حماس.. «دروشة» سياسية وجرأة عابرة للحدود
الأربعاء / 24 / رمضان / 1445 هـ الأربعاء 03 أبريل 2024 21:52
نجيب يماني
لم يفاجئني على الإطلاق ما قام به قادة حركة حماس من تحريض فجّ ومباشر للشارع الأردني، والسعي نحو زعزعة استقراره، والزّج به في أتون المحرقة التي أوقدوها في قطاع غزة عقب المغامرة الحمقاء التي أقدموا عليها في السابع من أكتوبر الماضي تحت لافتة «طوفان الأقصى»، والتي انتهت بنا إلى ما نعايشه اليوم من مشهد كارثي، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى..
وعدم تفاجُئي حيال ما أقدمت عليه «حماس» مصدره قناعتي الراسخة، ومعرفتي اليقينية بـ«جماعة الإخوان المسلمين»، والميكانيزمات التي تعمل وفقها تحقيقًا لمآربها الحزبية، وإنزال أجندتها المفخخة على أرض الواقع، حيث تضع الإنسان وسلامته وأمنه في ذيل تقديراتها وحساباتها، وتعمل آلتها الإعلامية باستغلال تام للعواطف الدينية الجياشة، وتشكيل خطاب ديماجوجي وعصابي يتحرّك بعاطفة هوجاء، وبصيرة كمهاء، وقراءة مقلوبة لسطور الواقع، ولا تملك من أمرها إلا الـ«حماس»، ولهذا فإن النتائج - في الغالب – كارثية، ومحبطة، ومريعة..
لقد كان المأمول أن تمثّل الكارثة الإنسانية والعسكرية الدائرة الآن في قطاع غزّة، نقطة مفصلية، وعبرة للتأسي، وفرصة للقراءة البصيرة، وسانحة لمراجعة النفس، ولو على المستوى الأدنى من التقدير المرتبط بالربح والخسارة، شأن أي عاقل يخوض حربًا، أو يقود صراعًا، الأمر الذي لم تنتبه له «حماس»، ولم تنظر للمحصلة البائسة على أرض الواقع، والتي هيّأت كل الظروف للمحتل الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية، وبدلًا عن ذلك طفقت تمارس ما تربّت عليه ونشأت، من نشر خطابها التحريضي المزعزع لأمن وسلامة دول الجوار، مستهدفة بشكل مباشر أمن وسلامة «دول الطوق»، وتحديدًا المملكة الأردنية، مشيعة في ربوعها حالة من التشغيب والفوضى، وعدم احترام سيادتها على أراضيها، وولايتها على شعبها، بدعوة وتأليب جموع المنفعلين إلى «كسر الحدود والزحف على إسرائيل»، بل بلغت الوقاحة بالقيادي في «حماس»؛ محمد الضيف إلى تحريض الشعب الأردني إلى الخروج على قيادته بالقول: «لا تجعلوا قيودًا ولا حدودًا ولا أنظمة تحرمكم شرف المشاركة في تحرير المسجد الأقصى».. فهذه الدعوة وبهذا الشكل تجعل المنفعلين بها مجرد «حطب» لمزيد من النار المشتعلة في «القطاع»، وكأنما الحرب على إسرائيل تتطلب منا فقط «حماسًا» فورًا، وانفعالًا جياشًا، وحناجر نشرخ بها الصمت، ودعوات نرسلها بخليط الأسى والدموع، ونستقبل العدو بهذه «العدة»، ونتيقن كل اليقين من الانتصار الماحق على العدو، ورميه في البحر، وكنسه من الوجود حسب مرئيات «حماس»!
