أخبار

حارس الشرق ومحقق الأحلام.. محمد بن سلمان

زياد عيتاني (بيروت) ziaditani23@

في مداخلة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان في منتدى مستقبل الاستثمار في الرياض في أكتوبر 2018، قال: «إن أوروبا الجديدة هي الشرق الأوسط. هذه حرب السعوديين، وهذه حربي التي أخوضها شخصياً، لا أريد أن أفارق الحياة إلا وأنا أرى الشرق الأوسط في مقدّمة مصاف دول العالم، وأعتقد أنّ هذا الهدف سيتحقق بنسبة 100%».

كان هذا هو وعد الأمير محمد بن سلمان قبل سبع سنوات، كان هذا وعده عندما عُقدت البيعة له ولياً للعهد، هو رجل الوعود الصادقة ورجل الأحلام المحققة.

بعد سبع سنوات على تلك المداخلة، ها هي السعودية ومعها دول الخليح العربي تنظر إلى الأمام في التنمية والتطور والتحديث. قال في حينها إنّ السعودية بعد خمس سنوات ستكون مختلفة، اختلاف يلمسه كل زائر للمملكة هذه الأيام، في الرياض وجدّة ومكة في الخُبر وتبوك ونيوم.

رؤية الأمير محمد بن سلمان ليست بالرؤية الخاصة بالمملكة وحسب، فعندما تحدّث قبل سبع سنوات تحدّث عن الشرق الأوسط. ذكر الدول الشقيقة والصديقة، وعلى رأسها دول الخليج. إنه أمير ينظر للعالم كوطن للإنسان مهما كان لونه وعرقه ودينه ولغته. هو حارس الشرق وراعيه، الحريص على نموه وتطوّره وتقدّم شعوبه إلى المراتب الأولى بين شعوب العالم.

يؤمن الأمير محمد بن سلمان أنه لا يمكن للمملكة أن تتطور في محيط لا يعرف التطور، ولا يمكن للمملكة أن تنظر إلى المستقبل، فيما إخوانها وجيرانها ينظرون إلى الماضي. فكانت رؤيته الشاملة لدول الشرق الأوسط، رؤية العالم المتبصّر المدرك لشروط النجاح وتحقيق الاحلام. فوضع نُصب عينيه أربع قواعد لا يحيد عنها، من أجل شرق أوسط جديد يكون بديلاً عن أوروبا الجديدة:

1- ترسيخ الأمن والاستقرار، انطلاقاً من دول الخليج كأمن خليجي واحد، وصولاً إلى أمن المنطقة عبر حلّ الدولتين لإنهاء ملف المعاناة الفلسطينية.

2- التنمية بوجه الحرب، إذ رسّخ منطق التنمية المستدامة علمياً وثقافياً واقتصادياً، بمواجهة منطق الحروب والتصادم. فالخلافات يمكن حلّها بالانماء وإغناء الشعوب، فالتخلف والفقر بيئة حاضنة للحروب والعكس هو الصحيح. وترسيخ الأمن والسلام والازدهار يشكل بيئة طاردة للحروب والدمار.

3- الرهان على التكنولوجيا مع التمسّك بالحضارة لردم الهوة الموجودة بين دول الشرق الأوسط والعالم لجهة امتلاك عناصر المعرفة والتطور.

4- المراهنة على الشباب لصناعة المستقبل وتحصينه، إذ يدرك أنّ الشباب هم الأكثرية الساحقة في المملكة ودول الشرق الأوسط، وأي عملية تطوير يغيب عنها الشباب في التخطيط والتنفيذ هي عملية مبتورة لا أمل بنجاحها. فكان الرهان على الشباب دوماً وأبداً هو ما بدأته المملكة في كافة قطاعاتها الاقتصادية والدبلوماسية والأكاديمية والسياسية.

سبع سنوات من الإنجاز.. هي حكاية البيعة للأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد بأن نكون نحن شعوب الشرق الأوسط عامة متقدمين على كل الشعوب، وأن يكون شرق أوسطنا أوروبا الجديدة. قالها الأمير وشعوب المنطقة تؤمن بما يقول.

سبع سنوات من الإنجاز لا يمكن لأحد التنكر لها على الصعيد الداخلي، فالمملكة باتت «غير»، وعلى صعيد المنطقة العربية؛ حيث باتت التنمية مسلك الحكومات ومنطق الشراكات بين دول المنطقة، وعلى الصعيد الدولي حيث بات العالم كله ينطق بما تنطق به المملكة لحل الأزمات؛ في فلسطين عبر حل الدولتين، وفي أوكرانيا عبر الحوار والاتفاق، وفي السودان عبر تفكيك الألغام.

لقد وضع الأمير محمد بن سلمان خلال السنوات الفائتة من ولاية عهده، منطقاً جديداً للعلاقات بين الدول والشعوب؛ منطقاً يعترف بالنجاحات ولا يقف عند الفشل والانكسار؛ منطقاً يؤمن أنّ الغد لشعوب هذه المنطقة، منطقاً يؤمن بالحياة لا بالموت، وبالبناء لا بالهدم، وبالعلم لا بالجهل.

رجل الوعود الصادقة والأحلام المحققة

ينظر للعالم كوطن للإنسان مهما كان لونه ودينه

حارس الشرق وراعيه، حريص على نموه وتطوّره

يمتلك رؤية العالم المتبصّر المدرك لشروط النجاح

يسعى إلى ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة