غاز الضحك !
يستخدمه أطباء الأسنان لمنع فِرار المرضى
الجمعة / 10 / شوال / 1445 هـ الجمعة 19 أبريل 2024 02:38
محمد الهتار (جدة) alhattar@
رعب وخوف وتردد، وربما يصل الأمر إلى الهرب من العيادة وتفضيل تحمُّل الألم بعيداً عن أجهزة الطبيب، حتى أن البعض لم يزُر ولو مرة واحدة عيادة طبيب الأسنان، وبعضهم ومن كثرة ما سمع عمّا يحدث في عيادات الأسنان فضل الألم على الذهاب للطبيب فتشوهت أسنانه.
هذا هو حال كثير من مرضى الأسنان صغاراً وكباراً؛ الذين يعانون من (الدنتوفوبيا) كلما داهمتهم آلام الأسنان فزيارة واحدة للطبيب تعتبر من الأحداث المقلقة للكبار، والمخيفة للصغار، وقد تصل ببعضهم إلى الهلع حال دخولهم العيادة، وتشتد عندما يجلسون على كرسي العلاج.
دراسة علمية أمريكية أجراها بعض المختصين والمهتمين، أشارت إلى أن 80% من الأمريكيين البالغين يخشون من زيارة طبيب الأسنان، فيما يرتعب خوفاً واحد من كل أربعة أشخاص كلما مرت على مسامعهم زيارة طبيب الأسنان، وتتفاوت أسباب الخوف من شخص لآخر باختلافهم، فبعضهم يعتقد أن العلاج مؤلم ويسترجعون تجاربهم مع طبيب الأسنان في طفولتهم، وبعضهم يخشى من شيء اسمه الحفر، وآخرون من روائح وأصوات أجهزة علاج الأسنان.
هذه المخاوف بات أطباء الأسنان، في وقتنا الحالي، يرونها من الماضي، بعد أن انتشر استخدام (غاز الضحك) أكسيد النيتروز (N2O) عديم اللون والرائحة ذي الطعم الحلو، وبات المرضى وبالذات الصغار قادرين على سماع طبيبهم والاستجابة لتوجيهاته داخل عيادة الأسنان، بمجرد استنشاقهم الغاز من خلال قناع يرتدونه.
مسكّن.. مخدّر.. مهدّئ
«عكاظ» طرقت أبواب أطباء الأسنان للوقوف على تأثير (غاز الضحك) على مراجعيهم في العيادات، وكانت البداية مع أخصائية طب أسنان الأطفال الدكتورة نور الهدى حجازي، التي وصفت (غاز الضحك) بأنه «غاز غير عضوي عديم اللون والرائحة وذو مذاق حلو ويستخدم عبر الاستنشاق مع الأكسجين كمخدر ومسكن للألم ومهدئ، قبل وضع المخدر الموضعي في جلسات علاج الأسنان، ويكثر استخدامه مع الأطفال خصوصاً الحركيين، وفترته الزمنية قصيرة، وهو آمن الاستخدام ولا يتسبب في فقدان الوعي، ولكن أحياناً قد يتسبب في الشعور بالنعاس والرغبة في النوم، ويفضل استخدامه لجلسات قصيرة، ويختفي من الجسم بعد خمس دقائق من العلاج».
مضحك ومبهج
توضح طبيبة أسنان الأطفال الدكتورة ريم عبدالرؤوف، أن (غاز الضحك) ليس منوماً، هو يعمل على استرخاء المريض ليصبح قادراً على سماع الطبيب والاستجابة لتوجيهاته بعيداً عن الخوف وتقلل من آلامه وتجعله يستجيب أثناء دخول الأدوات إلى فمه، مشيرة الى أن استخدام (غاز الضحك)، شائع في مجال أسنان الأطفال لفوائده الكثيرة، وأهمها تهدئة خوفهم خصوصاً الذين يهابون الجلوس أمام طبيب الأسنان وفي بعض الأحيان الهرب أثناء العلاج، فـ(غاز الضحك) يعمل على تثبيط إرسال إشارات الألم من جميع أجزاء الجسم والعمل على زيادة إفراز الدوبامين والنورادرينالين؛ اللذين يعززان الشعور بالراحة والبهجة وتهدئة المريض والتحكم في تصرفاته وبالذات لدى ذوي الاحتياجات الخاصة، ويستخدم من خلال قناع صغير بنسب موزونة مع غاز الأكسجين ويتم ذلك بعد موافقة مسبقة من ولي أمر المريض.
تخفيف آلام المخاض
طبيبة الأسنان ريم لم تُخْفِ آثار استخدام الغاز على بعض الحالات، لكنها في الوقت نفسه أكدت على فعاليته، مع التشديد على وجود شروط أمان عند استخدامه تتمثل في تمكن الطبيب من قياس جرعة الغاز، واستجابة المريض لنصائح الطبيب قبل العلاج. ومع ذلك أشارت إلى أن بعض الحالات قد لا تستجيب لـ(غاز الضحك) في تهدئة المريض، فيُضطر طبيب الأسنان إلى معالجة مريضه تحت التنويم الكامل، مبينة أن استخدام (غاز الضحك) لا يقتصر على مرضى الأسنان، بل إن الجمعية الألمانية الصحية نصحت باستخدامه أثناء الولادة للحد من آلام المخاض خصوصاً أنه ليس له أي أثر جانبي على الجنين.
