العراقي خليل الجبوري.. وظّف 120 نغماً لخدمة كتاب الله
أصوات من السماء
الأحد / 21 / رمضان / 1445 هـ الاحد 31 مارس 2024 04:14
علي الرباعي (الباحة) Al_ARobai@
تتميز القراءة العراقية للقرآن الكريم بمقامات قلّ ما تسمعها في بلد إسلامي غير بلاد الرافدين، ومن لم يمتّع سمعه من قبل بهذه التلاوات، المُشجية للوجدان، فما عليه إلا البحث في (اليوتيوب) عن المقرئ خليل إسماعيل العمر الجبوري، والإصغاء لتلاوته التي يوظّف فيها أكثر من 120 نغماً خدمةً لتلاوة كتاب الله. ومن التحرير إلى التسليم -وفقاً لطريقة أداء المقام- بشكل منضبط وبما يلائم أحكام التلاوة.
وُلد الحافظ خليل إسماعيل العُمر الجبوري في عام 1338هـ/1920م، في جانب الكرخ من مدينة بغداد، وفي محلة سوق حمادة، ومن أبوين مسلمين عربيين عراقيين، ومن عائلة دينية معروفة بتقواها وتقاليدها الإسلامية. ولما بلغ صباه وهو في زهرة شبابه اليافع حفظ القرآن الكريم بإتقان وتجويد كبيرين، وتتلمذ على يد الملا محمد ذويب، الذي كان إمام مسجد السويدي القريب من مسكنه في محلة خضر الياس، وأتقن علوم التلاوة والتجويد على يد الملا جاسم سلامة الذي أشرف عليه واحتضنه كثيراً لذكائه المتميز، وكان ملتزماً بتوجيهات شيخه السديدة، وكذلك درس على يد الملا رشيد، ثم الملا عبد الله عمر، ثم الملا إبراهيم العلي، ثم الملا عواد العبدلي، وكانوا من كبار القراء في بغداد. وتأثر الشيخ حافظ إسماعيل بالملا جاسم محمد سلامة، الذي كان مدرساً بارعاً لجميع القراء ومنهم عبد الفتاح معروف.
واستقبلته إذاعة بغداد عام 1941 ليكون ضيفاً دائماً عليها، لما عُرف عنه من حسن الصوت وجودة الأداء، ونال لقب الحافظ عام 1942، إذ أجرت الإذاعة اختبارا للمقرئين، من لجنة ضمت عدداً من العلماء الشرعيين، وممثلي الأوقاف ووزارة العدل وقاضي بغداد وآخرين، فحاز على اللقب لتميز قراءته، ومعرفته بالأحكام الدينية، وسافر إلى بلدان عربية عدة، وقرأ في جوامعها الكبيرة والمشهورة، ومنها المسجد الأقصى في القدس، وفي مصر، والكويت، ولفت أنظار العديد من القراء، ومن بينهم القارئ المصري عبد الفتاح الشعشاعي، الذي يُروى أنه قال عنه: «إني لم أطرب ولم أسمع مثل الشيخ المقرئ الحافظ خليل».
وكان الحافظ خليل يُطوّع المقام لصوته ويأخذ بزمامه، وله طريقة فريدة في الانتقال بين الأنغام، فينسى المستمع المختص أسماءها، ويعجز عن تصنيفها خلال التلاوة. وتميز بصوت جهوري له مساحة عالية، ما منحه مهابة وإجلالا في المحافل التي يقرأ فيها، وكان يرتل القرآن بطريقة «تصويرية» تؤثر في السامعين، بشكل يختلف عن الآخرين. واشتهر الحافظ خليل بأنه لم يكن يقرأ في المآتم أو المقابر، ما وهبه قدراً عند الناس، وجعله مقصداً للشخصيات العامة، التي كانت تحضر إلى المساجد التي يجوّد فيها القرآن للاستماع إليه.
استمرت مسيرة الحافظ خليل إسماعيل في خدمة القرآن لعقود، وكانت وفاته في 5 يوليو عام 2000، وخرجت بغداد لتودعه، وسار في جنازته المئات من محبيه إلى مثواه في مقبرة الكرخ (غربي بغداد).
وُلد الحافظ خليل إسماعيل العُمر الجبوري في عام 1338هـ/1920م، في جانب الكرخ من مدينة بغداد، وفي محلة سوق حمادة، ومن أبوين مسلمين عربيين عراقيين، ومن عائلة دينية معروفة بتقواها وتقاليدها الإسلامية. ولما بلغ صباه وهو في زهرة شبابه اليافع حفظ القرآن الكريم بإتقان وتجويد كبيرين، وتتلمذ على يد الملا محمد ذويب، الذي كان إمام مسجد السويدي القريب من مسكنه في محلة خضر الياس، وأتقن علوم التلاوة والتجويد على يد الملا جاسم سلامة الذي أشرف عليه واحتضنه كثيراً لذكائه المتميز، وكان ملتزماً بتوجيهات شيخه السديدة، وكذلك درس على يد الملا رشيد، ثم الملا عبد الله عمر، ثم الملا إبراهيم العلي، ثم الملا عواد العبدلي، وكانوا من كبار القراء في بغداد. وتأثر الشيخ حافظ إسماعيل بالملا جاسم محمد سلامة، الذي كان مدرساً بارعاً لجميع القراء ومنهم عبد الفتاح معروف.
واستقبلته إذاعة بغداد عام 1941 ليكون ضيفاً دائماً عليها، لما عُرف عنه من حسن الصوت وجودة الأداء، ونال لقب الحافظ عام 1942، إذ أجرت الإذاعة اختبارا للمقرئين، من لجنة ضمت عدداً من العلماء الشرعيين، وممثلي الأوقاف ووزارة العدل وقاضي بغداد وآخرين، فحاز على اللقب لتميز قراءته، ومعرفته بالأحكام الدينية، وسافر إلى بلدان عربية عدة، وقرأ في جوامعها الكبيرة والمشهورة، ومنها المسجد الأقصى في القدس، وفي مصر، والكويت، ولفت أنظار العديد من القراء، ومن بينهم القارئ المصري عبد الفتاح الشعشاعي، الذي يُروى أنه قال عنه: «إني لم أطرب ولم أسمع مثل الشيخ المقرئ الحافظ خليل».
وكان الحافظ خليل يُطوّع المقام لصوته ويأخذ بزمامه، وله طريقة فريدة في الانتقال بين الأنغام، فينسى المستمع المختص أسماءها، ويعجز عن تصنيفها خلال التلاوة. وتميز بصوت جهوري له مساحة عالية، ما منحه مهابة وإجلالا في المحافل التي يقرأ فيها، وكان يرتل القرآن بطريقة «تصويرية» تؤثر في السامعين، بشكل يختلف عن الآخرين. واشتهر الحافظ خليل بأنه لم يكن يقرأ في المآتم أو المقابر، ما وهبه قدراً عند الناس، وجعله مقصداً للشخصيات العامة، التي كانت تحضر إلى المساجد التي يجوّد فيها القرآن للاستماع إليه.
استمرت مسيرة الحافظ خليل إسماعيل في خدمة القرآن لعقود، وكانت وفاته في 5 يوليو عام 2000، وخرجت بغداد لتودعه، وسار في جنازته المئات من محبيه إلى مثواه في مقبرة الكرخ (غربي بغداد).