أخبار

الدرعية.. من هنا بدأت المسيرة

«عكاظ» (الرياض) okaz_online@

توصف الدرعية كتب التاريخ بنقطة انطلاق الدولة السعودية والعاصمة السياسية والثقافية والاجتماعية، ومهد الحضارة الإنسانية.

ووحَّد الإمام محمد بن سعود كل الجهات في الدرعية، واستطاع نقلها إلى مركز إشعاع قادر على احتواء ما حولها فتحولت إلى مركز حضري متميّز بأحياء جديدة، وسور يحميها من الهجمات، ومركز لتأمين طرق الحج والتجارة،

كما عمل الإمام محمد لأن تكون السياسة المالية والاقتصادية للدولة مبنية على أسس صحيحة، واستطاع في مدة وجيزة أن يجعل الدرعية من أعظم المراكز المالية في وسط الجزيرة العربية.

وفي ذكرى يوم التأسيس يستشعر السعوديون الماضي المشرق والصفحات المضيئة التي خطّ الأجداد سطورها بدمائهم، حتى تحولت الدرعية إلى أيقونة وطنية برمزيتها وتأثيرها في مسار الأحداث التاريخية التي مثلت منعطفات مهمّة وحاسمة في تشكيل الدولة السعودية، وصولاً إلى توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن. ويعود تاريخ تأسيس الدرعية إلى منتصف القرن التاسع الهجري/‏ الخامس عشر الميلادي، حين انتقل مانع المريدي بأسرته من شرقي الجزيرة العربية إلى وادي حنيفة بدعوة من ابن عمه ابن دِرع صاحب حَجْر والجزعة، فمنحهم موضعي (المليبيد) و(غصيبة)، فاستقرّ فيهما مانع بأسرته، وأصبحا مأهولين بالسكان، لا سيما أن أرضهما خصبة للزراعة، وأنشأ فيهما الدرعية، فأصبحت إمارة قوية بقيادة أئمة الدولة السعودية. وتتبع الدرعية إداريّاً منطقة الرياض، وتبعد عن العاصمة الرياض 20 كليومتراً، وتبلغ مساحتها نحو 2020 كيلومتراً مربعاً، ويبلغ عدد سكانها نحو 74 ألف نسمة.

وأعلنت منظمة (اليونسكو) في عام 2010م حي الطريف التاريخي في الدرعية موقعاً تراثيّاً عالميّاً، كما اختارت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألسكو) أواخر العام الماضي 2021م الدرعية عاصمة للثقافة العربية للعام 2030، لتصبح ثاني مدينة سعودية يقع عليها الاختيار بعد الرياض. وتتولى هيئة تطوير بوابة الدرعية اليوم مسؤوليات عدّة ضمن نطاق عملها الذي يمتدّ مشروعه التطويري على أكثر من سبعة كيلومترات مربعة، ويشمل حيَّ الطريف التاريخي الذي يعدّ مقرَّ الحكم لأئمة الدولة السعودية الأولى والثانية، ويحوي القصور والمساجد والنطاق السكاني لأهالي الدرعية في ذلك الوقت، إضافة إلى مطل البجيري وغيرهما من المواقع، وبدعم غير محدود واهتمام ورعاية من القيادة تعمل الهيئة لحفظ هذا الإرث التاريخي العظيم لأرض الملوك والأبطال، ولإبرازه على النحو الذي يسهم في تحويل الدرعية إلى وجهة أولى عالمية بالتوازي مع المشروعات التطويرية الأخرى التي توائم بين القيمة التاريخية للمكان ومتطلبات الحياة العصرية، بما يسهم في الارتقاء بجودة الحياة ويواكب أهداف رؤية المملكة 2030.