أشباه الموصلات والحضارة الإنسانية في القرن 21
الخميس / 13 / شعبان / 1445 هـ الجمعة 23 فبراير 2024 00:05
مصلح الحارثي
في زمنٍ مليء بالتحديثات والابتكارات والتحولات، يشهد عصرنا الحديث سباقاً حماسياً لاستكشاف أفق التقنية المستدامة والمتقدمة. تتسارع التحولات الضخمة في عالم الإلكترونيات والحوسبة، وفي قلب هذا التحول الضخم، تبرز (أشباه الموصلات) كركيزة أساسية في صناعة الدوائر المتكاملة. تُشكل هذه العناصر الصغيرة لبنة أساسية في تكوين الأجهزة الذكية والتقنيات المتقدمة، حيث ترتقي بالتقنية إلى آفاق جديدة وتفتح أبواب الابتكار بطرق لم نشهدها من قبل.
أشباه الموصلات تحمل في طياتها جوهر التحول الرقمي الذي يشهده عصرنا الحالي. تُعَدُّ هذه المواد الرائعة العمود الفقري للتقنية المستقبلية، تم اكتشافها في أواخر القرن التاسع عشر، وتتميز هذه المواد بقدرتها على توصيل التيار الكهربائي بمقدار أقل من الموصلات الصلبة وأكثر من العوازل. يتم تصنيع تلك المواد أساساً من السيليكون والجرمانيوم بشكل أوسع، وتشكل جزءاً لا يتجزأ من صناعة الأجهزة الإلكترونية؛ مثل الحواسيب والهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية الأخرى.
تلعب أشباه الموصلات دوراً حيوياً في الابتكار التقني حيث تسهم في تحقيق تطورات هائلة في مجال الحوسبة والاتصالات، ولم تقتصر مساهمتها على ذلك، بل لعبت دوراً حاسماً في صناعة تقنيات الطاقة الشمسية وتخزين الطاقة، وأسهمت في بناء مستقبل أكثر نظافة واستدامة. وعلى الرغم من مساهمتها الكبيرة في التقدم التقني، تواجه صناعة أشباه الموصلات تحديات تقنية مستمرة تكمن من الحفاظ على كفاءة التصنيع وتحسين الأداء، والاستثمارات الضخمة في هذا القطاع الواعد.
لقد أولت المملكة العربية السعودية أهمية كبيرة للتنمية الصناعية والمحتوى المحلي منذ انطلاق رؤية السعودية 2030، وقامت بالعديد من المبادرات والجهود؛ التي كان هدفها الأوّل تعزيز تنمية المحتوى المحلي؛ وكان من أبرز هذه الجهود مؤخراً، إعلان سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة (حفظه الله)، في 20 رجب 1445هـ، تأسيس (شركة آلات) في مدينة الرياض؛ التي تهدف إلى جعل المملكة مركزاً عالمياً للصناعات المستدامة والتقنية المتقدمة. ليشمل نطاق إنتاجها الصناعات المتقدمة، أشباه الموصلات، الأجهزة المنزلية الذكية، الصحة الذكية، الأجهزة الإلكترونية الذكية، المباني الذكية، والبنية التحتية الإلكترونية الحديثة؛ مما يعزز التقنية والابتكار والقدرات التقنية، لتحقيق التنويع الاقتصادي وزيادة المحتوى المحلي في وطننا الغالي. لقد أوضحت وكالة الأنباء السعودية (واس)؛ أنه من المتوقع أن تسهم (شركة آلات) في توفير فرص عمل مباشرة تزيد على 39 ألف وظيفة بحلول عام 2030، مع مساهمة مباشرة تصل إلى 35 مليار ريال في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي. وتتمحور رؤية (شركة آلات) حول توفير حلول تصنيع مستدامة تعتمد على مصادر الطاقة النظيفة في المملكة، وتسهم في تحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2060. إلى جانب جذب الاستثمارات الأجنبية الصناعية التقنية للاستفادة من المزايا التنافسية والموقع الجغرافي للمملكة. كما يواكب تأسيس (شركة آلات) استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة المتضمنة التوسع في المجالات المرتبطة بالصناعات وسائر قطاعاته ذات الأولوية محلياً، مع تعزيز سلاسل الإمداد المحلية بما يتماشى مع استراتيجيته التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتحقيق النمو المستدام؛ وفق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
شهد مجال أشباه الموصلات تطوراً مذهلاً في سياق التقدم العلمي والابتكار العالمي، حيث خضع لتجارب علمية ملهمة في مختلف المجتمعات العلمية. يُعد تأسيس شركة (إنتل) في عام 1968 في الولايات المتحدة، تجربة ملهمة وتحدياً مهماً، حيث ساهمت بشكل كبير في تعزيز صناعة أشباه الموصلات وتقديم معالجات مبتكرة، مما جعلها لاحقاً منارة بارزة في هذا الميدان. كما شهدت اليابان تجربة نجاح متميزة مع شركة Sony، حيث قادت جهودها في تطوير تقنيات أشباه الموصلات إلى إطلاق منتجات مبتكرة على سبيل المثال؛ المتحكمات الصوتية وأجهزة التلفاز عالية الجودة، الأمر الذي جعل اليابان لاعباً رئيسياً في عالم الإلكترونيات.