إن مثل هذا الخطاب الديماجوجي، لا يخرج مطلقًا عن كونه مجرد «دروشة سياسية»، التي إن أحسنا النظر إليها لرددنها إلى شخصٍ لا يحسن قراءة الواقع، ولا يقدّر الأمور بميسم العقل الباصر والمميز، ولا يعرف من السياسة إلا اسمها، فلو صح عنده النّظر لكان أولى به أن ينظر إلى مآل هذا «الطوفان» المزعوم نحو الأقصى، وما أنتجه على أرض «القطاع» نظرًا للتقديرات الخاطئة، وتبعًا للمغامرات البائسة التي تخوضها «حماس»، ولهذا فليس في خروجه لطلب العون من المحيط العربي، واستهداف الشعوب، دون حكوماتها، بهذا الخطاب المخاتل، سوى جرّ للجميع نحو أتون حارق، ومعركة لم يحن أوانها، وعند هذه النقطة ينقلب النظر إلى البحث عن الدوافع الحقيقية وراء هذا الخطاب التأليبي، وتوقيته، حيث سبقه القيادي في «حماس» خالد مشعل بخطاب عبر تقنية الفيديو، خلال فعالية نسائية في العاصمة الأردنية عمّان، قال فيه: «على جموع الأمة الانخراط في معركة طوفان الأقصى»، وأن «تختلط دماء هذه الأمة مع دماء أهل فلسطين حتى تنال الشرف، وتحسم هذا الصراع لصالحنا بإذن الله تعالى»، وزاد بدعوة الملايين إلى النزول إلى الشارع، والمداومة على احتجاجها على حكوماتها.. وعلى خلفية هذين الخطابين، جاءت زيارة وفد «حماس» إلى العاصمة الإيرانية، بما يضعنا بوضوح أمام الغاية التي تنشدها حالة التجييش والتشغيب التي تمارسها «حماس» في الأرض العربية، خدمة للأجندة الصفوية، والمصالح الإيرانية..
ولو أن «حماس» وقيادتها كانت صادقة في دعواها، لوجب عليها أن تلزم إيران أولًا بالنصرة التي تعد بها، وتملأ بها خياشيم التهديد الأجوف، من شاكلة «الموت لأمريكا» و«الموت لإسرائيل»، ويشمل هذا اللزوم أذرعها البائسة في لبنان عبر «حزب الله» واليمن في مسلاخ «جماعة الحوثي»، فأي نصرة قدمتها إيران لأهل القطاع، وأي دور لعبه «حزب الله» في مغامرة «الطوفان»، وأين انتهى «الحوثي» من كل ذلك..
هذا الذي تفلح فيه «حماس»، وتعتمد عليه أجندة الإخوان، وهي تتحرك في ساحة الأمة العربية بأجندة العبث والفتنة، وضرب الأمن والسلام، ولَيْ أعناق النصوص الدينية وتطويعها لأجل خطابها المفخخ، وثورتها العمياء، وأهدافها الساعية نحو القبض على خنّاق السلطة، وتوجيهها إلى الغاية التي ترتجيها، والمبتغى الذي تأمل فيه، ومن أراد نموذجًا لنتائج سيطرة «الإخوان» على مفاصل السلطة وما يمكن أن يحدوثه من دمار فليمعن النظر في المآل الذي انتهى إليه السودان اليوم، ففيه الغِنى والكفاية.
وعدم تفاجُئي حيال ما أقدمت عليه «حماس» مصدره قناعتي الراسخة، ومعرفتي اليقينية بـ«جماعة الإخوان المسلمين»، والميكانيزمات التي تعمل وفقها تحقيقًا لمآربها الحزبية، وإنزال أجندتها المفخخة على أرض الواقع، حيث تضع الإنسان وسلامته وأمنه في ذيل تقديراتها وحساباتها، وتعمل آلتها الإعلامية باستغلال تام للعواطف الدينية الجياشة، وتشكيل خطاب ديماجوجي وعصابي يتحرّك بعاطفة هوجاء، وبصيرة كمهاء، وقراءة مقلوبة لسطور الواقع، ولا تملك من أمرها إلا الـ«حماس»، ولهذا فإن النتائج - في الغالب – كارثية، ومحبطة، ومريعة..
