رياضة

في العالمية.. غابت كبرياء العميد

الإدارة فشلت في قراراتها.. والنجوم فقدت بريقها أمام بطل أفريقيا

جمهور الاتحاد في مباراة الأهلي المصري.

خالد علاجي (جدة)

تجرع الاتحاديون المرارة بعد السقوط المذل أمام الأهلي المصري «بطل أفريقيا» بثلاثية مقابل هدف في ربع نهائي كأس العالم للأندية، التي تحتضنها جدة حتى الثاني من ديسمبر الجاري.

النهاية المأساوية التي انتهت عليها رحلة المونديالي كانت متوقعة، وفي الوقت ذاته صدمة لجماهيره التي عولت على تاريخ فريقها متأملة أن يعاد سيناريو المشاركة في مونديال 2005، حينما كان نداً قوياً ومنافساً شرساً رغم كل الظروف التي مرت عليه آنذاك والجدل حول مشاركة لاعبيه المحترفين وما تلاها من إجراءات قانونية منعت مشاركتهم في وقت حرج وقبل انطلاق البطولة بأيام، إلا أن الروح المعنوية والقتالية داخل الملعب كانت سلاح الاتحاديين، الذي من خلاله كسبوا احترام العالم بعد أن توجوا بالمركز الرابع بعد مشاركة مشرفة.

على ملعب الجوهرة معقل النمور وأمام الأنصار لم تكن الليلة كما يتمناها العشاق، إذ تجسدت المعاناة التي مر بها الفريق قبل انطلاق البطولة، والأزمات التي هزت أركانه سواء الفنية من خلال النتائج السلبية دورياً تحت قيادة المدرب السابق البرتغالي نونو سانتو، أو الإدارية التي لم تحسن استغلال الوقت وتهيئة الفريق للمشاركة الأهم عبر تاريخ العميد، ليجد نفسه محرجاً وهو ينازل عملاق أفريقيا في ليلة تاريخية سجلت وصمة عار في سجلاته المرصعة بالذهب.

كل تلك العوامل أثرت بشكل سلبي على الأداء الفني للفريق، وما فاقم المشكلة عدم ظهور النجوم المؤثرين بمستواهم الحقيقي، إذ كانوا عالة وفاقدي لحس المسؤولية في وقت صال خصمهم وجال وفرض شخصيته رغم لعبه خارج قواعده ملقناً صاحب الضيافة درساً في اللعب الرجولي والروح القتالية العالية التي كانت فيما مضى إحدى سمات العميد.

ورغم المحاولات اليائسة التي قام بها المدرب الأرجنتيني مارسيلو غالاردو منذ استلامه مهماته الفنية لانتشال الفريق من وضعه الفني المتردي، إلا أنه كان بحاجة معجزة لتغير الحال، لاسيما أن التراكمات الفنية والإصابات المتلاحقة للاعبي الفريق، كانت عائقاً أمام الكثير من عمله في وقت قصير جداً قبل الحدث، وهنا يقع على عاتق الإدارة خطأ التوقيت في استبعاد نونو سانتو وجلب غالاردو، إذ لم توفق في قرارتها الإدارية حتى فيما يتعلق بتعاقدات اللاعبين، قبل انطلاق الموسم، حيث ظهروا بشكل مهترئ وفاقدي للاحترافية ربما باستثناء كانتي الذي كان شعلة من النشاط دفاعاً وهجوماً، فيما الآخرون فلم يكن لوجودهم تأثير سواء أولئك المستمرين مع الفريق منذ سنوات أو المنضمين حديثاً منذ بداية الموسم.

أحلام الجماهير الاتحادية تبخرت وذهبت أدراج الرياح مع توقعها بخروج بموسم صفري بعد أن كانت تمني النفس بمشاركة مشرفة وقوية في المونديال، إذ إن وضع الفريق في الدوري غير مرضٍ وهو يحتل مركز غير لائق، وكل ما تبقى له من أمل سيكون محصوراً في كأس الملك، خصوصاً أن اللاعبين سيعيشون ردة فعل سلبية بعد خروجهم المذل وانكسارهم أمام جماهيرهم.

مواقع التواصل الاجتماعي كان محور مواضيعها الحدث التاريخي وخروج الاتحاد منكسراً، إذ أرجعت أسباب ذلك إلى عوامل عدة، أبرزها تحميل الإدارة المسؤولية الأكبر في الخسارة والنتائج المتردية هذا الموسم، خصوصاً أن الوقت كان في صالحها لتغير حال الفريق للأفضل بعد موسم ناجح كانت مكتسباته إيجابية، إلا أن قلة الخبرة وانخفاض الحماس لدى أعضائها لأسباب يعرفونها ويجهلها الجمهور، كانت علامة فارقة لاسيما أن الدعم الذي تلقته من وزارة الرياضة كان كبيراً ويناسب حجم الحدث العالمي، إلا أنها لم تستغل كل تلك العوامل، ودارت في حلقة مفرغة بين التمسك بلاعبين مفلسين وجلب آخرين لم يكونوا إضافة مهمة للفريق.