كتاب ومقالات

التخلَّي عن أوكرانيا

مي خالد

لم نعد نقرأ أو نسمع شيئاً يُذكر من أخبار الحرب في أوكرانيا.

لقد فقدت أمريكا اهتمامها ببساطة، أو ربما حولته إلى إسرائيل وغزة، لقد أصبحت أوكرانيا قضية مُكلِّفة وخاسرة.

منذ بدء الحرب في أوكرانيا وحتى الآن فقدت أوكرانيا جيشها ثلاث مرات، حتى يقال إنه لا يوجد قوة بشرية في أوكرانيا اليوم لاستكمال الحرب.

لقد فقدت أوكرانيا ما يقرب من نصف مليون رجل وأكثر من الجرحى، وعندما بدأت الحرب كان متوسط عمر الجندي الأوكراني 30-35 سنة.. الآن يبلغ من العمر 43 عاماً.

لم تعد أوكرانيا تضم رجالاً في سن القتال يمكن إشراكهم في الحرب بعد الآن، وليس لديها جيل جديد قادم لمواصلة حرب الاستنزاف. وفي الوقت نفسه، غادر ما لا يقل عن ثمانية ملايين شخص أوكرانيا، نزحوا أو هاجروا، وغادر ما لا يقل عن نصف مليون شخص الحياة، وهناك العديد من المعوقين ومبتوري الأطراف الذين لا يقدرون على حمل السلاح.

قبل الحرب كانت أوكرانيا تعاني من شيخوخة السُّكان في المقام الأول، والآن مات ما يقرب من نصف الشابات والأطفال؛ فالشباب الذين يقاتلون من الواضح أنهم غير موجودين، بقدر ما تحاول أوكرانيا التجنيد الإجباري.

إن ما حدث في أوكرانيا نوع خاص من الإبادة الجماعية بمباركة أمريكية كالعادة.

كما اعترفت صحيفة واشنطن بوست؛ الصحيفة التي تبنت الحرب بين روسيا وأوكرانيا طوال فترة الحرب ومنذ اليوم الأول وعلى صفحاتها الأولى، وأيدت أوكرانيا بشدة، اعترفت أخيراً بفشل الهجوم المضاد، ووثقت مأساة الناتو بالتفصيل.

ومع انغماس أوكرانيا الآن في مكائد القصر وموت الديمقراطية وتعطيل الانتخابات؛ الذي لم تسجل عليه أمريكا ملاحظة واحدة أو امتعاض على الرغم من حرصها على ترويج الديمقراطية في عالمنا الثالث.

يشعر الرئيس زيلينسكي بالقلق من فوز قائد القوات الأوكرانية المسلحة: فاليري زالوجني عليه في الانتخابات، لذا قام بإلغائها، هكذا بجرة قلم، لكي تصبح المقولة الشهيرة مقولة صحيحة تماما: «للنصر آباء كثيرون، لكن الهزيمة يتيمة».