لقد كان المأمول أن تمثّل الكارثة الإنسانية والعسكرية الدائرة الآن في قطاع غزّة، نقطة مفصلية، وعبرة للتأسي، وفرصة للقراءة البصيرة، وسانحة لمراجعة النفس، ولو على المستوى الأدنى من التقدير المرتبط بالربح والخسارة، شأن أي عاقل يخوض حربًا، أو يقود صراعًا، الأمر الذي لم تنتبه له «حماس»، ولم تنظر للمحصلة البائسة على أرض الواقع، والتي هيّأت كل الظروف للمحتل الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية، وبدلًا عن ذلك طفقت تمارس ما تربّت عليه ونشأت، من نشر خطابها التحريضي المزعزع لأمن وسلامة دول الجوار، مستهدفة بشكل مباشر أمن وسلامة «دول الطوق»، وتحديدًا المملكة الأردنية، مشيعة في ربوعها حالة من التشغيب والفوضى، وعدم احترام سيادتها على أراضيها، وولايتها على شعبها، بدعوة وتأليب جموع المنفعلين إلى «كسر الحدود والزحف على إسرائيل»، بل بلغت الوقاحة بالقيادي في «حماس»؛ محمد الضيف إلى تحريض الشعب الأردني إلى الخروج على قيادته بالقول: «لا تجعلوا قيودًا ولا حدودًا ولا أنظمة تحرمكم شرف المشاركة في تحرير المسجد الأقصى».. فهذه الدعوة وبهذا الشكل تجعل المنفعلين بها مجرد «حطب» لمزيد من النار المشتعلة في «القطاع»، وكأنما الحرب على إسرائيل تتطلب منا فقط «حماسًا» فورًا، وانفعالًا جياشًا، وحناجر نشرخ بها الصمت، ودعوات نرسلها بخليط الأسى والدموع، ونستقبل العدو بهذه «العدة»، ونتيقن كل اليقين من الانتصار الماحق على العدو، ورميه في البحر، وكنسه من الوجود حسب مرئيات «حماس»!
إن مثل هذا الخطاب الديماجوجي، لا يخرج مطلقًا عن كونه مجرد «دروشة سياسية»، التي إن أحسنا النظر إليها لرددنها إلى شخصٍ لا يحسن قراءة الواقع، ولا يقدّر الأمور بميسم العقل الباصر والمميز، ولا يعرف من السياسة إلا اسمها، فلو صح عنده النّظر لكان أولى به أن ينظر إلى مآل هذا «الطوفان» المزعوم نحو الأقصى، وما أنتجه على أرض «القطاع» نظرًا للتقديرات الخاطئة، وتبعًا للمغامرات البائسة التي تخوضها «حماس»، ولهذا فليس في خروجه لطلب العون من المحيط العربي، واستهداف الشعوب، دون حكوماتها، بهذا الخطاب المخاتل، سوى جرّ للجميع نحو أتون حارق، ومعركة لم يحن أوانها، وعند هذه النقطة ينقلب النظر إلى البحث عن الدوافع الحقيقية وراء هذا الخطاب التأليبي، وتوقيته، حيث سبقه القيادي في «حماس» خالد مشعل بخطاب عبر تقنية الفيديو، خلال فعالية نسائية في العاصمة الأردنية عمّان، قال فيه: «على جموع الأمة الانخراط في معركة طوفان الأقصى»، وأن «تختلط دماء هذه الأمة مع دماء أهل فلسطين حتى تنال الشرف، وتحسم هذا الصراع لصالحنا بإذن الله تعالى»، وزاد بدعوة الملايين إلى النزول إلى الشارع، والمداومة على احتجاجها على حكوماتها.. وعلى خلفية هذين الخطابين، جاءت زيارة وفد «حماس» إلى العاصمة الإيرانية، بما يضعنا بوضوح أمام الغاية التي تنشدها حالة التجييش والتشغيب التي تمارسها «حماس» في الأرض العربية، خدمة للأجندة الصفوية، والمصالح الإيرانية..
ولو أن «حماس» وقيادتها كانت صادقة في دعواها، لوجب عليها أن تلزم إيران أولًا بالنصرة التي تعد بها، وتملأ بها خياشيم التهديد الأجوف، من شاكلة «الموت لأمريكا» و«الموت لإسرائيل»، ويشمل هذا اللزوم أذرعها البائسة في لبنان عبر «حزب الله» واليمن في مسلاخ «جماعة الحوثي»، فأي نصرة قدمتها إيران لأهل القطاع، وأي دور لعبه «حزب الله» في مغامرة «الطوفان»، وأين انتهى «الحوثي» من كل ذلك..
هذا الذي تفلح فيه «حماس»، وتعتمد عليه أجندة الإخوان، وهي تتحرك في ساحة الأمة العربية بأجندة العبث والفتنة، وضرب الأمن والسلام، ولَيْ أعناق النصوص الدينية وتطويعها لأجل خطابها المفخخ، وثورتها العمياء، وأهدافها الساعية نحو القبض على خنّاق السلطة، وتوجيهها إلى الغاية التي ترتجيها، والمبتغى الذي تأمل فيه، ومن أراد نموذجًا لنتائج سيطرة «الإخوان» على مفاصل السلطة وما يمكن أن يحدوثه من دمار فليمعن النظر في المآل الذي انتهى إليه السودان اليوم، ففيه الغِنى والكفاية.