أخبار

وفاة أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح

الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح

«عكاظ» (جدة)

أعلن الديوان الأميري في الكويت، اليوم (السبت) وفاة أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، عن عمر ناهز 86 عاماً.

ووفقا لوكالة أنباء الكويت (كونا)، قال وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح: ببالغ الحزن والأسى ننعى إلى الشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية وشعوب العالم الصديقة المغفور له بإذن الله تعالى أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي انتقل إلى جوار ربه اليوم.

وشهدت حياة أمير الكويت الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح -رحمه الله- مسيرة حافلة بالعطاء والتضحيات في سبيل رفعة بلاده وعزتها وازدهارها. وبعد مسيرة مشرفة وتاريخ مجيد من المبادرات ومحطات متميزة من المناصب الرسمية انتقل أمير البلاد إلى جوار ربه عن عمر ناهز 86 عاما مسطرا بأحرف من نور مواقف وطنية ستبقى شاهدا على رؤيته السديدة وحكمته البالغة.

وبوفاة الشيخ نواف الأحمد، فقدت الكويت أحد رجالاتها المخلصين الذين أسهموا على مدار العقود الماضية في صنع تاريخها وبناء مجدها وإعلاء رايتها وقادوا سفينتها على الرغم من التحديات الجسيمة إلى شواطئ الأمن والأمان والاستقرار.

وكان الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، قد تولى مقاليد الحكم في البلاد في 29 سبتمبر عام 2020 خلفا لأخيه أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه، ليصبح الحاكم السادس عشر للبلاد وفقا للدستور وأحكام قانون توارث الإمارة.

وفي ذلك اليوم، اجتمع مجلس الوزراء ونادى بالشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أميرا للبلاد باعتباره وليا للعهد، ووفقا لأحكام الدستور الكويتي والمادة الرابعة من القانون رقم 4 لسنة 1964 في شأن أحكام توارث الإمارة بما عرف عنه من حكمة وعفة وإخلاص وتفان لكل ما فيه رفعة الكويت ومصلحتها وأمنها وازدهارها.

وتوج أميرا للبلاد بعد نحو 58 عاما من العطاء في مناصب عدة خدم خلالها الكويت في عهد عدد من أمرائها الكرام، ونال تزكيتهم وثقتهم جميعا، بدأها بتعيينه محافظا لمحافظة حولي، ثم وزيرا للداخلية، ثم وزيرا للدفاع، فوزيرا للشؤون الاجتماعية والعمل، ثم نائبا لرئيس الحرس الوطني، فنائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية.

وكانت محطته الأخيرة قبل توليه مسند الإمارة هي ولاية العهد وفقا للأمر الأميري الذي أصدره الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في السابع من فبراير عام 2006 بتزكيته لولاية العهد لما عهد فيه من صلاح وجدارة وكفاءة تؤهله لتولي هذا المنصب واستمر فيه 14 عاما سندا أمينا للأمير الراحل ومشاركا في اتخاذ القرارات التي تسهم في تطور البلاد والمحافظة على استقرارها.

وفي 30 سبتمبر عام 2020 أدى الشيخ نواف الأحمد اليمين الدستورية أميرا للبلاد أمام جلسة خاصة لمجلس الأمة وفق المادة (60) من الدستور التي تنص على أن «يؤدي الأمير قبل ممارسة صلاحياته في جلسة خاصة لمجلس الأمة اليمين الآتية: أقسم بالله العظيم أن أحترم الدستور وقوانين الدولة وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله وأصون استقلال الوطن وسلامة أراضيه».

وقد ولد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح في 25 يونيو عام 1937 وكان الابن السادس من الأبناء الذكور للأمير الراحل الشيخ أحمد الجابر الصباح أمير الكويت العاشر طيب الله ثراه الذي تولى الحكم في الكويت ما بين عامي 1921 و1950 وكان القدوة لأبنائه وللحكام الذين أتوا بعده.

وكان له منذ استقلال البلاد بصمة واضحة في العمل السياسي، ففي 12 فبراير عام 1962 عينه الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه محافظا لحولي، وظل في هذا المنصب حتى 19 مارس عام 1978 عندما عين وزيرا للداخلية في عهد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه حتى 26 يناير 1988 عندما تولى وزارة الدفاع.

