أسعار البصل والدموع !
السبت / 01 / شعبان / 1445 هـ الاحد 11 فبراير 2024 00:04
عقل العقل
يظل البصل كمنتج زراعي في الغالب ثابت الأسعار رغم الأقبال عليه من كل شعوب الأرض، إلا أنه وفيٌّ لزبائنه على مرِّ التاريخ، نادراً ما نسمع عن ارتفاع أسعاره أو الغش فيه، فهو صامد وقوي ويبقى في المنازل والمطابخ لفترات طويلة، ولكن هذا السكون والركود والإهمال يبدو أنه أغضب البصل علينا وانتفض ودخلت قلبه الغيرة من ارتفاع المواد الغذائية الأخرى، مثل الرز والطماطم وغيرهما، التي تقفز أسعارها بجنون ورغم ذلك يزداد الإقبال على تلك المواد الغذائية، وكأن البصل أفاق مؤخراً وانتفض لكرامته ولسان حاله يقول «ماذا ينقصنا كما الطماطم والخيار» حتى لا يرتفع سعري مثل البقية وأتسلط على جيوب المستهلكين، سياسة الركود في الأسعار قللت قيمته عند المستهلك فأراد أن يسترد كرامته وقد فعل وأوجع للأسف، وأصبح ارتفاع سعره وندرته حديث المجتمعات في العالم، ووصلنا هذا الارتفاع الجنوني للبصل ودخلت النكت الحالة (البصلية) خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي لدينا، فبدل خاتم الزواج الذي يصاحب الكشف عنه عزف الموسيقى والأفراح نجد أن (فص البصل) أصبح في مكان خاتم الخطوبة والزواج في دليل على النُدرة والفرح بإتمام مشروع الزواج أو الحصول على حبات من البصل.
من نكَّد علينا حياتنا وجعلنا نذرف الدموع للحصول على حباتٍ من البصل، هل هي قلة الرقابة من وزارة التجارة والأمانات والبلديات في مدننا وقرانا التي تلزم الصمت في هذه الأزمة البصلية، وكأنَّ حماية المستهلك ليست من مسؤولياتها؟ أم هي من بعض الوسطاء بين المزارعين والأسواق؟ فزراعة البصل فيها تكلفة ومشقة تستمر لعدة شهور واستنزاف ماء، ويحتاج مجهوداً شاقاً لجمعه وجلبه للأسواق، في مقابل انخفاض سعره الدائم لسنوات قد يكون من الأسباب التي دفعت المزارعين في الإعراض عن زراعته مما جعل استيراده حلاً أكثر جدوى من زراعته محلياً، فالاكتفاء الذاتي من هذا المنتوج محلياً يصل إلى نسبة 44% وهي منخفضة نوعاً ما، هناك أسباب عالمية لها علاقة بأزمة البصل التي تجتاح العالم؛ وأهمها قضية الاختلالات البيئية والمناخية التي لها علاقة بالأمطار والفيضانات التي أغرقت محاصيله في بعض دول العالم؛ كما حدث في باكستان، أو منع تصديره كما قررته دول مثل الهند ومصر، وهناك عامل الحروب كما هي الحرب الروسية- الأوكرانية التي تمنع تصديره للعالم كما قضية الحبوب.
قبل أشهر أتذكر قرأت خبراً طريفاً بإحالة عدد من مضيفات خطوط الطيران في الفلبين لجهات التحقيق لتهريبهن كيلوات من البصل في أمتعتهن الشخصية، ولم يصرِّحن عن تلك المادة، وكن قادمات على رحلات الرياض مانيلا ودبي مانيلا، أتخوف أن تنعكس الحالة ونقرأ عن مهربين للبصل في المطارات والمنافذ في ظل عدم الجدية والرقابة من قبل الأجهزة المعنية لدينا، وأختم بما قاله الكاتب أنيس منصور: «إن الحياة مثل البصل قشرة تحت قشرة ولا شيء في النهاية إلا الدموع».
من نكَّد علينا حياتنا وجعلنا نذرف الدموع للحصول على حباتٍ من البصل، هل هي قلة الرقابة من وزارة التجارة والأمانات والبلديات في مدننا وقرانا التي تلزم الصمت في هذه الأزمة البصلية، وكأنَّ حماية المستهلك ليست من مسؤولياتها؟ أم هي من بعض الوسطاء بين المزارعين والأسواق؟ فزراعة البصل فيها تكلفة ومشقة تستمر لعدة شهور واستنزاف ماء، ويحتاج مجهوداً شاقاً لجمعه وجلبه للأسواق، في مقابل انخفاض سعره الدائم لسنوات قد يكون من الأسباب التي دفعت المزارعين في الإعراض عن زراعته مما جعل استيراده حلاً أكثر جدوى من زراعته محلياً، فالاكتفاء الذاتي من هذا المنتوج محلياً يصل إلى نسبة 44% وهي منخفضة نوعاً ما، هناك أسباب عالمية لها علاقة بأزمة البصل التي تجتاح العالم؛ وأهمها قضية الاختلالات البيئية والمناخية التي لها علاقة بالأمطار والفيضانات التي أغرقت محاصيله في بعض دول العالم؛ كما حدث في باكستان، أو منع تصديره كما قررته دول مثل الهند ومصر، وهناك عامل الحروب كما هي الحرب الروسية- الأوكرانية التي تمنع تصديره للعالم كما قضية الحبوب.
قبل أشهر أتذكر قرأت خبراً طريفاً بإحالة عدد من مضيفات خطوط الطيران في الفلبين لجهات التحقيق لتهريبهن كيلوات من البصل في أمتعتهن الشخصية، ولم يصرِّحن عن تلك المادة، وكن قادمات على رحلات الرياض مانيلا ودبي مانيلا، أتخوف أن تنعكس الحالة ونقرأ عن مهربين للبصل في المطارات والمنافذ في ظل عدم الجدية والرقابة من قبل الأجهزة المعنية لدينا، وأختم بما قاله الكاتب أنيس منصور: «إن الحياة مثل البصل قشرة تحت قشرة ولا شيء في النهاية إلا الدموع».