وفي ألمانيا، تألقت شركة Infineon Technologies في تحقيق تقدم هائل في مجال أشباه الموصلات، حيث قامت بتطوير تقنيات متقدمة لتصنيع شرائح الذاكرة والمعالجات، مما ساهم في ترسيخ مكانتها كشركة رائدة على المستوى العالمي.
تلك التجارب العالمية السابقة تعكس أهمية دور أشباه الموصلات كمحرك رئيسي للتطور التقني، وخارطة طريق ملهمة لمجتمع الباحثين والمهندسين ورواد التقنية حول العالم للاستمرار في رحلة الابتكار والتفوق في هذا الميدان الحيوي؛ فعالمنا اليوم مليء بالتحديات والتحديثات والابتكارات والتحولات الرقمية، في ظل الإمكانيات اللامتناهية لأشباه الموصلات وتعقيداتها، حيث تتطلع الحضارة الإنسانية في مستهل تقنيات الثورة الصناعية الخامسة بتفاؤل وثقة للمساهمة في خدمة المجتمعات في شتى المجالات. مؤكدين بأن أشباه الموصلات لن تكون فقط مجرد مكوّن في الدوائر الإلكترونية فحسب، بل ستكون العمود الفقري الذي يحمل راية الإبداع والابتكار المستدام لخدمة الحضارة الإنسانية في القرن الواحد والعشرين.
أشباه الموصلات تحمل في طياتها جوهر التحول الرقمي الذي يشهده عصرنا الحالي. تُعَدُّ هذه المواد الرائعة العمود الفقري للتقنية المستقبلية، تم اكتشافها في أواخر القرن التاسع عشر، وتتميز هذه المواد بقدرتها على توصيل التيار الكهربائي بمقدار أقل من الموصلات الصلبة وأكثر من العوازل. يتم تصنيع تلك المواد أساساً من السيليكون والجرمانيوم بشكل أوسع، وتشكل جزءاً لا يتجزأ من صناعة الأجهزة الإلكترونية؛ مثل الحواسيب والهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية الأخرى.
تلعب أشباه الموصلات دوراً حيوياً في الابتكار التقني حيث تسهم في تحقيق تطورات هائلة في مجال الحوسبة والاتصالات، ولم تقتصر مساهمتها على ذلك، بل لعبت دوراً حاسماً في صناعة تقنيات الطاقة الشمسية وتخزين الطاقة، وأسهمت في بناء مستقبل أكثر نظافة واستدامة. وعلى الرغم من مساهمتها الكبيرة في التقدم التقني، تواجه صناعة أشباه الموصلات تحديات تقنية مستمرة تكمن من الحفاظ على كفاءة التصنيع وتحسين الأداء، والاستثمارات الضخمة في هذا القطاع الواعد.
