كتاب ومقالات

كأس العلا العالمي

الحق يقال

أحمد الشمراني

تابعتُ بشغف استعداد المملكة لاستقبال أكبر مسابقة للصقور في العالم من ناحية قيمة جوائزها التي تصل إلى 60 مليون ريال؛ وهي كأس العُلا للصقور 2023، التي ينظمها نادي الصقور السعودي بالتعاون مع الهيئة الملكية لمحافظة العُلا.

ويزيد من درجة الشغف الممزوجة بالفخر لدي عملية الاهتمام المؤسسية التي تشرف عليها حكومتنا الرشيدة في تنظيم هواية الصقور، والاهتمام بالصقّارين المحليين، والتي امتدت لتنظيم أكبر وأهم مسابقات الصقور على الصعيد الدولي، وأحدثها مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور 2023؛ الذي نظمه نادي الصقور السعودي في مقره بملهم شمال الرياض قبل أيام.

وتستكمل كأس العُلا الجهود المحلية والعالمية الريادية للمملكة في الصقّارة، وذلك في إطار تعزيز الحضور المحلي والإقليمي والدولي، وتفتح آفاقاً جديدة في مجال الصقور، من خلال إحياء الإرث العريق للمملكة في هذه الهواية، وكذلك التعريف بالتراث والهوية الوطنية، والمحافظة على انتقال الموروث الثقافي بين مختلف الأجيال، والمساهمة في تعزيز ثقافة تربية الصقور واقتنائها والاعتزاز بها ونقلها للعالم.

إن تاريخ العُلا الذي يعود إلى آلاف السنين قبل التاريخ يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالصقور؛ كرمز للقوة والشجاعة عبر الحضارات العديدة التي قامت على أرضها، وتركت بصمتها في تضاريسها الطبيعية وشواهدها الأثرية العريقة.

وتقدِّم المملكة للعالم صورة من تاريخها وثقافتها وحاضرها المشرق، عندما تستضيف قرية (مغيراء) التراثية بمدينة العُلا في أجواء من الطبيعة الخلابة ممزوجة بالتراث والتاريخ، وسط بيئة ثقافية خاصة، نخبةَ الصقّارين المحليين والدوليين، وعدداً كبيراً من المهتمين بالصقور من أنحاء العالم، وآلاف الزوار المتوقع حضورهم في الكأس.

صورة المملكة للعالم أتمنى أن تكتمل على أعلى درجات الحُسن والبهاء، في أجواء من الطبيعة البيئية المتفردة للعُلا، بتضاريسها الخلابة، ومعالمها وشواهدها الأثرية العريقة، ومواقعها الطبيعية المتنوّعة؛ فهي قلب التاريخ.