أخبار

وسط ضغط دولي.. القاهرة تشهد تحركاً دبلوماسياً لإنهاء حرب غزة

وفدان إسرائيلي ومن حماس يصلان مصر.. عباس في الدوحة (الأحد)

فلسطيني اصيب بقصف اسرائيلي يتلقى العلاج في غزة

محمد حفني (القاهرة)okaz_online@

فيما يعتزم الرئيس الفلسطيني محمود عباس التوجه إلى العاصمة القطرية الدوحة (الأحد)، تتوقع مصادر مصرية مطلعة أن يصل وفد أمني إسرائيلي إلى القاهرة خلال الساعات القادمة، لإجراء مباحثات غير مباشرة مع المقاومة الفلسطينية، ومناقشة عدد من الملفات مع المسؤولين المصريين، تتعلق معظمها بمقترحات الهدنة بقطاع غزة، وأزمة تبادل الأسرى بين الجانبين، ووقف إطلاق النار، واستعادة الهدوء التام بالقطاع، وانسحاب وحدات من الجيش الإسرائيلي من قلب غزة إلى الحدود، وزيادة كميات المواد الغذائية والوقود والدواء.

وقالت المصادر لـ«عكاظ» إن زيارة الوفد الأمني الإسرائيلي تأتي في إطار وجود أزمة ثقة بين المقاومة وإسرائيل، خصوصاً أن حركتي حماس والجهاد تخشيان من الفخ الإسرائيلي، بحصول تل أبيب على مبتغاها من الأسرى المحتجزين لديها، دون تبييض السجون الإسرائيلية من المعتقلين الفلسطينيين، وهو ما تحاول القاهرة القيام به حالياً بعمل ضمانات قوية لإنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة.

وأشارت المصادر إلى أن مخاوف المقاومة الفلسطينية من أي أحداث أثناء سريان الهدنة جعلها تطالب بدخول تركيا وروسيا كدول أخرى ضامنة للهدنة، إلى جانب الوسيطين مصر وقطر إضافة إلى أمريكا.

في غضون ذلك، قال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس طاهر النونو في تصريحات صحفية إن وفداً فلسطينياً وصل إلى القاهرة؛ لاستكمال المحادثات الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة والمقترح الخاص باتفاق تبادل المحتجزين.

وأكدت الحركة في بيان أن نائب رئيس الحركة في غزة خليل الحية يرأس وفدها إلى القاهرة، وذلك بعد تأكيد القيادي في الحركة أسامة حمدان أنهم يشترطون بأن تكون روسيا وتركيا والأمم المتحدة ضامنة للاتفاق مع إسرائيل، بالإضافة إلى مصر وقطر.

وتأتي تحركات الهدنة المرتقبة في ظل وجود ضغط دولي لإنهاء الحرب والوضع المحاصر في قطاع غزة قبل أن تزيد شرارة أحداثها بدول المنطقة، فضلاً على زيادة المظاهرات والأحداث في إسرائيل، ومطالب عائلات الرهائن الإسرائيليين بسرعة الإفراج عن ذويهم المحتجزين في قطاع غزة.

ويرى مراقبون أن كافة المؤشرات تؤكد قرب الوصول إلى هدنة، ووقف لإطلاق النار في قطاع غزة، من بين تلك المؤشرات أن المجتمع الدولي لم يعد قادراً على استمرار الحرب، وتوسيع نطاقها في دول المنطقة والحكومات الأوروبية التي دعمت إسرائيل في بداية الحرب تراجعت في الوقت الحالي، نتيجة جرائم إسرائيل البشعة في قطاع غزة، وهو ما أكدت عليه تقارير محكمة العدل الدولية، فضلاً على الضغوط الأمريكية والإقليمية المتواصلة، إضافة إلى كل ذلك هناك ضغوط داخلية في إسرائيل تدفع صوب التوجه لهدنة، كقضية الأسرى لدى حماس، والوضع الاقتصادي المتأرجح داخل دولة الاحتلال، وهو ما شكل ورقة ضغط على تل أبيب.

وأكد المراقبون أن استمرار المفاوضات في القاهرة، بمشاركة شخصيات رفيعة من الفصائل الفلسطينية ومسؤولين من جهاز الموساد الإسرائيلي، يشير إلى أن هناك خطوطًا عريضة يمكن البناء عليها من الوسطاء لإنهاء الحرب.

يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني للشهر الخامس عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي والأحزمة النارية مع ارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين.