تحدي الزوّار والحرف اليدوية واللسانيات وتدشين الشعر الشعبي يشهدها «كتّاب وقرّاء» خميس مشيط
الثلاثاء / 27 / جمادى الآخرة / 1445 هـ الثلاثاء 09 يناير 2024 20:11
خالد آل مريّح (أبها) Abowajan@
يشهد مهرجان الكتّاب والقرّاء الذي يُقام بمركز الأمير سلطان الحضاري في خميس مشيط خلال الفترة (4-10) يناير الجاري، العديد من الفعاليات اليومية المختلفة والتي تحظى بإقبال جماهيري كبير على مختلف الأعمار السنية من المواطنين والمقيمين.
«جمعية الأدب تتحدى زوار المهرجان»
تحدت جمعية الأدب والأدباء زوار مهرجان الكُتاب والقُراء بنسخته الثانية في مسابقة لأدب المقالة عن فئتين؛ الكبار ويتم فيها التنافس للفوز بنشر المقالة في مجلة «أُحد» التابعة للجمعية، وفئة أدباء المستقبل عبر جوائز قيّمة لتنمية جيل أدبي واعد. وتهدف الجمعية، التي تأسست عام 2021م وتشرف عليها وزارة الثقافة، إلى تمكين المهتمين والمهتمات بالأدب من المشاركة المجتمعية في المجال الأدبي، وتسعى بدورها إلى تكوين منظومة مهنية وطنية رائدة في مجال الأدب، والمساهمة في نمو الثقافة الأدبية في المملكة العربية السعودية. وتشجع الجمعية المواهب الأدبية وترعاها، من خلال مبادراتها المتنوعة التي تستعرضها في الركن المخصص لها في منطقة الصرح في مقر إقامة المهرجان في مركز الأمير سلطان الحضاري في محافظة خميس مشيط بمنطقة عسير، وأبرزها مبادرة إصدار 1000 كتاب في مختلف المجالات الأدبية، والتي شهدت حتى الآن إصدار 4 كتب وهي: (الرابطة القلمية، ضفاف النور، عاشق التراث وفارس التحقيق بالشراكة مع اثنينية الذييب، وكتاب في مقهى بشارع كورونا)، وذلك عن طريق طباعتها ونشرها لتقديم صورة وطنية مشرفة عن الأدب محلياً وعالمياً.
«عروض حيّة للحرف اليدوية»
أتاح المهرجان الفرصة لعدد من الحرفيين لتقديم مهاراتهم وإبداعاتهم أمام الزوار، في عروض مباشرة وحية. وبيّنت الحرفية أم حامد، التي تعمل في حرفة الخوص، أنه تراث أصيل، يرتبط بالماضي، حيث تهدف من خلال مشاركتها في المهرجان إلى التعريف بهذا الإرث المرتبط بالآباء والأجداد، وتحويله إلى رافد اقتصادي يحافظ على استدامة الحرفة. وأشارت إلى أنها تعمل في حرفة وصناعة الخوصيات هي وأختها منذ ثلاثين عاماً، وتعملان على قطع يتراوح صنعها بين يومين وأسبوع، مثل الأواني والقبعات والمهفات والحقائب وحافظات الطعام والخبز، فيما كشف الخراز أبو عبدالعزيز عن تفاصيل صناعة النعل والأحزمة الجلدية، لاسيما النعال الشرقي (الزبيري)، مبيناً أنه قدم من مدينة مكة المكرمة للمشاركة في مهرجان الكُتّاب والقُراء الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة في محافظة خميس مشيط، بعد أن شارك سابقاً في عدد من المهرجانات الثقافية، مثل مهرجان امرؤ القيس مؤخراً، أما النحات محمد آل زهير، فيعرض في ركنه بمنطقة الدرب منحوتات إبداعية، منها نحت يظهر لفظ الجلالة من الأربعة اتجاهات، ويستقر على قاعدة من الرخام الأبيض على شكل عين، وعود بشكل تجريدي مع خلفية بشكل شراع قارب، وقطعة لاندماج حجر الجرانيت الأخضر مع حبيبات الكوارتز، وأعمال تجريدية متفردة لا يوجد مثلها في أي مكان. وذكر الفنان آل زهير بأنه له تاريخ مع الفن التشكيلي التجريدي يمتد إلى 25 سنة، منها 10 سنوات في النحت، مشيراً إلى أن الوقت الذي يستهلكه في منحوتاته يذهب في غالبيته للوقت لا التنفيذ، في ركن يلفت الزوار إلى إتقان منحوتاته، التي يتراوح أسعارها من 150 ريالاً إلى أكثر من ألف ريال، لافتاً إلى أنه عمل على قطعة تمزج التراث والأثر والفكرة الإبداعية، وصل سعرها إلى 15 ألف ريال. يُشار إلى أن مهرجان الكُتّاب والقُراء في نسخته الثانية، يضم سوقاً حرفية متنوعة، تشمل السدو والخرازين والنحت والرسم وعددا من الحرف والفنون، ويحفل بعشرات الفعاليات التي تستهدف كل أفراد العائلة، وبرنامجا ثقافيا ثريا، يضم أمسيات شعرية، وجلسات حوارية، إلى جانب العروض المسرحية والحفلات الغنائية اليومية.
