عبدالرزاق بلعقروز: النزوع للتدين دافع فطري في الإنسان
حصاد أفكار
الأربعاء / 03 / رمضان / 1445 هـ الأربعاء 13 مارس 2024 23:45
عرض: علي الرباعي Al_ARobai@
يذهب المفكر الجزائري عبدالرزاق بلعقروز، إلى أن النزوع الإنساني نحو الشوق إلى الروحاني والحنين إلى الخلود، وعبادة ذات إلهية جديرة بالطّاعة، تعد علامات على فطرية الدافع الديني في الإنسان، وتجذُّره في الجهاز النَّفسي والمعرفي للإنسان. وعدّ الوجود الإلهي وتهذيب النوازع الطبيعية والتَّأمُّل في ملكوت السّماوات والأرض، والرَّغبة في إقرار العدل والتخلّص من العبودية وإقرار التشريعات الأخلاقية، علامات على استغراز قوة التَّديُّن في الإنسان هذه، وأنه بخلاف الحيوان يبحث عن أساس آخر لمعنى حياته يطمئن إليه، ويرتكز عليه في فهم العالم، وتقعيد السلوك؛ ولا يرتكز على الغريزة الواثقة من نفسها السارية في النوع الإنساني.
وأوضح بلعقروز أن العلاقة الوثيقة بين المعالم الإلهية، والأفكار الفلسفية، تلتقي في مُركَّب الحكمة؛ مستعيداً شواهد فلسفية تنتمي إلى التَّفكير الفلسفي الحديث، وأورد فقرات من نصوص (فريدريش هيجل)، الذي خصَّص دروساً عدة عن الدِّين، قدَّم بعضها سنة 1821 وأخرى سنة 1827، وآخرها سنة وفاته 1831. ومما قال «إن مطلوبنا من الفلسفة ليس أن تجعل الدين موضوع بحث لها؛ بل المطلوب منها هو بالأحرى أن تجعله أساساً مفروضاً في كل شيء؛ فالدّين ينبغي أن يكون، بمقتضى جوهره، ما لا يمكن لأيّ أمر جديد في حياة الإنسان أن يحصل من دونه».
وعليه، فالفلسفة باتت في اتجاه تحليلي وإلباسي، أي تُلْبِسْ العالم كله وظواهره اللّباس الدّيني؛ إلا أنه ليس أيّ لباس ديني، وإنّما الدّيني المسيحي بشكل خاص؛ لأنها الدّيانة التي نشأ عليها هيجل واعتنق مبادئها وحوَّلها إلى حركة فكرية وأداة منهجية عمادها الجدل.
وقال: «بسبب الأثر الكبير للدّين المسيحي في عقول الفلاسفة والفلسفة الحديثة، أضحى من الصعب ممارسة فلسفة الدين دون افتراض أن الأمر يتعلق بفلسفة معينة في الدين، التي لن تتلاءم إلا مع شكل من أشكال الديني الكثيرة؛ أي أن المسيحية طبعت بميسمها، بدرجة كبيرة، الفلسفة والتفكير في الدين، وما زالت تؤثر في أنماط التفكير في الدين، سواء تم الاعتراف بذلك أم لم يتم».
وأضاف، أن الفلسفة ليست تفكيراً على طريقة تفكير العلماء الطبيعيين في موضوعاتهم، إنما هي تفكير انطلاقاً من أسس دينية مخصوصة، على الأقل كما رأينا في السياق الفلسفي الإسلامي والسياق الفلسفي الحديث، ومقتضى هذا الإقرار أن فلسفة الدين تبقى ذاتية ومنسوبة إلى الأنساق الفلسفية الموضوعة، وتبتعد كثيراً عن الحيادية والانفصال الكلي عن التعاليم الدينية. وأما آلية الفيلسوف التي يستعملها، فهي صرف المعاني الدينية المباشرة واستبقاؤها في شكل مفاهيم عقلية، بمنهجية التحليل والتركيب والجدل مع حركة الواقع والتَّاريخ.
ويرى أن أثر الفيلسوف في العالم يكون من حالة العلاقة بالدين، فبقدر ما تقوى علاقته بالدين فلسفياً، بقدر ما يكتسب وجوداً في الفكر؛ وبقدر ما تكون صلته بالدين انقطاعية بقدر ما يكون أقل حضوراً وتأثيراً في الفكر الفلسفي، بما فيهم من اكتسب القيمة الكبرى وكان معانداً للدين؛ كونه اكتسبها من نقده للدين نفسه وبناء فلسفته انطلاقاً من التفكير بالمقابل في الدين، ومثال ذلك فريدريك نيتشه، الذي هاجم الديانات بخاصة تلك التي كانت دوافع نشأتها الخوف والحاجة، وبَسَط في المقابل رؤيته التي تستعيد قيمة الأشياء التي حطّت من قيمتها الديانات، مثل قيمة الحياة والأرض والجسد والغرائز والفن والقوة. وكأن قدر التفلسف هو هذه العلاقة المتوترة مع الدين؛ انغراساً أو نقداً أو تأويلاً.
