كتاب ومقالات

نبكيك حباً.. الشيخ نواف الأحمد الصباح

غدير عبدالله الطيار *

فجعنا بخبر وفاة أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح -رحمه الله - تألمنا لهذا الفقد الكبير، نبكيك حباً نبكيك حزناً نبكيك حرقة.

اليوم فقدت الأمة العربية والإسلامية قائداً من أغلى رجالها، أدعو الله عز و جل أن يتغمد الفقيد برحمته ويلهم أسرته الصبر والسلوان، وهو القائد الذي خدم بلاده لأكثر من 60 عاماً.

الفقد موجع وفراق الأحبة غصة تنال من الروح والقلب، نعم لا شيء كالفراق، يكسر الروح ويضعف الجسد، رحيلهم مبكٍ، وفراقهم لا يحتمل، ولكن هي أقدار الله.

وتميزت العلاقات السعودية الكويتية بخصوصية وترابط رسمي وشعبي وثيق عزز من شأنها ورسوخها حرص القيادة في البلدين الشقيقين على توطيد وتطوير أوجه التعاون المشرك، كما تميزت بعمقها التاريخي الكبير الذي يعود إلى عام 1891م حينما حل الإمام عبدالرحمن الفيصل آل سعود، ونجله الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمهما الله- ضيوفاً على الكويت، قُبيل استعادة الملك عبدالعزيز الرياض عام 1902م ناهيك عن الاتفاقيات المتعددة حيث نتذكر أنه تم في 20 أبريل 1942م التوقيع على اتفاقية تهدف لتنظيم العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية بين البلدين، وكان من أهمها عدد من الاتفاقيات التي شملت جوانب الصداقة وحسن الجوار والأمور التجارية.

وكان الشيخ أحمد الجابر الصباح أمير الكويت عام 1354هـ (1935م) -رحمه الله- قد وصف علاقات الكويت والسعودية بأنها متفقة، وقال: «إن علاقاتنا على أحسن ما يرام من الاتفاق والوئام، وعدا ذلك فقد يظن البعض أن علاقتي الشخصية مع الملك عبدالعزيز إن هي إلا صداقة بحكم الجوار، وما تجمعنا به الألفة والدين.. ولكن لا، فإننا لسنا بأصدقاء فحسب، بل قل إننا شقيقان بحق، يفتدي أحدنا أخاه بنفسه، وقد تشاركنا في السراء والضراء».

واستمر على هذا النهج أنجال الملك عبدالعزيز الذين لم يألوا جهداً في الدفع بالعلاقات السعودية الكويتية إلى الأفضل في مختلف الميادين.

وجدد الأمير محمد بن سلمان هذه العلاقات بزيارته الميمونة إلى دولة الكويت في شهر محرم من عام 1440هـ حيث استقبله الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت رحمه الله. كما شارك الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولي عهد دولة الكويت في قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وعقدت بالرياض في أكتوبر 2021م.

وخلال الفترة التي قضاها أميراً للبلاد، شغلت القضايا المحلية الاهتمام الأكبر لدى أمير الكويت الراحل، خاصة خلال السنة الأولى من عهده؛ نظراً لما عرف عنه من اهتمام بالغ بالتفاصيل التي تتعلق بشؤون المواطنين، فضلاً عن الظروف الطارئة التي شهدها العالم الناجمة عن انتشار فايروس «كورونا المستجد» التي استدعت توجيه الجهات المعنية إلى بذل جهودها الحثيثة للحد من تداعياتها على البلاد.

نعم، عن عمر 86 عاماً رحل أمير الكويت نواف الأحمد الجابر الصباح عقب 3 أعوام في الحكم، الأمير الحكيم والهادئ والمتواضع بحسب وصف شعبه ومحبيه.

رحمك الله يا أمير التواضع، وجعل قبرك روضة من رياض الجنة.

* كاتبة سعودية

‏@Ghadeer020