«حلقة اللسانيات والخطاب»
أبهرت حلقة اللسانيات والخطاب في منطقة الصرح، زوار المهرجان إذ شهد الجناح إقبالاً واسعاً من الزوار ؛ ويعقد الجناح مسابقات يومية عبر لعبة اللهجات، يطرح فيها مفردات عدة من لهجات محافظات المنطقة، إلى جانب مسابقة «اختبر ثقافتك الأدبية» للتعريف بأدباء المنطقة بشكل خاص، والمملكة بشكل عام، بالإضافة إلى مسابقتي المساجلة الشعرية والإلقاء الشعري. وتسعى الحلقة إلى أن تكون واحدة من أهم روافد التثقيف والبحث اللساني في المملكة، من خلال استضافة نخبة من المتحدثين داخل المملكة وخارجها، في حلقات علمية بحثية مُستقلة تُعنى بالدراسات اللسانية الحديثة بجميع حقولها ومساراتها العلمية، وكافة تطبيقاتها التحليلية للخطاب بكافة تمظهراته.
«تدشين كتاب الشعر الشعبي في عسير»
دشنت الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بعسير، على هامش مشاركتها في مهرجان الكُتّاب والقرّاء في نسخته الثانية، أحدث إصداراتها حول التراث الشعبي، لعيسي النجيمي، المهتم بالتراث الشعبي، ويحمل عنوان «الشعر الشعبي في عسير.. الخطوة أنموذجا»، ويهدف إلى الحفظ على التراث الشعبي. وقال مدير الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بعسير أحمد سروي، إن الإصدار يتناول موضوعات منها: كيف نشأت الألحان، والخطوة أنموذجا، وأبرز الشعراء في الخطوة قديما وحديثا، وأبرز ما يميز الخطوة، ومواقف وطرائف الشعراء في الخطوة، ونواحي الخطوة، ونماذج على نواحي الخطوة. وحول مشاركة الجمعية في المهرجان قال: إن جناح الجمعية يحتوي على إصدارات متعددة تتحدث عن الفنون التشكيلية والفوتوغرافية، ونحن سعداء بهذا الحدث الثقافي وأن نكون شريكا ثقافيا للمهرجان، باعتباره منصة معنية برفع الوعي وتقديم الثقافة كقيمة عليا. وأضاف أن مشاركة الجمعية هي على المستويين الثقافي والفني، والمشاركة على المستوى الثقافي من خلال الإصدارات، حيث أننا معنيون بالإصدارات التي عمر بعضها أكثر من 40 عاما، ومنها دواوين شعرية وأعمال نقدية على مستوى الفنون البصرية من خلال بعض إصدارات التراث الشعبي العسيري. وأوضح أن هناك أعمالا فنية تقدمها الجمعية من خلال بعض الأعمال المتعلقة بالصور الفوتوغرافية والفنون البصرية المختصة بالفنون التشكيلية تحديدا، مشيرا إلى أن الجمعية معنية أكثر بتقديم العمل الفني من خلال مشاريع الفنون التشكيلية والفنون المسرحية والفنون الشعبية والسينما والموسيقي. وأشار إلى أن الجمعية قدمت نحو 7 آلاف برنامج ما بين ورش عمل ودورات تدريبية وفعاليات موسيقية ومسرحية، كما شاركت في مهرجانات كبيرة خارج المملكة في مصر والمغرب والبرازيل.