كتاب ومقالات

هل لدينا إعلام تنموي ؟

منى العتيبي

وأقصد بالإعلام التنموي، الإعلام والاتصال الذي يهدف إلى تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في المجتمعات، وتعزيز الوعي والتثقيف والتغيير الاجتماعي الإيجابي من خلال تفعيل وسائل الإعلام والاتصال المختلفة مثل التلفزيون والإذاعة والصحف والمجلات ووسائل الإعلام الاجتماعية والإنترنت.

ويتميز الإعلام التنموي بالتركيز على القضايا الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المهمة للتنمية المستدامة؛ مثل التعليم، والصحة، والزراعة، والبيئة، وحقوق الإنسان، والتمكين الاقتصادي، ويهدف إلى تعزيز المشاركة المجتمعية والتفاعل والحوار وتوفير المعلومات الصحيحة والموثوقة للجمهور. ويعتمد على مفهوم الشراكة المجتمعية، حيث يشارك المجتمع المحلي والمستفيدين المحتملين في عملية إنتاج وتوزيع المحتوى الإعلامي. يتم تطوير البرامج والمشاريع الإعلامية بالاعتماد على الاحتياجات والمصالح والآراء للمجتمعات المستهدفة.

لذلك أرى أن الإعلام التنموي أداة قوية لتمكين الأصوات والفئات كلها بالمجتمع للمشاركة في تحقيق التغيير والتحول التنموي الاجتماعي؛ حيث يعمل على تعزيز الوعي والتحفيز وتمكين الأفراد والمجتمعات للمشاركة في عملية صنع القرار وتحقيق التغيير الإيجابي.

ومن المهم أن تكون لدينا استراتيجية إعلامية تنموية؛ تتضمن إنتاج المحتوى الإعلامي الذي يركز على القضايا الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، وتدريب الصحفيين والمراسلين على مهارات الإعلام التنموي، وتطوير البنية التحتية للإعلام في المناطق المهمشة، وتعزيز المشاركة الجماهيرية والحوار بين الجمهور ووسائل الإعلام.

بشكل عام، يهدف الإعلام التنموي إلى تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق التغيير الاجتماعي الإيجابي من خلال استخدام الإعلام والاتصالات كأدوات فعالة للتوعية والتغيير والتمكين في المجتمعات، كما أن الإعلام التنموي سيسهم في تكوين اتجاهات أفراد المجتمع المهنية والتعليمية المستقبلية؛ التي تؤهلهم للتخطيط والمبادرة والإنتاج وصناعة المستقبل، وتفعيل دورهم كعامل من عوامل تنمية المجتمع، وبالتالي تتحقق الرؤية بهم وجعلها واقعاً ملموساً يعتمد بشكل كبير على المعرفة والوعي خاصة لدى فئة الشباب؛ لأنهم في الأغلب هم صانعوها.