«الذكاء الاصطناعي» ودوره في تعزيز خدمات وإيرادات المطارات
الأحد / 28 / رمضان / 1445 هـ الاحد 07 أبريل 2024 18:40
عبدالله آل منصور
في حين أن كلا من إدارة العمليات وإدارة الإيرادات والتسعير الديناميكي من الركائز المهمة في صناعات الطيران والضيافة، إلا أن هذه الاستراتيجيات لا تزال غير مستغلة بشكلٍ صحيح في المطارات.
إن التحول من النهج التقليدي إلى نهجٍ يعتمد أكثر على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات وإيجاد تقنيات متطورة في إدارة العمليات بالمطارات وإدارة الإيرادات قد يوفر فرصًا لبناء استراتيجية ربحية قابلة للتطبيق، لن تساعد فقط في مكافحة الأزمات (كـ جائحة كوفيد-19)، بل أيضًا في منع الخسائر وتحصيل الإيرادات على المدى الطويل.
لا بد من تعزيز إمكانية استخدام استراتيجيات الذكاء الاصطناعي كمسار تنافسي جديد لتحسين العمليات والإيرادات في المطارات، وسوف نستكشف كيف تلعب التكنولوجيا الرقمية دورًا حيويًا في تمكين هذه الرؤية من خلال تحسين العمليات التشغيلية والإيرادات بالمطارات وربحيتها.
المطارات كمؤسسات تجارية:
في السنوات الأخيرة، بدأت المطارات في تنويع مصادر الإيرادات باستخدام استراتيجيات مبتكرة مثل زيادة أسعار الإيجارات، وتقديم العطاءات لأصحاب الامتيازات، وتوليد الفرص في مجالات تجارية أخرى مثل مواقف السيارات وتجارة التجزئة، وقد أدى ذلك إلى زيادة كبيرة في الإيرادات غير الملاحية بحيث أصبحت الإيرادات غير الملاحية تمثل الآن نسبة عالية معدلها 39.4% من إجمالي الإيرادات حسب تقرير اقتصاديات المطارات الصادر عن المجلس الدولي للمطارات لعام 2022.
ومع تزايد مصادر الإيرادات غير الملاحية، أصبحت المطارات الآن أعمالًا تجارية، حيث تحتاج إلى النظر في استراتيجيات إدارة الإيرادات والتكاليف لتحسين الإيرادات والربحية. ومن التحديات التي تواجه معظم التنفيذيين بقطاع المطارات اليوم هو أن هناك أتمتة محدودة في هذا المجال وعدم وجود رؤى كافية للبيانات، مما يمكن أن يساعدهم على تطوير استراتيجيات العمليات التشغيلية جنباً إلى جنب مع خطط التسعير المناسبة لتوفير النمو المطلوب مع التعامل مع حالات عدم اليقين في هذه الصناعة.
يلعب الذكاء الاصطناعي (AI) دورًا مهمًا في تعزيز كفاءة العمليات التشغيلية بالمطارات وتوليد الإيرادات وتحسينها على المدى البعيد، في ما يلي بعض المجالات الرئيسية التي سيساهم فيها:
كفاءة العمليات التشغيلية:
يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين عمليات المطارات المختلفة، مما يؤدي إلى توفير التكاليف وتحسين استخدام الموارد.
على سبيل المثال لا الحصر، يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في إدارة الحركة الأرضية بشكلٍ أكثر كفاءة، والتنبؤ بالازدحام، وتوجيه الطائرات إلى ساحات المطارات لتجنب المؤثرات التشغيلية الروتينية كتأخير الرحلات وجدولة مواقف الطائرات، مع ضرورة عدم غياب العنصر البشري في هذه العمليات فائقة الحساسية لأننا أولاً وأخيراً في صناعة الطيران نعمل وفق مبادئ الـRelibility والـLiability.
تجربة المسافر:
تعمل الأنظمة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي على تحسين تجربة المسافر، مما قد يؤدي إلى زيادة ولاء العملاء والإنفاق من خلال تسهيل انسيابية خدمات المسافر والمساعدة في استفسارات المسافر من خلال برامج الدردشة الآلية، وتخصيص مناطق ترفيهية في مرافق المطارات؛ كما يمكن لأنظمة تتبع الأمتعة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أن تقلل من حوادث فقدان الأمتعة، مما يعزز رضا العملاء ويقلل تكاليف التعويض، وهذه نقطة جوهرية جداً إذا خُلِقت كشراكة عمل بين المطارات ومقدمي الخدمات وشركات الطيران.
