مواقف السعودية.. لا تقبل المزايدات
الخميس / 27 / رجب / 1445 هـ الخميس 08 فبراير 2024 18:02
خالد سيف (جدة) ksaif@
ملحمة طويلة من المواقف السعودية التاريخية السياسية واللوجستية والمعنوية الداعمة للفلسطينيين وحقوقهم المشروعة والتي مازالت خيارا لايقبل المزايدة.. بعيدا عن الشعارات والعنتريات التي تستهدف تزييف الحقائق..
موقف الرياض ثابت منذ سبعة عقود منذ أن أعلن الملك المؤسس الملك عبدالعزيز -يرحمه الله-.. قائلا.. «أبناء فلسطين أبنائي.. فلا تدخروا جهدا في مساعدتهم وتحرير أرضهم».. ومنذ ذلك التاريخ أشهرت المملكة في مؤتمر لندن عام 1935 المعروف بمؤتمر «المائدة المستديرة» تأييدها لمناصرة الشعب الفلسطيني.. واستمرت بثبات تقدم الدعم على الرغم من ماتعرضت له من تشكيك ومحاولات عبثية لتهديد أمنها القومي.. وظلت القضية الفلسطينية من ثوابت سياستها الخارجية.. وعنوان خطاباتها الرسمية ومواقفها الدبلوماسية في المحافل الدولية ودوائر صنع القرار.. وسار على النهج والمبدأ الذي وضعه الملك المؤسس كل من حمل الراية بعده، ويرتكز موقف المملكة على إيجاد حل عادل يعيد للشعب الفلسطيني أرضه المحتلة وحقوقه المغتصبة..
وتوالى الدعم السعودي، وجدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الموقف السعودي الثابت في مؤتمر القمة العربي الطارئ في مكة المكرمة 2019، مؤكدا أن القضية الفلسطينية تبقى قضيتنا الأولى إلى أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ولم تحيد الرياض عن تلك المواقف الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، مشددة على ضرورة حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وخرج البيان الأخير للخارجية السعودية، ليلجم كل الأصوات الانتهازية، حين أعلن للمشككين أن «المناقشات الجارية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بخصوص مسار السلام العربي - الإسرائيلي، وفي ضوء ما ورد على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي بهذا الشأن، لم تخرج عن إطار التأكيد على أن موقف المملكة ثابتاً تجاه القضية الفلسطينية وضرورة حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة».
وأورد البيان أن «المملكة أبلغت موقفها الثابت للإدارة الأمريكية بأنه لن تكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانسحاب كافة أفراد قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة».
كما تطرق بيان الخارجية السعودية إلى دعوة المجتمع الدولي -وعلى وجه الخصوص- الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي لم تعترف حتى الآن بالدولة الفلسطينية بأهمية الإسراع في الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ليتمكن الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة وليتحقق السلام الشامل والعادل للجميع.
وتواصل الحراك الدبلوماسي السعودي على جميع المستويات، من خلال الاتصالات التشاورية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع عدد من الملوك والقادة العرب مستعرضا حالة التصعيد العسكري في غزة ومحيطها وتفاقم الأوضاع بما يهدد حياة المدنيين وأمن واستقرار المنطقة.
ولاتزال المملكة تواصل المشاروات والاتصالات مع جميع الأطراف الدولية والإقليمية لوقف أعمال التصعيد ومنع اتساعها في المنطقة والتأكيد على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني.
وبنظرة ثاقبة ومتزنة مدركة لخفايا الأمور، تتصدى الرياض لكل الحملات المشبوهة، التي تستهدف التأجيج وزعزعة استقرار المنطقة، والعبث بمقدرات شعوبها، وعرقلة عجلة النمو والتطور.
وعندما نادت المملكة بتأسيس شرق أوسط مزدهر، شددت على ضرورة استعادة الفلسطينيين لحقوقهم.. وتحقيق السلام العادل والشامل.. ومن ثم كان لابد من نزع فتيل الفتن.. وقطع الطريق على المنتفعين والمتربصين.. وانتهاج سياسة العيش بسلام.. والتفرغ لبناء مستقبل الأمة الذي تأخر كثيرا بسبب تجار الأزمات.. الذين يقتاتون على إشعال الحرائق..