الفروسية السعودية: مِكرّ مِفرّ مُقبِل مُدبِر معاً
الخميس / 05 / رمضان / 1445 هـ الجمعة 15 مارس 2024 00:38
عبدالرحمن الجديع
ارتبطت الفروسية في التاريخ العربي، منذ القِدم، بالقوة والاعتزاز، واحتلت مكانة رفيعة في التراث الإنساني، عموماً، والتراث السعودي على وجه الخصوص. وقد عُني سادة العرب بالفروسية وما تمثله الخيل في الحياة الاجتماعية وفي السياسة والحروب، وقيل إنّ الفروسية رياضة الملوك..
كانت العرب تباهي الأمم بأصالة خيلها، وقوة بأسها، وجمال شكلها، وسرعة عدْوها؛ حيث ظل العرب مفتونين بالفروسية؛ لأنها تشكل أهم الصفات والقيم الحميدة عبر مراحل التاريخ.
العرب لم يكونوا يهنئون أنفسهم إلا في ثلاث: قدوم الولد لكي يصبح فارساً يشدّ من أزر القبيلة، ويبرع في الدفاع عن حياضها، وبروز شاعر ليكون متحدثاً يرفع من شأن القبيلة ويعمل على إذكاء الشعور الوطني، كما له أنه ناطق إعلامي بلسانها، والخيل لما لها من مكانة لدى القبيلة في أوقات الحروب والمناسبات الثقافية والاجتماعية الأخرى. قد عكس الشعراء هذا الشغف في الكثير في معلقاتهم وأشعارهم، مثلما فعل امرؤ القيس، وعنترة بن شداد، وأبو فراس الحمداني، وأبو الطيب المتنبي، وسواهم ممن أشادوا بالخيل فخراً وأصالة ومكانة.
وما انفكّت الفروسية تحتل مكانها الرفيع في زماننا، وتحظى بالاهتمام من لدن الأمم في الفعاليات المتعددة، حيث تقام المهرجانات الدولية والمحلية للاحتفاء بها على مدار العام في دول كثيرة.
وتشكّل الفروسية في المملكة مكوناً ثقافياً في حياة المجتمع السعودي الذي يعتز بها، وتحظى برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله.
وقد عُنيت المملكة بالفروسية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، واستمر هذا الاهتمام بهذه الثقافة الرفيعة من قبل المسؤولين بهذه الرياضة الأصيلة؛ إذ أُنشئ لها ميدان تجرى فيها السباقات وتقام المهرجانات، مثل ميدان الملك عبدالعزيز في الجنادرية، الذي احتضن السباقات على كأس الملك عبدالعزيز، رحمه الله، للخيل العربية الأصيلة والخيل المهجّنة، ما يُعدّ مثالاً حياً لمواصلة الريادة العالمية في هذا المضمار. لقد أصبح ميدان الملك عبدالعزيز معلماً فاخراً وبارزاً من معالم هذه الرياضة.
وللفروسية تاريخ غني واهتمام واضح في المملكة، وللخيل مكانة خاصة في الثقافة العربية والسعودية، وتدخل في إطار إبراز القيم الثقافية، وتعزيز الفنون التي لها أثرها في جودة الحياة، والتي تعدّ أحد مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وتهتم مؤسسات واتحادات نشطة بالفروسية. بيْد أنّ اهتمام القيادة السعودية بهذه الرياضة الأصيلة يتجلى واضحاً من خلال تواجد المسؤولين، وعلى رأسهم ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حيث رعى نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، كأس السعودية 2024 لبطولة سباقات الخيل. وقد توّج سموه مالكَ الجواد السيد شرف الحريري، ومدرب الجواد السيد حمد آل رشيد بالكأس عن المركز الأول، ما يشكّل إنجازاً سعودياً يستحق الثناء.
وما يلفت النظر هو مدى بهجة وسعادة مدرب الخيل العظيمة بلقاء ولي العهد، وشعوره العارم، وحميمية المشاعر تجاه هذا الأمير الشهم الذي يجسّد ما يكنّه المواطن السعودي من مشاعر فياضة وعشق وتقدير للأمير الذي فتح النوافذ، ونفض غبار الماضي؛ مؤسساً لبناء مرحلة جديدة تضيء قناديلها مناحي الحياة في المملكة، وقد تناقلت هذه الأريحية وسائل الإعلام، وتفاعل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مع صورة المدرب وفرحته الشديدة باستلام كأس السعودية من يدي ولي العهد الكريمتين. هذا الشعور الوطني يعكس عمق التلاحم والترابط والثقة المتبادلة بين القيادة والمواطنين.