السلامة والصيانة:
يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي مراقبة معظم مرافق المطار مثل البنية التحتية والتنبؤ بالحوادث ومشكلات الصيانة قبل أن تصبح مشكلة؛ مما يضمن زيادة الكفاءة التشغيلية وسلامتها ومنعاً للخسائر.
بشكل عام، يعد دمج الذكاء الاصطناعي في قطاع المطارات أمرًا لا غنى عنه لتحقيق الاستخدام الفعّال للأصول، ومنع الأخطاء والتأخير، وزيادة الإيرادات في نهاية المطاف.
ويمكن للذكاء الاصطناعي أيضاً أن يساعد مشغلي المطارات على تحسين تدفقات إيراداتهم من خلال استخدام تحليلات البيانات لتشغيل عملياتهم بأكبر قدر ممكن من الكفاءة.
ويجدر بالذكر أنّ استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا السياق لا يؤدي بالضرورة إلى القضاء على العنصر البشري، بل يعزز عمليات صنع القرار والكفاءة التشغيلية، مما يؤدي غالبًا إلى تجارب أفضل للعملاء وزيادة الإيرادات.
في صناعة الطيران، الموثوقية والمسؤولية مبدآن متميزان وعليهما الاعتمادية القصوى:
حيث تُشير الـReliability إلى احتمال قيام أحد أمثلة الذكاء الاصطناعي آنفة الذكر أو أحد مكوِّناتها بأداء وظيفتها المقصودة بشكل مناسب لفترة زمنية محددة دون فشل. وذلك أحد المقاييس لأداء العمليات التشغيلية بالمطارات وإمكانية التنبؤ بها.
ومن ناحية أخرى، تتعلق الـLiability بالمسؤولية القانونية للشركات المصنعة لهذه الأمثلة عن أي ضرر أو إصابة أو خسارة تسببها أنظمتهم، أي أنها تنطوي على الالتزامات والتعويضات المحتملة التي قد تنشأ عن الحوادث أو الوقائع.
بإيجاز، تتعلق الموثوقية بمدى جودة أداء أنظمة الذكاء الاصطناعي ومدى استمراريتها وموثوقيتها، في حين تتعلق المسؤولية بالمسؤول وما هي العواقب عندما يحدث خطأ ما، وهنا تكمن أهمية وجود العنصر البشري بشكلٍ أساسي.
@Al_MansourAA
إن التحول من النهج التقليدي إلى نهجٍ يعتمد أكثر على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات وإيجاد تقنيات متطورة في إدارة العمليات بالمطارات وإدارة الإيرادات قد يوفر فرصًا لبناء استراتيجية ربحية قابلة للتطبيق، لن تساعد فقط في مكافحة الأزمات (كـ جائحة كوفيد-19)، بل أيضًا في منع الخسائر وتحصيل الإيرادات على المدى الطويل.
لا بد من تعزيز إمكانية استخدام استراتيجيات الذكاء الاصطناعي كمسار تنافسي جديد لتحسين العمليات والإيرادات في المطارات، وسوف نستكشف كيف تلعب التكنولوجيا الرقمية دورًا حيويًا في تمكين هذه الرؤية من خلال تحسين العمليات التشغيلية والإيرادات بالمطارات وربحيتها.
المطارات كمؤسسات تجارية:
في السنوات الأخيرة، بدأت المطارات في تنويع مصادر الإيرادات باستخدام استراتيجيات مبتكرة مثل زيادة أسعار الإيجارات، وتقديم العطاءات لأصحاب الامتيازات، وتوليد الفرص في مجالات تجارية أخرى مثل مواقف السيارات وتجارة التجزئة، وقد أدى ذلك إلى زيادة كبيرة في الإيرادات غير الملاحية بحيث أصبحت الإيرادات غير الملاحية تمثل الآن نسبة عالية معدلها 39.4% من إجمالي الإيرادات حسب تقرير اقتصاديات المطارات الصادر عن المجلس الدولي للمطارات لعام 2022.
ومع تزايد مصادر الإيرادات غير الملاحية، أصبحت المطارات الآن أعمالًا تجارية، حيث تحتاج إلى النظر في استراتيجيات إدارة الإيرادات والتكاليف لتحسين الإيرادات والربحية. ومن التحديات التي تواجه معظم التنفيذيين بقطاع المطارات اليوم هو أن هناك أتمتة محدودة في هذا المجال وعدم وجود رؤى كافية للبيانات، مما يمكن أن يساعدهم على تطوير استراتيجيات العمليات التشغيلية جنباً إلى جنب مع خطط التسعير المناسبة لتوفير النمو المطلوب مع التعامل مع حالات عدم اليقين في هذه الصناعة.
