كتاب ومقالات

أيتامنا.. أبناؤنا إخواننا

خالد السليمان

العناية باليتيم والإحسان إليه من أجلّ قيمنا الإسلامية والعربية التي نشأنا عليها، هي لبنة أساسية في بناء مجتمع راقٍ ومتحضِّر. وفي المملكة العربية السعودية، حيث تتجلى مكارم الأخلاق ويُعلى شأن الإنسانية، يُعد دعم الأيتام واجباً لا يقتصر على الأفراد وحسب، بل هو مسؤولية مجتمعية يتقاسمها الجميع.

ودعم اليتيم واجب ديني وأخلاقي قبل كل شيء، ونستذكر قوله تعالى: «فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ»، وهذه الآية الكريمة تُذكرنا بضرورة التعامل مع اليتامى كإخوة لنا، ومعاملتهم برفق ورحمة وعدم التسبب في أي معاناة لهم، لأنهم إخواننا وشركاءنا في رحلة التقدم والازدهار والنجاح.

ويمثّل اليتيم ثروة بشرية، فالاستثمار في رعايته وتعليمه وتأهيله يُعد استثماراً في مستقبل الوطن، كما أن التبرع للأيتام ليس مجرد عطاء مالي، بل هو بناء للشخصية وتنمية للمهارات وإعداد لجيل قادر على حمل لواء العلم والمعرفة والمساهمة في التنمية، وما الدعم إلا سُلّم يصعد به اليتيم نحو سماء الأمل والطموح.

وفي ظل الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة لتحقيق رؤية 2030، يجب أن نتذكر دائماً أن الأيتام جزء لا يتجزأ من هذه الرؤية الطموحة، ودعمهم يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة والشاملة، لتؤكد على أن التبرع للأيتام ورعايتهم ركيزة أساسية في مسيرتنا نحو المستقبل.

ولا يتوقف دعم الحكومة للأيتام على الرعاية المباشرة، بل تقدم أيضاً وسائل لتسهيل وتأمين التبرعات على المواطنين والمقيمين، وذلك من خلال المنصات الرسمية والموثوقة التي يمكن التبرع من خلالها إلكترونياً، لضمان وصول الإحسان إلى مستحقيه والتأكد من قيمة تبرعك وأثره على حياة الآخرين.

باختصار.. لنكن جميعاً عوناً لهؤلاء الأبرياء الذين افتقدوا حنان الأبوة ودفء الأسرة، فكل ريال نتبرع به، وكل لحظة نقضيها في رعاية يتيم، هي بصمة خير في كتاب الحياة، ولبنة صلبة في صرح وطننا الشامخ.