الدين من منظور إنساني
السبت / 21 / رمضان / 1445 هـ الاحد 31 مارس 2024 00:10
وفاء الرشيد
كنت قد تحدثت في الأسبوع الماضي عن الخطاب الإسلامي الجديد، بالرجوع إلى مؤتمر «الجسور بين المذاهب»، الذي نظمته مؤخراً رابطة العالم الإسلامي.
وقد علّق المفكر اللبناني المعروف رضوان السيد على هذه المبادرة من منظور مركزية المعروف الإنساني في مقاربة الدين في العصر الراهن، وهو ما أكد عليه الكاتب السعودي توفيق السيف في مقال منشور بصحيفة الشرق الأوسط نفسها التي نشر فيها رضوان السيد مقاله المذكور.
مفهوم المعروف هو لا شك مصطلح أساسي في البنية العقدية القيمية الإسلامية، بل هو أحد أركان الدين المحورية بالنسبة لطائفة واسعة من المسلمين، من المعتزلة إلى الحنابلة في العصور الوسيطة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر). هذه العبارة تعني أن المقصد الأساسي في الشرع هو العمل لصالح التعارف بين بني الإنسانية والتعاون فيما بينهم وفق العدل والمصلحة والخير رغم اختلاف الاعتقاد والملل.
ولقد أصّل العديد من كبار علماء الإسلام وفقهائه هذه القاعدة بقولهم إن المنطلق في تعامل المسلمين مع غيرهم هو التعاون والتوافق والسلم، لا التنافر والعداء والقطيعة.
لا بد هنا أن نميز في الإسلام ما بين مستويات ثلاثة هي: ثوابت الشرع والعقيدة التي هي مقاصد الدين وعلله، وتجربة الأمة في التاريخ التي هي في نهاية المطاف تجربة إنسانية اجتماعية لها خلفياتها وظروفها الخاصة، وإمكانات وآليات تجديد الدين ودفع الاجتهاد التي هي أدوات التأقلم مع العصر واستيعاب تحدياته ومستجداته.
ثوابت الدين تقوم كما بيّنا على مركزية الاعتراف والتعارف والمعروف وهي مقاصد الإسلام العليا والأصلية الحاكمة على كل تأويل وتنزيل للنصوص المرجعية الثابتة. أما التراث التأويلي من فقه وتشريعات وأحكام فلا يمكن فصله عن السياق التاريخي الظرفي الذي لم يعد اليوم هو واقعنا الراهن.
فغني عن البيان أن كثيرا من الأحكام الشرعية تحمل بصمات عصرها، كما هو شأن بعض التشريعات التي سطرت في عهود الحروب الأهلية والصراع الديني مع المعتقدات الأخرى، وهي بالتالي غبر ملزمة للمسلمين اليوم.
أما المستوى التجديدي الاجتهادي فهو الذي عليه المدار في بناء منظومة شرعية معاصرة، تستوعب متطلبات التعايش السلمي مع الآخر والتضامن والتعاون ما بين المجتمعات المسلمة والمجتمعات الأخرى.
إن كثيراً من الفقهاء الجامدين المتعصبين يريدون من خلال تشبثهم الأعمى بالأفهام التراثية أن يحيطوا تجارب الأمة السابقة بقداسة الدين الذي هو المرجع المطلق الدائم المتناغم مع التاريخ والأقدار الإلهية المستمرة.
كان الفيلسوف الهندي الشهير محمد إقبال يقول إنه من الخطأ مطالبة المسلمين بالعودة إلى الماضي لاكتشاف دينهم، بينما المطلوب هو أن يتقدموا إلى اكتشاف الإسلام من حيث هو دعوة متجددة إلى الحياة والرقي، وأفق للفعل والحركة والكدح المستمر..
ألم يقل الحديث الشريف إن «الدهر هو الله» ؟ وتلك المقولة الصادقة تعني أن النص ليس مدونة من الماضي بل هو أفق ديناميكي للتأويل والقراءة والنظر بعيون الحاضر والمستقبل.
وقد علّق المفكر اللبناني المعروف رضوان السيد على هذه المبادرة من منظور مركزية المعروف الإنساني في مقاربة الدين في العصر الراهن، وهو ما أكد عليه الكاتب السعودي توفيق السيف في مقال منشور بصحيفة الشرق الأوسط نفسها التي نشر فيها رضوان السيد مقاله المذكور.
مفهوم المعروف هو لا شك مصطلح أساسي في البنية العقدية القيمية الإسلامية، بل هو أحد أركان الدين المحورية بالنسبة لطائفة واسعة من المسلمين، من المعتزلة إلى الحنابلة في العصور الوسيطة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر). هذه العبارة تعني أن المقصد الأساسي في الشرع هو العمل لصالح التعارف بين بني الإنسانية والتعاون فيما بينهم وفق العدل والمصلحة والخير رغم اختلاف الاعتقاد والملل.
ولقد أصّل العديد من كبار علماء الإسلام وفقهائه هذه القاعدة بقولهم إن المنطلق في تعامل المسلمين مع غيرهم هو التعاون والتوافق والسلم، لا التنافر والعداء والقطيعة.
لا بد هنا أن نميز في الإسلام ما بين مستويات ثلاثة هي: ثوابت الشرع والعقيدة التي هي مقاصد الدين وعلله، وتجربة الأمة في التاريخ التي هي في نهاية المطاف تجربة إنسانية اجتماعية لها خلفياتها وظروفها الخاصة، وإمكانات وآليات تجديد الدين ودفع الاجتهاد التي هي أدوات التأقلم مع العصر واستيعاب تحدياته ومستجداته.
ثوابت الدين تقوم كما بيّنا على مركزية الاعتراف والتعارف والمعروف وهي مقاصد الإسلام العليا والأصلية الحاكمة على كل تأويل وتنزيل للنصوص المرجعية الثابتة. أما التراث التأويلي من فقه وتشريعات وأحكام فلا يمكن فصله عن السياق التاريخي الظرفي الذي لم يعد اليوم هو واقعنا الراهن.
فغني عن البيان أن كثيرا من الأحكام الشرعية تحمل بصمات عصرها، كما هو شأن بعض التشريعات التي سطرت في عهود الحروب الأهلية والصراع الديني مع المعتقدات الأخرى، وهي بالتالي غبر ملزمة للمسلمين اليوم.
أما المستوى التجديدي الاجتهادي فهو الذي عليه المدار في بناء منظومة شرعية معاصرة، تستوعب متطلبات التعايش السلمي مع الآخر والتضامن والتعاون ما بين المجتمعات المسلمة والمجتمعات الأخرى.
إن كثيراً من الفقهاء الجامدين المتعصبين يريدون من خلال تشبثهم الأعمى بالأفهام التراثية أن يحيطوا تجارب الأمة السابقة بقداسة الدين الذي هو المرجع المطلق الدائم المتناغم مع التاريخ والأقدار الإلهية المستمرة.
كان الفيلسوف الهندي الشهير محمد إقبال يقول إنه من الخطأ مطالبة المسلمين بالعودة إلى الماضي لاكتشاف دينهم، بينما المطلوب هو أن يتقدموا إلى اكتشاف الإسلام من حيث هو دعوة متجددة إلى الحياة والرقي، وأفق للفعل والحركة والكدح المستمر..
ألم يقل الحديث الشريف إن «الدهر هو الله» ؟ وتلك المقولة الصادقة تعني أن النص ليس مدونة من الماضي بل هو أفق ديناميكي للتأويل والقراءة والنظر بعيون الحاضر والمستقبل.