المملكة وإكسبو 2030
الخميس / 24 / جمادى الأولى / 1445 هـ الجمعة 08 ديسمبر 2023 00:02
محمد مفتي
دشّنت المملكة بفوزها باستضافة معرض إكسبو 2030 مرحلة جديدة في مسيرة تنميتها وتعزيز اقتصادها الوطني، وتتزامن الفترة التي سيقام خلالها المعرض مع تحقيق رؤية المملكة الإستراتيجية 2030، ويأتي معرض إكسبو تتويجاً لهذه الخطة التي ثبت للعالم مدى نجاحها وقدرتها على إظهار كافة المقومات الاقتصادية والاجتماعية التي تتمتع بها المملكة، فالمكانة الدولية والإقليمية التي تمتلكها المملكة كقوة دينية وسياسية واقتصادية وثقافية تخول لها مكانة متقدمة في مصاف الدول إقليمياً ودولياً.
من المؤكد أن فوز المملكة الساحق على منافسيْن لهما وزن كبير دولياً يعكس النجاح الكبير الذي حققته المملكة في تحقيق رؤيتها؛ ويدرك العالم أجمع مدى أهمية معرض إكسبو الدولي باعتباره الحدث الثقافي والاقتصادي الأكبر من نوعه، فعلى مدار تاريخ انعقاد هذا المعرض تم الكشف عن أهم المخترعات التي غيّرت وجه العالم، بخلاف ذلك فقد عكست استضافة المملكة لهذا الحدث حجم ثقة المجتمع الدولي في رؤية الأمير الشاب محمد بن سلمان.
«كتجربة شخصية» كنت دوماً شديد الحرص على زيارة معرض كانتون فير الذي يقام سنوياً في مدينة جوانزو الصينية، ويتم عقده على مساحات شاسعة ويعد أحد أهم إنجازات الصين التجارية، ويستقطب المعرض الصيني أعداداً تتجاوز مئات الألوف من العارضين أو الزوار، ويتسبب المعرض خلال فترة انعقاده في ازدحام المدن الصينية المجاورة لجوانزو؛ حيث يصعب في كثير من الأحيان إيجاد حجوزات فندقية في تلك المدن، ولهذا فالغالبية الساحقة من المشاركين في المعرض تحرص على حجز فنادقها قبل انعقاد المعرض بشهور طويلة، وأتذكر خلال فترات تجولي بالمعرض أنه بدا لي كما لو أنه قد تحول لخلية نحل تعج بالزوار من شتى بقاع الأرض.
وبخلاف الاستثمارات الضخمة التي يتم ضخها بكثافة وغزارة في عروق الاقتصاد الصيني بسبب هذه المعارض وغيرها (والتي حولته لواحد من أعظم الاقتصادات بالعالم خلال فترة زمنية ليست بالطويلة) كنت أتساءل دوماً عن مدى الانتعاش الكبير الذي سيؤثر بالإيجاب على الأنشطة الاقتصادية الرديفة للحدث الأساسي نفسه كأنشطة المطاعم والمقاهي والفنادق ووسائل النقل، وبالتالي تشغيل ألوف الأيدي العاملة وتقليل أعداد البطالة بالمجتمع الصيني، وما تتطلبه إقامة هذا المعرض من تحديث للبنية التحتية والمرافق الأساسية بالصين، وما نتج عنه من توطين مستمر لكافة التقنيات الحديثة والمتطورة لتتناسب مع ضخامة الحدث وتغطي متطلباته.
على الرغم من أن معرض جوانزو هو معرض دولي إلا أنه يعتبر محلياً، فكافة ما يتم عرضه من الإبرة للسيارة من المنتجات الصينية فحسب، فالمعرض ليس أكثر من قصة تحكي حضارة ذلك البلد وتوضح كيف تمكّن من أن يتحول -رغم المساحة الشاسعة للدولة الصينية وتعداد سكانها الذي تجاوز المليار نسمة- إلى عملاق اقتصادي وسياسي له وزنه في المجتمع الدولي.
من المسلّم به أنه لا توجد مجاملة في المعاملات الدولية، ولن تفوز دولة باستضافة حدث بمثل أهمية إكسبو ما لم تكن بالفعل تملك على نحو كافٍ كافة مقومات إقامة الحدث على أراضيها، فالدول التي تستضيف أحداثاً عالمية يجب أن تمتلك البنية التحتية -من نقل واتصالات وغيرها- المؤهلة لذلك، كما ينبغي أن تملك من التنسيق والإشراف والمتابعة والدقة الأمنية ما يخول لها خدمة ملايين الزوار الذين يتدفقون إلى أراضيها، وهو ما يعني ضمنياً قدرتها على تلبية المتطلبات الدولية لإدارة حدث بمثل هذه الأهمية بالكفاءة والفعالية المطلوبين، وفوز المملكة بهذا الحدث يعني بداهة ثقة العالم في امتلاك المملكة لكل ذلك.