وفي هذا السياق لا بد من القول إنّ السعودية الجديدة أخذت بيد الفتاة السعودية، ونشرت ثقافة الفروسية العربية بين السيدات من مختلف الأعمار، وزرعت حب الفروسية في نفوسهن. كما قامت بتوجيههن ومنحهن الثقة في تحقيق طموحهن وممارسة المهارات بقدر عالٍ من الشغف الذي يقود نحو التألق للوصول إلى القمة.
هذا الفضاء المتاح مكّن الفارسات السعوديات من المشاركة في المنافسات الأولمبية، وحصد الميداليات في الفعاليات والمهرجانات الدولية والإقليمية، ورفع راية المملكة عالياً.
مسيرة الفروسية مستمرة ومتألقة على الصعيد الدولي، وقد تبنى الاتحاد السعودي للفروسية الكثير من الفعاليات الدولية التي كُلفت للإشراف عليها ممثليات المملكة؛ فعلى سبيل المثال رعت السعودية ممثلة في السفارة في استكهولم فعاليات التصفيات النهائية لمسابقات بطولة الأمم للاتحادات الدولية للفروسية لعام 2013، (دورة البطولة الأوروبية)، التي تعتبر من أقدم البطولات العالمية في مدينة فالستربو بجنوب السويد؛ سعياً من صندوق الفروسية السعودي لإبراز دور السعودية، وتعزيز رياضة الفروسية وتنميتها على المستوى الدولي، وسط مشاركة فرنسا وإيطاليا وسويسرا وهولندا وألمانيا والسويد وأوكرانيا وإيرلندا وإسبانيا. وفازت ألمانيا بالمرتبة الأولى وجاءت إيطاليا في المرتبة الثانية وتقاسمت السويد وهولندا الفوز بالمرتبة الثالثة.
وشاركت السفارة السعودية في استكهولم في فعاليات هذه التصفيات ممثلة في سفير المملكة بالسويد الذي رفع العلم السعودي رمزاً لرعاية هذه البطولة، ثم قام بتسليم الجوائز للفائزين. وقد نوه رئيس نادي الفروسية في مدينة فالستربو السويدية يان أولوف فانييوس بمكانة رياضة الفروسية في السعودية، وأشاد باهتمام القيادة الواضح بهذه الرياضة العريقة.
الفروسية ليست رياضة وحسب، بل هي رافعة لصقل النفوس، وخلق روح التحدي والمنافسة، ونشر قيم الإخاء الإنساني. فهي منصة للرفعة والسمو والصفاء، حيث صدق جدنا المتنبي حينما قال: «أعزّ مكان في الدُنا سرج سابح..».
كانت العرب تباهي الأمم بأصالة خيلها، وقوة بأسها، وجمال شكلها، وسرعة عدْوها؛ حيث ظل العرب مفتونين بالفروسية؛ لأنها تشكل أهم الصفات والقيم الحميدة عبر مراحل التاريخ.
العرب لم يكونوا يهنئون أنفسهم إلا في ثلاث: قدوم الولد لكي يصبح فارساً يشدّ من أزر القبيلة، ويبرع في الدفاع عن حياضها، وبروز شاعر ليكون متحدثاً يرفع من شأن القبيلة ويعمل على إذكاء الشعور الوطني، كما له أنه ناطق إعلامي بلسانها، والخيل لما لها من مكانة لدى القبيلة في أوقات الحروب والمناسبات الثقافية والاجتماعية الأخرى. قد عكس الشعراء هذا الشغف في الكثير في معلقاتهم وأشعارهم، مثلما فعل امرؤ القيس، وعنترة بن شداد، وأبو فراس الحمداني، وأبو الطيب المتنبي، وسواهم ممن أشادوا بالخيل فخراً وأصالة ومكانة.
وما انفكّت الفروسية تحتل مكانها الرفيع في زماننا، وتحظى بالاهتمام من لدن الأمم في الفعاليات المتعددة، حيث تقام المهرجانات الدولية والمحلية للاحتفاء بها على مدار العام في دول كثيرة.
وتشكّل الفروسية في المملكة مكوناً ثقافياً في حياة المجتمع السعودي الذي يعتز بها، وتحظى برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله.
وقد عُنيت المملكة بالفروسية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، واستمر هذا الاهتمام بهذه الثقافة الرفيعة من قبل المسؤولين بهذه الرياضة الأصيلة؛ إذ أُنشئ لها ميدان تجرى فيها السباقات وتقام المهرجانات، مثل ميدان الملك عبدالعزيز في الجنادرية، الذي احتضن السباقات على كأس الملك عبدالعزيز، رحمه الله، للخيل العربية الأصيلة والخيل المهجّنة، ما يُعدّ مثالاً حياً لمواصلة الريادة العالمية في هذا المضمار. لقد أصبح ميدان الملك عبدالعزيز معلماً فاخراً وبارزاً من معالم هذه الرياضة.