يلعب الذكاء الاصطناعي (AI) دورًا مهمًا في تعزيز كفاءة العمليات التشغيلية بالمطارات وتوليد الإيرادات وتحسينها على المدى البعيد، في ما يلي بعض المجالات الرئيسية التي سيساهم فيها:
كفاءة العمليات التشغيلية:
يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين عمليات المطارات المختلفة، مما يؤدي إلى توفير التكاليف وتحسين استخدام الموارد.
على سبيل المثال لا الحصر، يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في إدارة الحركة الأرضية بشكلٍ أكثر كفاءة، والتنبؤ بالازدحام، وتوجيه الطائرات إلى ساحات المطارات لتجنب المؤثرات التشغيلية الروتينية كتأخير الرحلات وجدولة مواقف الطائرات، مع ضرورة عدم غياب العنصر البشري في هذه العمليات فائقة الحساسية لأننا أولاً وأخيراً في صناعة الطيران نعمل وفق مبادئ الـRelibility والـLiability.
تجربة المسافر:
تعمل الأنظمة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي على تحسين تجربة المسافر، مما قد يؤدي إلى زيادة ولاء العملاء والإنفاق من خلال تسهيل انسيابية خدمات المسافر والمساعدة في استفسارات المسافر من خلال برامج الدردشة الآلية، وتخصيص مناطق ترفيهية في مرافق المطارات؛ كما يمكن لأنظمة تتبع الأمتعة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أن تقلل من حوادث فقدان الأمتعة، مما يعزز رضا العملاء ويقلل تكاليف التعويض، وهذه نقطة جوهرية جداً إذا خُلِقت كشراكة عمل بين المطارات ومقدمي الخدمات وشركات الطيران.
السلامة والصيانة:
يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي مراقبة معظم مرافق المطار مثل البنية التحتية والتنبؤ بالحوادث ومشكلات الصيانة قبل أن تصبح مشكلة؛ مما يضمن زيادة الكفاءة التشغيلية وسلامتها ومنعاً للخسائر.
بشكل عام، يعد دمج الذكاء الاصطناعي في قطاع المطارات أمرًا لا غنى عنه لتحقيق الاستخدام الفعّال للأصول، ومنع الأخطاء والتأخير، وزيادة الإيرادات في نهاية المطاف.
ويمكن للذكاء الاصطناعي أيضاً أن يساعد مشغلي المطارات على تحسين تدفقات إيراداتهم من خلال استخدام تحليلات البيانات لتشغيل عملياتهم بأكبر قدر ممكن من الكفاءة.
ويجدر بالذكر أنّ استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا السياق لا يؤدي بالضرورة إلى القضاء على العنصر البشري، بل يعزز عمليات صنع القرار والكفاءة التشغيلية، مما يؤدي غالبًا إلى تجارب أفضل للعملاء وزيادة الإيرادات.
في صناعة الطيران، الموثوقية والمسؤولية مبدآن متميزان وعليهما الاعتمادية القصوى:
حيث تُشير الـReliability إلى احتمال قيام أحد أمثلة الذكاء الاصطناعي آنفة الذكر أو أحد مكوِّناتها بأداء وظيفتها المقصودة بشكل مناسب لفترة زمنية محددة دون فشل. وذلك أحد المقاييس لأداء العمليات التشغيلية بالمطارات وإمكانية التنبؤ بها.
ومن ناحية أخرى، تتعلق الـLiability بالمسؤولية القانونية للشركات المصنعة لهذه الأمثلة عن أي ضرر أو إصابة أو خسارة تسببها أنظمتهم، أي أنها تنطوي على الالتزامات والتعويضات المحتملة التي قد تنشأ عن الحوادث أو الوقائع.
بإيجاز، تتعلق الموثوقية بمدى جودة أداء أنظمة الذكاء الاصطناعي ومدى استمراريتها وموثوقيتها، في حين تتعلق المسؤولية بالمسؤول وما هي العواقب عندما يحدث خطأ ما، وهنا تكمن أهمية وجود العنصر البشري بشكلٍ أساسي.
@Al_MansourAA