماء.

أسأل الله العظيم أن يصل مقالي هذا لجميع أحبائي ومعارفي وصديقاتي حتى (يشطبوني) من قائمة رسائل الجمعة التي يرسلونها، وأتمنى منهم مشكورين أن يرفقوا مع دعواتهم ورسائلهم لأحبائهم (مقالي) حتى يوسعوا صدورهم بالعافية ويضاعفوا الأجر.

وللأمانة حُرر هذا المقال صباح (ثاني جمعة) من شهر ديسمبر لعام 2023 بعد الميلاد، وإن جعلته يقف عندك فاعلم أن شيطانك (ملعون والدين).

جمعة مباركة يا حبايبي.