إن فوز المملكة باستضافة هذا الحدث هو نتيجة واضحة لجهود مستمرة لإدارة موارد الدولة واستثمار إمكاناتها، كما أنها رسائل للعالم أجمع بأن المملكة غدت وجهة صناعية واستثمارية وسياحية يجب أخذها في الاعتبار، وأنها تملك من الإمكانيات والمصداقية والموثوقية والشفافية ما يؤهلها لأن تصبح وجهة اقتصادية عالمية جديدة قادرة على استقطاب الاستثمارات العالمية، كما أنها رسالة لكل مواطن سعودي مفادها بأن وطنه قد غدا يملك مكانة عالمية وثقلاً دولياً يشار لهما بالبنان.
من المؤكد أن فوز المملكة الساحق على منافسيْن لهما وزن كبير دولياً يعكس النجاح الكبير الذي حققته المملكة في تحقيق رؤيتها؛ ويدرك العالم أجمع مدى أهمية معرض إكسبو الدولي باعتباره الحدث الثقافي والاقتصادي الأكبر من نوعه، فعلى مدار تاريخ انعقاد هذا المعرض تم الكشف عن أهم المخترعات التي غيّرت وجه العالم، بخلاف ذلك فقد عكست استضافة المملكة لهذا الحدث حجم ثقة المجتمع الدولي في رؤية الأمير الشاب محمد بن سلمان.
«كتجربة شخصية» كنت دوماً شديد الحرص على زيارة معرض كانتون فير الذي يقام سنوياً في مدينة جوانزو الصينية، ويتم عقده على مساحات شاسعة ويعد أحد أهم إنجازات الصين التجارية، ويستقطب المعرض الصيني أعداداً تتجاوز مئات الألوف من العارضين أو الزوار، ويتسبب المعرض خلال فترة انعقاده في ازدحام المدن الصينية المجاورة لجوانزو؛ حيث يصعب في كثير من الأحيان إيجاد حجوزات فندقية في تلك المدن، ولهذا فالغالبية الساحقة من المشاركين في المعرض تحرص على حجز فنادقها قبل انعقاد المعرض بشهور طويلة، وأتذكر خلال فترات تجولي بالمعرض أنه بدا لي كما لو أنه قد تحول لخلية نحل تعج بالزوار من شتى بقاع الأرض.
وبخلاف الاستثمارات الضخمة التي يتم ضخها بكثافة وغزارة في عروق الاقتصاد الصيني بسبب هذه المعارض وغيرها (والتي حولته لواحد من أعظم الاقتصادات بالعالم خلال فترة زمنية ليست بالطويلة) كنت أتساءل دوماً عن مدى الانتعاش الكبير الذي سيؤثر بالإيجاب على الأنشطة الاقتصادية الرديفة للحدث الأساسي نفسه كأنشطة المطاعم والمقاهي والفنادق ووسائل النقل، وبالتالي تشغيل ألوف الأيدي العاملة وتقليل أعداد البطالة بالمجتمع الصيني، وما تتطلبه إقامة هذا المعرض من تحديث للبنية التحتية والمرافق الأساسية بالصين، وما نتج عنه من توطين مستمر لكافة التقنيات الحديثة والمتطورة لتتناسب مع ضخامة الحدث وتغطي متطلباته.
على الرغم من أن معرض جوانزو هو معرض دولي إلا أنه يعتبر محلياً، فكافة ما يتم عرضه من الإبرة للسيارة من المنتجات الصينية فحسب، فالمعرض ليس أكثر من قصة تحكي حضارة ذلك البلد وتوضح كيف تمكّن من أن يتحول -رغم المساحة الشاسعة للدولة الصينية وتعداد سكانها الذي تجاوز المليار نسمة- إلى عملاق اقتصادي وسياسي له وزنه في المجتمع الدولي.
من المسلّم به أنه لا توجد مجاملة في المعاملات الدولية، ولن تفوز دولة باستضافة حدث بمثل أهمية إكسبو ما لم تكن بالفعل تملك على نحو كافٍ كافة مقومات إقامة الحدث على أراضيها، فالدول التي تستضيف أحداثاً عالمية يجب أن تمتلك البنية التحتية -من نقل واتصالات وغيرها- المؤهلة لذلك، كما ينبغي أن تملك من التنسيق والإشراف والمتابعة والدقة الأمنية ما يخول لها خدمة ملايين الزوار الذين يتدفقون إلى أراضيها، وهو ما يعني ضمنياً قدرتها على تلبية المتطلبات الدولية لإدارة حدث بمثل هذه الأهمية بالكفاءة والفعالية المطلوبين، وفوز المملكة بهذا الحدث يعني بداهة ثقة العالم في امتلاك المملكة لكل ذلك.
إن فوز المملكة باستضافة هذا الحدث هو نتيجة واضحة لجهود مستمرة لإدارة موارد الدولة واستثمار إمكاناتها، كما أنها رسائل للعالم أجمع بأن المملكة غدت وجهة صناعية واستثمارية وسياحية يجب أخذها في الاعتبار، وأنها تملك من الإمكانيات والمصداقية والموثوقية والشفافية ما يؤهلها لأن تصبح وجهة اقتصادية عالمية جديدة قادرة على استقطاب الاستثمارات العالمية، كما أنها رسالة لكل مواطن سعودي مفادها بأن وطنه قد غدا يملك مكانة عالمية وثقلاً دولياً يشار لهما بالبنان.