وللفروسية تاريخ غني واهتمام واضح في المملكة، وللخيل مكانة خاصة في الثقافة العربية والسعودية، وتدخل في إطار إبراز القيم الثقافية، وتعزيز الفنون التي لها أثرها في جودة الحياة، والتي تعدّ أحد مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وتهتم مؤسسات واتحادات نشطة بالفروسية. بيْد أنّ اهتمام القيادة السعودية بهذه الرياضة الأصيلة يتجلى واضحاً من خلال تواجد المسؤولين، وعلى رأسهم ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حيث رعى نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، كأس السعودية 2024 لبطولة سباقات الخيل. وقد توّج سموه مالكَ الجواد السيد شرف الحريري، ومدرب الجواد السيد حمد آل رشيد بالكأس عن المركز الأول، ما يشكّل إنجازاً سعودياً يستحق الثناء.
وما يلفت النظر هو مدى بهجة وسعادة مدرب الخيل العظيمة بلقاء ولي العهد، وشعوره العارم، وحميمية المشاعر تجاه هذا الأمير الشهم الذي يجسّد ما يكنّه المواطن السعودي من مشاعر فياضة وعشق وتقدير للأمير الذي فتح النوافذ، ونفض غبار الماضي؛ مؤسساً لبناء مرحلة جديدة تضيء قناديلها مناحي الحياة في المملكة، وقد تناقلت هذه الأريحية وسائل الإعلام، وتفاعل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مع صورة المدرب وفرحته الشديدة باستلام كأس السعودية من يدي ولي العهد الكريمتين. هذا الشعور الوطني يعكس عمق التلاحم والترابط والثقة المتبادلة بين القيادة والمواطنين.
وفي هذا السياق لا بد من القول إنّ السعودية الجديدة أخذت بيد الفتاة السعودية، ونشرت ثقافة الفروسية العربية بين السيدات من مختلف الأعمار، وزرعت حب الفروسية في نفوسهن. كما قامت بتوجيههن ومنحهن الثقة في تحقيق طموحهن وممارسة المهارات بقدر عالٍ من الشغف الذي يقود نحو التألق للوصول إلى القمة.
هذا الفضاء المتاح مكّن الفارسات السعوديات من المشاركة في المنافسات الأولمبية، وحصد الميداليات في الفعاليات والمهرجانات الدولية والإقليمية، ورفع راية المملكة عالياً.
مسيرة الفروسية مستمرة ومتألقة على الصعيد الدولي، وقد تبنى الاتحاد السعودي للفروسية الكثير من الفعاليات الدولية التي كُلفت للإشراف عليها ممثليات المملكة؛ فعلى سبيل المثال رعت السعودية ممثلة في السفارة في استكهولم فعاليات التصفيات النهائية لمسابقات بطولة الأمم للاتحادات الدولية للفروسية لعام 2013، (دورة البطولة الأوروبية)، التي تعتبر من أقدم البطولات العالمية في مدينة فالستربو بجنوب السويد؛ سعياً من صندوق الفروسية السعودي لإبراز دور السعودية، وتعزيز رياضة الفروسية وتنميتها على المستوى الدولي، وسط مشاركة فرنسا وإيطاليا وسويسرا وهولندا وألمانيا والسويد وأوكرانيا وإيرلندا وإسبانيا. وفازت ألمانيا بالمرتبة الأولى وجاءت إيطاليا في المرتبة الثانية وتقاسمت السويد وهولندا الفوز بالمرتبة الثالثة.
وشاركت السفارة السعودية في استكهولم في فعاليات هذه التصفيات ممثلة في سفير المملكة بالسويد الذي رفع العلم السعودي رمزاً لرعاية هذه البطولة، ثم قام بتسليم الجوائز للفائزين. وقد نوه رئيس نادي الفروسية في مدينة فالستربو السويدية يان أولوف فانييوس بمكانة رياضة الفروسية في السعودية، وأشاد باهتمام القيادة الواضح بهذه الرياضة العريقة.
الفروسية ليست رياضة وحسب، بل هي رافعة لصقل النفوس، وخلق روح التحدي والمنافسة، ونشر قيم الإخاء الإنساني. فهي منصة للرفعة والسمو والصفاء، حيث صدق جدنا المتنبي حينما قال: «أعزّ مكان في الدُنا سرج سابح..».