ويؤكد بلعقروز أن قيمة الدين من الناحية الفلسفية ليست آتية فقط، من مواقف خاصة تجاه الدين، وإنما تتجاوز هذا المستوى إلى مستوى التحام المقدس بالحياة الشخصية للفيلسوف أيضاً؛ لذلك فإن أحد الفروق بين فلسفة الدين والأقسام الأخرى من الفلسفة، هو أن الأولى ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمواقف الشخصية للفلاسفة أنفسهم.. ومع ذلك فإن أحد أهم الدوافع التي تقود الفلاسفة في الفلسفة الأخلاقية هي في الأغلب الأعم الرغبة في وضع الأسس المنطقية لمعتقداتهم الأخلاقية الشخصية.
وأوضح بلعقروز أن العلاقة الوثيقة بين المعالم الإلهية، والأفكار الفلسفية، تلتقي في مُركَّب الحكمة؛ مستعيداً شواهد فلسفية تنتمي إلى التَّفكير الفلسفي الحديث، وأورد فقرات من نصوص (فريدريش هيجل)، الذي خصَّص دروساً عدة عن الدِّين، قدَّم بعضها سنة 1821 وأخرى سنة 1827، وآخرها سنة وفاته 1831. ومما قال «إن مطلوبنا من الفلسفة ليس أن تجعل الدين موضوع بحث لها؛ بل المطلوب منها هو بالأحرى أن تجعله أساساً مفروضاً في كل شيء؛ فالدّين ينبغي أن يكون، بمقتضى جوهره، ما لا يمكن لأيّ أمر جديد في حياة الإنسان أن يحصل من دونه».
وعليه، فالفلسفة باتت في اتجاه تحليلي وإلباسي، أي تُلْبِسْ العالم كله وظواهره اللّباس الدّيني؛ إلا أنه ليس أيّ لباس ديني، وإنّما الدّيني المسيحي بشكل خاص؛ لأنها الدّيانة التي نشأ عليها هيجل واعتنق مبادئها وحوَّلها إلى حركة فكرية وأداة منهجية عمادها الجدل.
وقال: «بسبب الأثر الكبير للدّين المسيحي في عقول الفلاسفة والفلسفة الحديثة، أضحى من الصعب ممارسة فلسفة الدين دون افتراض أن الأمر يتعلق بفلسفة معينة في الدين، التي لن تتلاءم إلا مع شكل من أشكال الديني الكثيرة؛ أي أن المسيحية طبعت بميسمها، بدرجة كبيرة، الفلسفة والتفكير في الدين، وما زالت تؤثر في أنماط التفكير في الدين، سواء تم الاعتراف بذلك أم لم يتم».
وأضاف، أن الفلسفة ليست تفكيراً على طريقة تفكير العلماء الطبيعيين في موضوعاتهم، إنما هي تفكير انطلاقاً من أسس دينية مخصوصة، على الأقل كما رأينا في السياق الفلسفي الإسلامي والسياق الفلسفي الحديث، ومقتضى هذا الإقرار أن فلسفة الدين تبقى ذاتية ومنسوبة إلى الأنساق الفلسفية الموضوعة، وتبتعد كثيراً عن الحيادية والانفصال الكلي عن التعاليم الدينية. وأما آلية الفيلسوف التي يستعملها، فهي صرف المعاني الدينية المباشرة واستبقاؤها في شكل مفاهيم عقلية، بمنهجية التحليل والتركيب والجدل مع حركة الواقع والتَّاريخ.
ويرى أن أثر الفيلسوف في العالم يكون من حالة العلاقة بالدين، فبقدر ما تقوى علاقته بالدين فلسفياً، بقدر ما يكتسب وجوداً في الفكر؛ وبقدر ما تكون صلته بالدين انقطاعية بقدر ما يكون أقل حضوراً وتأثيراً في الفكر الفلسفي، بما فيهم من اكتسب القيمة الكبرى وكان معانداً للدين؛ كونه اكتسبها من نقده للدين نفسه وبناء فلسفته انطلاقاً من التفكير بالمقابل في الدين، ومثال ذلك فريدريك نيتشه، الذي هاجم الديانات بخاصة تلك التي كانت دوافع نشأتها الخوف والحاجة، وبَسَط في المقابل رؤيته التي تستعيد قيمة الأشياء التي حطّت من قيمتها الديانات، مثل قيمة الحياة والأرض والجسد والغرائز والفن والقوة. وكأن قدر التفلسف هو هذه العلاقة المتوترة مع الدين؛ انغراساً أو نقداً أو تأويلاً.
ويؤكد بلعقروز أن قيمة الدين من الناحية الفلسفية ليست آتية فقط، من مواقف خاصة تجاه الدين، وإنما تتجاوز هذا المستوى إلى مستوى التحام المقدس بالحياة الشخصية للفيلسوف أيضاً؛ لذلك فإن أحد الفروق بين فلسفة الدين والأقسام الأخرى من الفلسفة، هو أن الأولى ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمواقف الشخصية للفلاسفة أنفسهم.. ومع ذلك فإن أحد أهم الدوافع التي تقود الفلاسفة في الفلسفة الأخلاقية هي في الأغلب الأعم الرغبة في وضع الأسس المنطقية لمعتقداتهم الأخلاقية الشخصية.