مدننا هي أنفسنا
الاثنين / 03 / شعبان / 1445 هـ الثلاثاء 13 فبراير 2024 00:01
عبده خال
لكل تجمع إنساني خصائصه الذاتية التي تقودك إلى التعرف على أنماط ثقافية سلوكية لهذا المجتمع أو ذاك، ولا يمكن لأي قادم أن يلم بمزاجية مجتمع للوهلة الأولى، إذ يحتاج لسنوات طوال لكي يلم بمكونات شخصية المكان ويستغل تلك الشخصية من أجل بناء قدراته.
هذه المقدمة تنسجم مع ترامي أطراف بلادنا، التي تمثل عمقاً تاريخياً تواصل مكانياً مع حضارات الزمن القديم، وحوى العديد من المواقع الأثرية الدالة على مرور التاريخ من تلك المواقع، وللأسف كثير من المواقع نجهلها ولا نكاد نميز بينها وبين عمقها التاريخي، وإذا كانت السياحة فتحت أبوابها لكي نتعرف على تلك المواقع إلا أن هذا الانفتاح سلك طريقاً واحداً من غير شق طرق معرفية للوقوف على مرور تلك الحضارات، فكثير من مدننا كانت ضمن الإطار الجغرافي لإمبراطوريات، وممالك غارقة في عمق التاريخ.
ولو أراد أي قارئ التأكد من ذلك فليجُل بمخيلته بين مدن الشمال والجنوب والشرق والغرب، ويتذكر تلك الإمبراطوريات والممالك، هذا الاستحضار التاريخي يستوجب إظهارها وتحويل تلك المدن إلى جذب سياحي متعدد الأغراض.
وقبل ذلك، لماذا لا تنشط جهات عدة في التنقيب عن الكنوز الأثرية واكتشافها، وإذا تم التنقيب في جهة بعينها، فلماذا لا تتعدد جهات البحث، ولماذا لا تكشف للناس تلك الكنوز الأثرية، كالثروات الحضارية، ولماذا لا تقدم كل مدينة ما تم اكتشافه من آثارها القديمة، أو إلصاق كل أثر لمدينة بعينها، وإشاعة ذلك الأثر بين أبناء تلك المدينة؟
ولأن السلوك نتاج جينات أو عادة، فلماذا لا تنشط الدراسات الاجتماعية والنفسية لتحليل ودراسة أنماط الحياة في كل مدينة وارتداد الأثر الاجتماعي إلى عمق تراث تلك المدينة، فالأطر الاجتماعية هي نتاج ثقافة ترسخت في المكان، وبالإمكان بقليل من البحوث استنباط الأثر الاجتماعي لذلك الموروث الحضاري للمكان.
كما أن الالتفات لتنوع التضاريس والمناخ لكل مدينة يمنح الباحث رسم خارطة نفسية لأهالي كل مدينة على حدة، وسيؤدي إلى معرفة كيف يتشكل السلوك البشري مع المتغير الحضاري، وهذا يؤكد أن للمكان شخصية مؤثرة على السلوك والفكر لأبناء هذه المدينة وتلك.
نحتاج إلى اكتشاف أنفسنا من خلال مدننا التي كانت حاضرة في عمق التاريخ الإنساني، الذي رفع مجد كل مدينة تعاقباً مع الحضارات المتعاقبة.
هذه المقدمة تنسجم مع ترامي أطراف بلادنا، التي تمثل عمقاً تاريخياً تواصل مكانياً مع حضارات الزمن القديم، وحوى العديد من المواقع الأثرية الدالة على مرور التاريخ من تلك المواقع، وللأسف كثير من المواقع نجهلها ولا نكاد نميز بينها وبين عمقها التاريخي، وإذا كانت السياحة فتحت أبوابها لكي نتعرف على تلك المواقع إلا أن هذا الانفتاح سلك طريقاً واحداً من غير شق طرق معرفية للوقوف على مرور تلك الحضارات، فكثير من مدننا كانت ضمن الإطار الجغرافي لإمبراطوريات، وممالك غارقة في عمق التاريخ.
ولو أراد أي قارئ التأكد من ذلك فليجُل بمخيلته بين مدن الشمال والجنوب والشرق والغرب، ويتذكر تلك الإمبراطوريات والممالك، هذا الاستحضار التاريخي يستوجب إظهارها وتحويل تلك المدن إلى جذب سياحي متعدد الأغراض.
وقبل ذلك، لماذا لا تنشط جهات عدة في التنقيب عن الكنوز الأثرية واكتشافها، وإذا تم التنقيب في جهة بعينها، فلماذا لا تتعدد جهات البحث، ولماذا لا تكشف للناس تلك الكنوز الأثرية، كالثروات الحضارية، ولماذا لا تقدم كل مدينة ما تم اكتشافه من آثارها القديمة، أو إلصاق كل أثر لمدينة بعينها، وإشاعة ذلك الأثر بين أبناء تلك المدينة؟
ولأن السلوك نتاج جينات أو عادة، فلماذا لا تنشط الدراسات الاجتماعية والنفسية لتحليل ودراسة أنماط الحياة في كل مدينة وارتداد الأثر الاجتماعي إلى عمق تراث تلك المدينة، فالأطر الاجتماعية هي نتاج ثقافة ترسخت في المكان، وبالإمكان بقليل من البحوث استنباط الأثر الاجتماعي لذلك الموروث الحضاري للمكان.
كما أن الالتفات لتنوع التضاريس والمناخ لكل مدينة يمنح الباحث رسم خارطة نفسية لأهالي كل مدينة على حدة، وسيؤدي إلى معرفة كيف يتشكل السلوك البشري مع المتغير الحضاري، وهذا يؤكد أن للمكان شخصية مؤثرة على السلوك والفكر لأبناء هذه المدينة وتلك.
نحتاج إلى اكتشاف أنفسنا من خلال مدننا التي كانت حاضرة في عمق التاريخ الإنساني، الذي رفع مجد كل مدينة تعاقباً مع الحضارات المتعاقبة.