كتاب ومقالات

حوار المسؤولية

حمود أبو طالب

مهم جداً ومطلوب بالضرورة ظهور المسؤولين الكبار؛ كالوزراء ومن في مستوى مسؤوليتهم، للحديث بالتفصيل إلى الجمهور عن السياسات والتوجهات والقرارات التي اتخذتها وسوف تتخذها الدولة في مختلف أجهزتها، وتقييم الأوضاع الراهنة والتوقعات المستقبلية، كي يكون المواطن على بينة من حقيقة الأمور من مصادرها الموثوقة، وليس بناءً على التخمينات والافتراضات والاستنتاجات غير الدقيقة، وأيضاً للإجابة عن التساؤلات والاستفسارات التي يتداولها المجتمع بشأن بعض الأمور المهمة، مثلما تحدَّث وزير المالية الأستاذ محمد الجدعان، يوم الثلاثاء، لإحدى المنصات الإعلامية حديثاً مستفيضاً شاملاً عن أهم الجوانب المتعلقة بعمل الوزارة، شرح خلاله كثيراً من المفاهيم والمصطلحات والإجراءات وحيثيات بعض القرارات البارزة المتعلقة باقتصاد الوطن ومعاش المواطن، فيما يمكن اعتباره تقييماً للمرحلة منذ بدايتها إلى الآن.

منذ بداية مرحلة الرؤية الوطنية 2030، حدثت تغيرات جوهرية وتحولات كبرى في كل ما يتعلق بشؤون إدارة الوطن، واستُحدثت توجهات ومفاهيم لم يألفها المواطنون من قبل، واتخذت قرارات طالت كل المجالات تقريباً، ولكي يكون المواطن مستوعباً لما يحدث ومتناغماً معه، ومسانداً بوعي لدولته في توجهاتها وقراراتها، فإنه بحاجة إلى معرفة كثيرٍ من المعلومات، وبشفافية كبيرة من المشاركين في اتخاذ القرارات الاستراتيجية، ليس عبر التصريحات المناسباتية المقتضبة وإنما بشكل شامل وتفصيلي، كما فعل وزير المالية في حواره الأخير.

لقد ظهر كثير من المسؤولين في حوارات إعلامية بحسب ما يستجد من مواضيع، ولكن ليس بالشكل الموسع الذي يمثل تقييماً شاملاً للأوضاع منذ بداية رؤية 2030، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن هذا النهج بدأه وكرسه سمو ولي العهد في كل حواراته الإعلامية، عندما تحدث فيها بمنتهى الشفافية، مجيباً عن أي سؤال أو استفسار مهما كان، كي يكون المواطنون السعوديون ومعهم بقية العالم في الصورة الحقيقية لما يحدث لدينا.

إن التواصل بين المسؤول والمواطن، والحوار والنقاش، مطلب ضروري في كل الأوقات، لكن أهميته تزداد خلال مراحل التحولات الكبرى. ولكي نمضي في الطريق الصحيح فإننا بحاجة مستمرة إلى تقييم ما نفعل، بشجاعة وأمانة وموضوعية، وهي مسؤولية مناطة بالجميع.