لقد أولت المملكة العربية السعودية أهمية كبيرة للتنمية الصناعية والمحتوى المحلي منذ انطلاق رؤية السعودية 2030، وقامت بالعديد من المبادرات والجهود؛ التي كان هدفها الأوّل تعزيز تنمية المحتوى المحلي؛ وكان من أبرز هذه الجهود مؤخراً، إعلان سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة (حفظه الله)، في 20 رجب 1445هـ، تأسيس (شركة آلات) في مدينة الرياض؛ التي تهدف إلى جعل المملكة مركزاً عالمياً للصناعات المستدامة والتقنية المتقدمة. ليشمل نطاق إنتاجها الصناعات المتقدمة، أشباه الموصلات، الأجهزة المنزلية الذكية، الصحة الذكية، الأجهزة الإلكترونية الذكية، المباني الذكية، والبنية التحتية الإلكترونية الحديثة؛ مما يعزز التقنية والابتكار والقدرات التقنية، لتحقيق التنويع الاقتصادي وزيادة المحتوى المحلي في وطننا الغالي. لقد أوضحت وكالة الأنباء السعودية (واس)؛ أنه من المتوقع أن تسهم (شركة آلات) في توفير فرص عمل مباشرة تزيد على 39 ألف وظيفة بحلول عام 2030، مع مساهمة مباشرة تصل إلى 35 مليار ريال في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي. وتتمحور رؤية (شركة آلات) حول توفير حلول تصنيع مستدامة تعتمد على مصادر الطاقة النظيفة في المملكة، وتسهم في تحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2060. إلى جانب جذب الاستثمارات الأجنبية الصناعية التقنية للاستفادة من المزايا التنافسية والموقع الجغرافي للمملكة. كما يواكب تأسيس (شركة آلات) استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة المتضمنة التوسع في المجالات المرتبطة بالصناعات وسائر قطاعاته ذات الأولوية محلياً، مع تعزيز سلاسل الإمداد المحلية بما يتماشى مع استراتيجيته التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتحقيق النمو المستدام؛ وفق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
شهد مجال أشباه الموصلات تطوراً مذهلاً في سياق التقدم العلمي والابتكار العالمي، حيث خضع لتجارب علمية ملهمة في مختلف المجتمعات العلمية. يُعد تأسيس شركة (إنتل) في عام 1968 في الولايات المتحدة، تجربة ملهمة وتحدياً مهماً، حيث ساهمت بشكل كبير في تعزيز صناعة أشباه الموصلات وتقديم معالجات مبتكرة، مما جعلها لاحقاً منارة بارزة في هذا الميدان. كما شهدت اليابان تجربة نجاح متميزة مع شركة Sony، حيث قادت جهودها في تطوير تقنيات أشباه الموصلات إلى إطلاق منتجات مبتكرة على سبيل المثال؛ المتحكمات الصوتية وأجهزة التلفاز عالية الجودة، الأمر الذي جعل اليابان لاعباً رئيسياً في عالم الإلكترونيات.
وفي ألمانيا، تألقت شركة Infineon Technologies في تحقيق تقدم هائل في مجال أشباه الموصلات، حيث قامت بتطوير تقنيات متقدمة لتصنيع شرائح الذاكرة والمعالجات، مما ساهم في ترسيخ مكانتها كشركة رائدة على المستوى العالمي.
تلك التجارب العالمية السابقة تعكس أهمية دور أشباه الموصلات كمحرك رئيسي للتطور التقني، وخارطة طريق ملهمة لمجتمع الباحثين والمهندسين ورواد التقنية حول العالم للاستمرار في رحلة الابتكار والتفوق في هذا الميدان الحيوي؛ فعالمنا اليوم مليء بالتحديات والتحديثات والابتكارات والتحولات الرقمية، في ظل الإمكانيات اللامتناهية لأشباه الموصلات وتعقيداتها، حيث تتطلع الحضارة الإنسانية في مستهل تقنيات الثورة الصناعية الخامسة بتفاؤل وثقة للمساهمة في خدمة المجتمعات في شتى المجالات. مؤكدين بأن أشباه الموصلات لن تكون فقط مجرد مكوّن في الدوائر الإلكترونية فحسب، بل ستكون العمود الفقري الذي يحمل راية الإبداع والابتكار المستدام لخدمة الحضارة الإنسانية في القرن الواحد والعشرين.