أخبار

50 ألفاً غرامة لمخالفي تعليمات «شبة النار»

اعتدال الأجواء يجذب أهالي وزوار محافظة العلا للاستمتاع بالمواقع الطبيعية. (1)

إبراهيم العلوي (جدة) i_waleeed22@

«فاكهة الشتاء» أو شبة النار عرفت منذ القدم بكونها رمزاً للكرم والجود عند العرب يستدل بنيرانها الركبان، فهي إشارة الترحيب بالضيوف، والإعلان عن الأبواب المشرعة أمام الضيوف. شبة النار يقول أحدهم عنها: «جو الشتاء ماله سوا شبة النار، وان زاد جور البرد زود حطبها».

شكلت شبّة النّار لدى العرب معاني عظيمة وأهدافاً نبيلة، فهي تجسد رمزاً للكرم وبواسطتها يستدل المسافرون ليلاً فيتجهون نحوها للحصول على الأمان والراحة والزاد.

غير أن شبّة النار قد تكون مكلفة إذا لم يتم مراعاة اللوائح والأنظمة التي تستهدف المحافظة على الغطاء النباتي وتنميته، عبر إشعال النار في غير الأماكن المخصصة لها، ودون اتخاذ الاحتياطات اللازمة، حيث تعد مخالفة لنظام البيئة، وعقوبتها غرامة تصل إلى 3000 ريال، وفق ما نصت عليه اللائحة التنفيذية لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر.

كما شدد النظام على حظر استخدام الحطب والفحم المحليين في النشاط التجاري كالمطاعم والمطابخ والمخابز وما في حكمها، وحظر إنتاج الفحم المحلي (التفحيم).

كما يجب أن لا يكون في إشعالها ضرر على البيئة، خصوصاً ممن لا يتقيد بالإجراءات والتعليمات التي أصدرتها القوات الخاصة للأمن البيئي، والتي تنص على أهمية أخذ الاحتياطات اللازمة أثناء إشعال النار - أو ما يعرف بشبة الضو - خلال الرحلات البرية، وإلا عرضوا أنفسهم لغرامة تراوح بين 500 ريال و50 ألف ريال، وإلزامهم بإصلاح الأضرار الناتجة عن ذلك.

يذكر أن العرب استخدمها قديماً لإعداد القهوة والتدفئة والترحيب بالضيوف والجيران، الذين يستدلون من خلالها على وجود الطعام وقدوم الضيوف فيحضرون فور رؤيتها، كما يحجمون عند إطفائها فيقولون «فلان ناره رماد»، وهي تعني نوم أهل المنزل أو عدم رغبتهم في استقبال الضيوف لعذر ألم بهم.


تشكل شبة النار حديثاً معنى للجمال وتزدان ليالي الشتاء بها عند اجتماع الأحبة والخلان، حيث يجتمعون حولها بحثاً عن الدفء، فعشاقها يعبرون عن عشقهم لها عبر إشعالها، فهي فاكهة الشتاء وزينة الجلسات فتدور حوارات العشاق وقصص الأصدقاء.