إسرائيل وحماس في حاجة لحرب طويلة !
الأربعاء / 22 / جمادى الآخرة / 1445 هـ الخميس 04 يناير 2024 00:16
محمد الساعد
عملية الاغتيال التي نفذتها إسرائيل في بيروت، مساء أمس الأول، تكشف كيف أن تل أبيب في حاجة ماسة لحرب طويلة، وهو ما ينطبق على حماس أيضاً، حرب ضرورة قبل أن تكون حروب انتقام بين طرفين عدوين.
قيادات إسرائيل وحماس يبدو أنهم مقتنعون بأن اليوم التالي لنهاية الحرب سيكون مريراً جداً، وستجهز (المشانق) في الساحات العامة لكل من تسبب في تلك الحرب من قيادات حماس، أو كل من أهمل في حماية إسرائيل، ولذلك لا مانع من بقاء الحرب أطول فترة ممكنة.
استمرار الحرب فيه مصلحة لأطراف عديدة مباشرة كحماس وإسرائيل، إضافة لدول إقليمية ومليشيات وتنظيمات تهدف لتعطيل مشاريع المنطقة الاقتصادية ومبادرات السلام؛ لأن تلك الدول والميليشيات لا تؤمن إلا بالفوضى مصدراً للحياة والبقاء وتعليق أخطائها واستحقاقاتها الشعبية عليها.
في تل أبيب، وحسب كل النقاشات في وسائل الإعلام وبين النخب، ينتظر القياداتِ الأمنية والسياسية حسابٌ عسير، فكيف لجيش بنى سمعته طوال 75 عاماً على المبادرة والقضاء على الخصوم في ساعات، فضلاً عن جهاز استخباراتي لديه ذراع طويلة، وقدرات بدأت باصطياد النازيين وليس انتهاء بالقضاء على الأخطار قبل حدوثها، ومع ذلك سقط يوم 7 أكتوبر.
في غزة وفنادق الإقليم ينتظر (حماس) أيضاً حسابٌ لا يقل مرارة عن أصدقائهم في تل أبيب، فهم من قام بعملية كبرى غير محسوبة العواقب، عملية أكبر من غزة ومن حماس ومن الإقليم كله، وفي الوقت نفسه تركت تلك القيادات شعب غزة لمصيره المحتوم، دون أن يرف لهم جفن، فالأدبيات الإخوانية التي تعتنقها قيادة حماس لا ترى في موت بضعة آلاف أو حتى مئات الآلاف أي ذنب، بل هي مؤمنة أنها تهديهم الشهادة، وعليهم أن يشكروها على ذلك، بينما المواطنون العُزّل الذين يتلقون الرصاص والقنابل ولديهم أطفال وآباء وأمهات وأسر ويريدون أن يعيشوا في سلام ليس لهم أي علاقات بحسابات ولا أيديولوجيات حماس.
الهروب إلى الأمام هو ما تفعله حماس وإسرائيل، صحيح أن تل أبيب تستعيد ببطء قدراتها القتالية وثقة شعبها بها إلا أن مرارة ما حصل يبدو أكبر من محوه بسهولة، في المقابل لم تستطع حماس إقناع أي أحد بحسن أدائها ولا بقدراتها القتالية المتواضعة فلا تنسيق لكتائبها ولا نتائج على الأرض، وعلى الرغم من إنفاق مئات الملايين من الدولارات وحرمان شعب غزة من التنمية إلا أن حصيلة قدراتها القتالية لا تتجاوز جيشاً من المنتفعين، وصواريخ تنك، وشبكة أنفاق ليست لها قيمة قتالية، ولا لما وصل جيش إسرائيل إلى رفح وخان يونس جنوب القطاع.
آخر شيء تريده حماس هو أن تنّفضّ حواضنها الشعبية من حولها، خاصة أن شعب غزة أظهر الكثير من النقد والغضب على ما وصلت إليه حياته اليومية، إثر خيارات عسكرية متهورة أقامت الموت بين جنبات الغزاويين، لم يستشاروا فيها ولم يؤخذ حتى أدنى الاحتياطات لحماية أرواحهم ومعيشتهم.
حماس ومن خلال حلفائها من قنوات وتنظيمات وناشطين، استطاعت اختراع انتصارات وهمية على شاشات التلفزيون، وفي وسائل التواصل، هذه الانتصارات (الافتراضية) حققت لحواضنها الشعبية شيئاً من الرضا والعيش في الرومانسيات والأحلام، فلا حماس ولا الجسم الإسلاموي قادر على تحمل هزيمة مشروعه الذي سلب به خيالات الجماهير، وهو من نقد هزيمة المشروع القومي في 67 وشنع عليه طوال عقود.
