استجداء الذكور للأنثى وغريزة البقاء
الاثنين / 16 / رمضان / 1445 هـ الثلاثاء 26 مارس 2024 00:05
محمد دلاك
عند الإنسان غريزة مدفوعة جِينِياًّ بأن يُخلّف الذرية. فعن طريق خِلْفة الذرية يضمن الإنسان البقاء. فهو يُوزّع جيناته إلى الأبناء. ولهذا، فإن الرجل في شِعره وأغانيه لا يَملّ من التّعْبير عن هذه الحاجة، لأنه في حالة استجداء دائمة للأنثى. ويريدها أن تتمتع بكل الخصال الشهّية وأن تهيم في حبه، حتى يطمئن بأنها لن تخونه. ولهذا لا يَملّ الرجل من تكرار بُغْضه للأنثى الخائنة. ويكرر في شِعره امتعاضه من الأنثى التي لا تبادله الحب، ويبغض منها القسوة والهجر، لأنه سيفقد بذلك إشباع حاجته.
كَمُستمعين وكَمُتلقّين نتماهى نحن معشر الرجال مع أنين الشاعر/المُغنّي ومع حالة الاستجداء التي يُعبّر عنها، حتى لو وصل إلى درجة الذُلّ، فالكرامة يمكن أن تُداس من أجل البقاء.
وقع نظري على ديوان: دُموع مُعلّم، لشاعر بيش حسن أبوعلة. فلفتتني قصيدة عنوانها: كل شيء فيك يغري. وقمت أبحث فيها عن استجداء الأنثى، فوجدت الأبيات التالية:
إن ريّاك من النسرين والنرجس أعطر
وسنا وجهك وضاحاً من الأسحار أسحر
وفي قصيدة أخرى عنوانها: من وحي حيران، يخاطب وادي سِرْ بمحافظة بيش ويُذكّره بمغامراته العاطفية، فيقول:
ولقيا مرهفٍ عذبٍ تقضَّت في روابيكا
غُصينٍ لينٍ فعمٍ إذا ما اهتز يُغريك
إن تمتع أنثى الشاعر بكل الخصال المشهية والسخية سيجعل من عملية نقل جينات الشاعر إلى أُنْثاه عملية ممتعة.
في قصائد عدة من الديوان يكرر الشاعر استجداءه للأنثى ولنفس الهدف، لكن، وللأمانة فحديث الشاعر عن أُنْثاه قد خلا تماماً من مفردات الخداع والخيانة، ما يشير إلى المنزلة الرفيعة التي تحتلّها الأنثى في قلب وعقل الشاعر، التي هي بالأساس انعكاس لثقة الشاعر في نفسه. بل لم يفتأ الشاعر يُحذّر من العاشق الخائس واللئيم والغدّار، ومن الذي يتقمص دور الحارس. يُشير إلى ذلك ما ورد في قصيدته: شاكي الهوى يعذر، واصفاً حاله مع أُنْثاه، بقوله:
والعين مني إلى سواه لا تنظرُ
الحسن في وجه من تهوى ومن تذكرُ
ويكرر ما قاله آنفاً في قصيدة عنوانها: شكوى إلى هند، فيقول:
لا حسن يستهوي المحبّ وإن حلا في العين.. إلاّ حُسنُ من يتعشَّق
فلأنت ملء العين ساعة نلتقي.. ولأنت ملء القلب إذ نتفرقُ
لا شك بأن الأغاني الذكورية طافحة باستجداء الأنثى الممجوج. وهروباً من ذلك، وبهدف المقارنة، فقد وَجّهت اهتمامي مؤخراً إلى سماع الأغاني النسائية، لدرجة أن أغنية «حارت حروفي» قد تَملّكتني. الأغنية من كلمات الشاعرة غيوض، وأداء صانع الأغنية السعودية الفنان محمد عبده.
كَمُستمعين وكَمُتلقّين نتماهى نحن معشر الرجال مع أنين الشاعر/المُغنّي ومع حالة الاستجداء التي يُعبّر عنها، حتى لو وصل إلى درجة الذُلّ، فالكرامة يمكن أن تُداس من أجل البقاء.
وقع نظري على ديوان: دُموع مُعلّم، لشاعر بيش حسن أبوعلة. فلفتتني قصيدة عنوانها: كل شيء فيك يغري. وقمت أبحث فيها عن استجداء الأنثى، فوجدت الأبيات التالية:
إن ريّاك من النسرين والنرجس أعطر
وسنا وجهك وضاحاً من الأسحار أسحر
وفي قصيدة أخرى عنوانها: من وحي حيران، يخاطب وادي سِرْ بمحافظة بيش ويُذكّره بمغامراته العاطفية، فيقول:
ولقيا مرهفٍ عذبٍ تقضَّت في روابيكا
غُصينٍ لينٍ فعمٍ إذا ما اهتز يُغريك
إن تمتع أنثى الشاعر بكل الخصال المشهية والسخية سيجعل من عملية نقل جينات الشاعر إلى أُنْثاه عملية ممتعة.
في قصائد عدة من الديوان يكرر الشاعر استجداءه للأنثى ولنفس الهدف، لكن، وللأمانة فحديث الشاعر عن أُنْثاه قد خلا تماماً من مفردات الخداع والخيانة، ما يشير إلى المنزلة الرفيعة التي تحتلّها الأنثى في قلب وعقل الشاعر، التي هي بالأساس انعكاس لثقة الشاعر في نفسه. بل لم يفتأ الشاعر يُحذّر من العاشق الخائس واللئيم والغدّار، ومن الذي يتقمص دور الحارس. يُشير إلى ذلك ما ورد في قصيدته: شاكي الهوى يعذر، واصفاً حاله مع أُنْثاه، بقوله:
والعين مني إلى سواه لا تنظرُ
الحسن في وجه من تهوى ومن تذكرُ
ويكرر ما قاله آنفاً في قصيدة عنوانها: شكوى إلى هند، فيقول:
لا حسن يستهوي المحبّ وإن حلا في العين.. إلاّ حُسنُ من يتعشَّق
فلأنت ملء العين ساعة نلتقي.. ولأنت ملء القلب إذ نتفرقُ
لا شك بأن الأغاني الذكورية طافحة باستجداء الأنثى الممجوج. وهروباً من ذلك، وبهدف المقارنة، فقد وَجّهت اهتمامي مؤخراً إلى سماع الأغاني النسائية، لدرجة أن أغنية «حارت حروفي» قد تَملّكتني. الأغنية من كلمات الشاعرة غيوض، وأداء صانع الأغنية السعودية الفنان محمد عبده.