وبعد تحرير الكويت عام 1991 تولى الشيخ نواف الأحمد رحمه الله حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في 20 أبريل 1991، واستمر في ذلك المنصب حتى 17 أكتوبر 1992. وفي 16 أكتوبر 1994 تولى منصب نائب رئيس الحرس الوطني واستمر فيه حتى 13 يوليو 2003 عندما تولى وزارة الداخلية ثم صدر مرسوم أميري في 16 أكتوبر من العام ذاته بتعيينه نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية وبقي في هذا المنصب حتى تعيينه وليا للعهد في عام 2006.

وخلال الأعوام الثلاثة الماضية شهدت البلاد في عهده -رحمه الله- إكمالا لمسيرة البناء والعطاء التي بدأها أسلافه الكرام كما شهدت خططا جديدة في إدارتها تعتمد فيها على معطيات الحاضر لبناء مستقبل زاهر تواكب فيه مستجدات العصر وتطوراته وتتبوأ المكانة التي تستحقها عربيا وإقليميا وعالميا.

ولطالما أكد أمير الكويت الراحل الشيخ نواف الأحمد -رحمه الله- في مناسبات عدة حرصه على الحفاظ على الوحدة الوطنية باعتبارها السياج الذي يحمي الكويت والكويتيين والحصن لمجابهة الشدائد ومواجهة التحديات وضرورة المضي في عملية الإصلاح ودفع عملية التنمية في البلاد. وكان يتميز بالحرص الشديد على التمسك بالدستور وتعزيز المسيرة الديموقراطية الرائدة وترسيخ الفضائل والقيم الحميدة ويؤمن بأهمية وحدة وتكاتف أبناء الكويت باعتبار أن قوة الكويت في وحدة أبنائها وأن تقدمها وتطورها مرهون بتآزرهم وتلاحمهم ووحدتهم وتفانيهم وإخلاصهم في أعمالهم.

وشغلت القضايا المحلية الاهتمام الأكبر لديه -رحمه الله- نظرا لما عرف عنه من اهتمام بالغ بالتفاصيل التي تتعلق بشؤون الكويت وأمور مواطنيها، لاسيما ما يتعلق بالأمور الخاصة بالسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية. وكان يزود الجهات المعنية بالعمل على كل ما يسهم في دفع عملية التنمية في البلاد وتعزيز قدرات الكوادر الوطنية في شتى المجالات وتحفيز القطاعات الاقتصادية المتنوعة وخلق فرص استثمارية تنافسية ورعاية الشباب وتأهيلهم بأفضل الوسائل العلمية والأكاديمية ودعم قطاعات التعليم والصحة والاسكان.

واستمر -رحمه الله- في النهج الذي سارت عليه الكويت فيما يخص علاقاتها مع أشقائها العرب فكان يحرص على التنسيق مع القادة العرب في كل ما يخص القضايا العربية والتعاون البناء معهم لحل المشكلات التي تواجه الأمة العربية مع التركيز على القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى.

وسار أمير البلاد في علاقات الكويت مع دول العالم على النهج الذي لطالما عهدته الكويت طوال العقود الماضية من حيث احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية والتمسك بالشرعية الدولية والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وحل وتسوية النزاعات بين الدول عبر الحوار والطرق السلمية.

تزوج الشيخ نوّاف الأحمد من السيدة شريفة سليمان الجاسم الغانم في خمسينيات القرن العشرين، ولهما من الأولاد، أربعة أبناء وبنت واحدة، وهم:

• الشيخ أحمد (مواليد: 1956، رئيس مجلس الوزراء)

• الشيخ فيصل (مواليد: 1957، نائب رئيس الحرس الوطني، وكان وكيلًا لوزارة الداخلية)

• الشيخ عبدالله (مواليد: 1958؛ نائب رئيس الأركان العامة للجيش الكويتي)

• الشيخ سالم (مواليد: 1960؛ رئيس جهاز أمن الدولة)

• الشيخة شيخة (مواليد: 1962)