إذن العقد الاجتماعي في إسرائيل والقائم على حماية وجوده من خطر دائم وداهم أعادت تأكيده وتحقيقه حماس دون أن تدري، والأوهام الرومانسية التي تعيش عليها حماس ومن خلفها الإخوان المسلمين ذهبت أدراج الرياح، وهي تحاول تزويرها وإعادة تدويرها، ولذلك فكلاهما لا يريدان التفريط في هذه الحرب أو إنهاءها عاجلاً.
قيادات إسرائيل وحماس يبدو أنهم مقتنعون بأن اليوم التالي لنهاية الحرب سيكون مريراً جداً، وستجهز (المشانق) في الساحات العامة لكل من تسبب في تلك الحرب من قيادات حماس، أو كل من أهمل في حماية إسرائيل، ولذلك لا مانع من بقاء الحرب أطول فترة ممكنة.
استمرار الحرب فيه مصلحة لأطراف عديدة مباشرة كحماس وإسرائيل، إضافة لدول إقليمية ومليشيات وتنظيمات تهدف لتعطيل مشاريع المنطقة الاقتصادية ومبادرات السلام؛ لأن تلك الدول والميليشيات لا تؤمن إلا بالفوضى مصدراً للحياة والبقاء وتعليق أخطائها واستحقاقاتها الشعبية عليها.
في تل أبيب، وحسب كل النقاشات في وسائل الإعلام وبين النخب، ينتظر القياداتِ الأمنية والسياسية حسابٌ عسير، فكيف لجيش بنى سمعته طوال 75 عاماً على المبادرة والقضاء على الخصوم في ساعات، فضلاً عن جهاز استخباراتي لديه ذراع طويلة، وقدرات بدأت باصطياد النازيين وليس انتهاء بالقضاء على الأخطار قبل حدوثها، ومع ذلك سقط يوم 7 أكتوبر.
في غزة وفنادق الإقليم ينتظر (حماس) أيضاً حسابٌ لا يقل مرارة عن أصدقائهم في تل أبيب، فهم من قام بعملية كبرى غير محسوبة العواقب، عملية أكبر من غزة ومن حماس ومن الإقليم كله، وفي الوقت نفسه تركت تلك القيادات شعب غزة لمصيره المحتوم، دون أن يرف لهم جفن، فالأدبيات الإخوانية التي تعتنقها قيادة حماس لا ترى في موت بضعة آلاف أو حتى مئات الآلاف أي ذنب، بل هي مؤمنة أنها تهديهم الشهادة، وعليهم أن يشكروها على ذلك، بينما المواطنون العُزّل الذين يتلقون الرصاص والقنابل ولديهم أطفال وآباء وأمهات وأسر ويريدون أن يعيشوا في سلام ليس لهم أي علاقات بحسابات ولا أيديولوجيات حماس.
الهروب إلى الأمام هو ما تفعله حماس وإسرائيل، صحيح أن تل أبيب تستعيد ببطء قدراتها القتالية وثقة شعبها بها إلا أن مرارة ما حصل يبدو أكبر من محوه بسهولة، في المقابل لم تستطع حماس إقناع أي أحد بحسن أدائها ولا بقدراتها القتالية المتواضعة فلا تنسيق لكتائبها ولا نتائج على الأرض، وعلى الرغم من إنفاق مئات الملايين من الدولارات وحرمان شعب غزة من التنمية إلا أن حصيلة قدراتها القتالية لا تتجاوز جيشاً من المنتفعين، وصواريخ تنك، وشبكة أنفاق ليست لها قيمة قتالية، ولا لما وصل جيش إسرائيل إلى رفح وخان يونس جنوب القطاع.
آخر شيء تريده حماس هو أن تنّفضّ حواضنها الشعبية من حولها، خاصة أن شعب غزة أظهر الكثير من النقد والغضب على ما وصلت إليه حياته اليومية، إثر خيارات عسكرية متهورة أقامت الموت بين جنبات الغزاويين، لم يستشاروا فيها ولم يؤخذ حتى أدنى الاحتياطات لحماية أرواحهم ومعيشتهم.
حماس ومن خلال حلفائها من قنوات وتنظيمات وناشطين، استطاعت اختراع انتصارات وهمية على شاشات التلفزيون، وفي وسائل التواصل، هذه الانتصارات (الافتراضية) حققت لحواضنها الشعبية شيئاً من الرضا والعيش في الرومانسيات والأحلام، فلا حماس ولا الجسم الإسلاموي قادر على تحمل هزيمة مشروعه الذي سلب به خيالات الجماهير، وهو من نقد هزيمة المشروع القومي في 67 وشنع عليه طوال عقود.
إذن العقد الاجتماعي في إسرائيل والقائم على حماية وجوده من خطر دائم وداهم أعادت تأكيده وتحقيقه حماس دون أن تدري، والأوهام الرومانسية التي تعيش عليها حماس ومن خلفها الإخوان المسلمين ذهبت أدراج الرياح، وهي تحاول تزويرها وإعادة تدويرها، ولذلك فكلاهما لا يريدان التفريط في هذه الحرب أو إنهاءها عاجلاً.