كتاب ومقالات

طعم العسل

خالد بن هزاع الشريف khalid98alshrif@

•• قبل جمعة من احتفاليتنا نحن السعوديين بيوم التأسيس؛ كنت جالساً مع من يمنحني صفحات بيضاء من الحب والابتسامة (أسرتي الصغيرة).. سألني أحدهم سؤالاً انتابني بالفرحة وجعلني على نافذة البهجة مغرداً.. غمرني ذلك السؤال بالتفاؤل بأسرة تعيش وتنمو في قلبي.. هذا السؤال من روعته صاغ في داخلي أشكالاً ترمز إلى جماليات وطن أحببناه.. السؤال: ما الفرق بين يوم التوحيد ويوم التأسيس؟

•• أكتب اليوم إجابة عن سؤال بارع اختار عنوانه بنفسه.. عن وطن طعمه كعسل يمخر عباب أبداننا وأرواحنا يخرج من رحيق على لسان نحلٍ فيحرِّك دواخلنا بأمواج شفاء.. نطرب لنشيده فننتصب في وهاده لنقتلع الشوك من طريقه.. وطنٌ وجب علينا أن نعرف كيف نغرف من كنوزه.. إنه الوطن الذي لا يشبهه وطن، أنجب أبطالاً فتحوَّل مع الزمان لبركان من التقدم والحضارة.

•• إنه الوطن الذي يتوسد فضاء العالم ويتوسطه، فنمتطي نحن أبناؤه الفخر فوق أرضه بفرشاة من نور.. حياته ثرية غنية بنفائسه وفكر أبنائه ولن يستطيع أحد أن يقتلع الأرض من تحته.. حين تنطق أنواره فتنطق بخلاصة تجربة إبداعية حياتية أكثر هدوءاً وإنتاجاً.. وعندما يتحدث شعوب العالم عنه يتحدثون برشاقة وسخاء.. وطن أوجد في دواخلنا حالات وجدانية عطرها صُنع من أجمل الزهور.

•• الأرضية التاريخية المشتركة ليومي «التأسيس» و«التوحيد» ارتباطهما بشخصيتين تاريخيتين؛ الإمام محمد بن سعود والملك عبدالعزيز.. شخصيتان جاءتا في وقت كانت شبه الجزيرة العربية فوضى سياسية وفرقة وتشتتاً، فقادا المنطقة من الفوضى للاستقرار ومن التشتت للوحدة.. «يوم التأسيس»؛ يوم الشرارة الأولى لتأسيس البلاد وظهورها.. و«يوم التوحيد»؛ يوم توحدت فيه بكيانها الكبير «المملكة العربية السعودية».. ومنذ تلك الفترتين بدأت قاطرة التنمية السعودية.