ارتفاعات متتالية تشهدها أسعار الذهب في مصر حالياً، خصوصاً خلال الأسبوعين الأخيرين نتيجة الإقبال الكبير على الشراء، ليسجل سعر غرام الذهب عيار 21 الأكثر انتشاراً في مصر 3,150 جنيهاً، إضافة إلى شراء «جنيه الذهب» الأكثر طلباً خلال الفترة الماضية، ليسجل نحو 25,200 جنيه، مقارنة بـ22.400 جنيه في الأول من ديسمبر الجاري، فيما وصل عيار 21 في التوقيت نفسه من الشهر إلى 2,775 جنيهاً.

ويأتي ارتفاع أسعار الذهب في مصر، وسط حالة ذهول كبير من المواطنين المقبلين على شراء «المعدن النفيس» كملاذ آمن لمدخراتهم لبيعه وقت الارتفاعات الكبيرة، كما تأتى تلك الارتفاعات المتتالية بصفة يومية بالتزامن مع قرار البنك المركزي المصري تثبيت سعر الفائدة الخميس الماضي ومن قبله «الفيدرالي» الأمريكي، وهو ما ساهم بشكل أساسي في دعم ارتفاع أسعار الذهب، وسط توقعات بالمزيد من الارتفاعات خلال الأيام القادمة.

وأمام تذبذب أسعار «المعدن الأصفر»، قررت بعض محلات الصاغة بالقاهرة وقف عملية البيع، في ظل عملية التزايد المستمرة لأسعار الذهب، انتظاراً لجنى مكاسب أعلى، بينما استمرت محلات أخرى في عملية البيع والشراء حسب «سعر كل دقيقة» ونتيجة الارتفاع الجنوني في سعر الذهب تساءل الكثير من المصريين عن سر ارتفاع «المعدن الأصفر»، وحقيقة توقف حركة بيع الذهب بعد هذه الارتفاعات غير المسبوقة لسعر الذهب.

وأعلن المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» سعيد إمبابي وقف حركة تسعير الذهب بالأسواق المحلية اليوم (الإثنين) نتيجة عدم الاستقرار، وتعرُّض السوق لعمليات تلاعب فجة منذ أمس (الأحد) العطلة الرسمية للسوق المحلية والعالمية، مؤكداً في بيان له أن وقف إعلان أسعار الذهب على شاشة المنصة، يأتي بعد الاضطراب الكبير الذي يشهده سوق الذهب، تزامناً مع ارتفاع الأسعار الرسمية بشكل جنوني منذ أكثر من 10 أيام متواصلة، إذ تجاوز سعر غرام عيار 21 الأكثر مبيعا في مصر والوطن العربي، نحو 3,150 جنيهاً.

وأوضح إمبابي أن تحريك الأسعار خلال فترة العطلة يؤكد وجود مضاربات وتلاعبات بغرض رفع الأسعار، فضلاً عن تسعير الذهب بسعر الدولار في السوق الموازية فوق 52 جنيهاً للدولار الواحد، مضيفاً أن عملية تسعير الذهب بالسوق المحلية عشوائية، وتفتقد للمحددات الواضحة، وعامل العرض والطلب ذريعة فضفاضة، ويستخدم لتبرير عمليات التلاعب، إذ لا توجد بيانات واضحة حول حجم المعروض داخل السوق.

وأرجع إسلام محمد (صاحب محل صاغة) ارتفاع أسعار الذهب بطريقة جنونية في مصر، للأحداث السياسية التي تمر بها دول المنطقة، خصوصاً الأوضاع التي تمر بها غزة حالياً، مؤكداً لـ«عكاظ» أن أسعار المعدن الأصفر في مصر حالياً ليست وليدة اليوم، لكنها منذ 7 أكتوبر الماضي بالتزامن مع عملية «طوفان الأقصى»، مشدداً على أن الذهب يعد من أفضل الأدوات المالية للاستثمار الآمن، وأمام تذبذب أسعاره أحجم الكثير عن عملية البيع، كنوع من الاستثمار على المدى الطويل.