استشر طبيبك أولاً
نصح استشاري طب الأسنان الدكتور منير حامد هرساني، من يعاني من الخوف والتردد في الذهاب إلى عيادات الأسنان بالسؤال عن الأطباء الذين يستخدمون (غاز الضحك) لمساعدتهم في التخلص من آلام الأسنان، لكنه في الوقت نفسه نصح المرضى الذين يعانون من اضطرابات في التنفس وأمراض القلب، والربو، والحساسية للغازات، والحوامل باستشارة الطبيب قبل استخدامه، حتى لا تحدث لديهم بعض الآثار الجانبية المحتملة المتمثلة في الصداع، والدوخة، والغثيان، وفقدان الوعي، وفي حالات نادرة قد تحدث مضاعفات خطيرة؛ مثل أضرار في الجهاز العصبي المركزي أو نقص التروية الدموية.
استشاري طب الأسنان هرساني، أشار أيضاً إلى أهمية الحرص والحذر عند استخدام (غاز الضحك) وأن يكون تحت إشراف طبيب مؤهل لتجنب الآثار الجانبية السلبية والمضاعفات الخطيرة، خصوصاً أن الغاز يستخدم كبديل للبنج الموضعي في بعض الحالات، ولكن يعتمد ذلك على نوع الإجراء الطبي وتقييم الطبيب، وهو خيار شائع للتخدير الموضعي في العديد من الإجراءات الطبية البسيطة؛ مثل إصلاح الأسنان أو عمل بعض الإجراءات التجميلية، ناصحاً المرضى، وبالذات أولياء أمور الأطفال، في حال شعورهم أن أطفالهم بدأت تظهر عليهم آثار جانبية غير معتادة أو استمرارها لفترات طويلة بعد انتهاء استخدام (غاز الضحك) بإشعار الطبيب بذلك.
وكشف الطبيب هرساني، أسباب عدم استخدام (غاز الضحك) في بعض عيادات الأسنان بارتباطه بعوامل التكلفة وتوافر معدات خاصة وغازات تخدير خاصة، قد تنعكس هذه العوامل على تكلفة تشغيل العيادة والعلاج.
وجبة خفيفة قبل الضحك
طبيبة الأسنان نور الهدى، أرجعت سبب تسميته بـ«غاز الضحك»، إلى استرخاء عضلات الذراعين والساقين والشعور بالتحليق في السماء وأحيانا الغثيان والرغبة في القيء، وأحيانا التسبب في الضحك، لذلك ينصح قبل جلسة «غاز الضحك» بتناول وجبه خفيفة أو الامتناع عن تناول الطعام لتجنب القيء والشعور بالغثيان. أما موانع استخدام «غاز الضحك» فتتمثل في الإصابة بأمراض القلب والرئة، والشعور بالزكام واحتقان الجيوب الأنفية، ومرض الربو، ومرض النفاخ الرئوي، وحالات التصلب المتعدد.
هذا هو حال كثير من مرضى الأسنان صغاراً وكباراً؛ الذين يعانون من (الدنتوفوبيا) كلما داهمتهم آلام الأسنان فزيارة واحدة للطبيب تعتبر من الأحداث المقلقة للكبار، والمخيفة للصغار، وقد تصل ببعضهم إلى الهلع حال دخولهم العيادة، وتشتد عندما يجلسون على كرسي العلاج.
دراسة علمية أمريكية أجراها بعض المختصين والمهتمين، أشارت إلى أن 80% من الأمريكيين البالغين يخشون من زيارة طبيب الأسنان، فيما يرتعب خوفاً واحد من كل أربعة أشخاص كلما مرت على مسامعهم زيارة طبيب الأسنان، وتتفاوت أسباب الخوف من شخص لآخر باختلافهم، فبعضهم يعتقد أن العلاج مؤلم ويسترجعون تجاربهم مع طبيب الأسنان في طفولتهم، وبعضهم يخشى من شيء اسمه الحفر، وآخرون من روائح وأصوات أجهزة علاج الأسنان.
هذه المخاوف بات أطباء الأسنان، في وقتنا الحالي، يرونها من الماضي، بعد أن انتشر استخدام (غاز الضحك) أكسيد النيتروز (N2O) عديم اللون والرائحة ذي الطعم الحلو، وبات المرضى وبالذات الصغار قادرين على سماع طبيبهم والاستجابة لتوجيهاته داخل عيادة الأسنان، بمجرد استنشاقهم الغاز من خلال قناع يرتدونه.
مسكّن.. مخدّر.. مهدّئ
«عكاظ» طرقت أبواب أطباء الأسنان للوقوف على تأثير (غاز الضحك) على مراجعيهم في العيادات، وكانت البداية مع أخصائية طب أسنان الأطفال الدكتورة نور الهدى حجازي، التي وصفت (غاز الضحك) بأنه «غاز غير عضوي عديم اللون والرائحة وذو مذاق حلو ويستخدم عبر الاستنشاق مع الأكسجين كمخدر ومسكن للألم ومهدئ، قبل وضع المخدر الموضعي في جلسات علاج الأسنان، ويكثر استخدامه مع الأطفال خصوصاً الحركيين، وفترته الزمنية قصيرة، وهو آمن الاستخدام ولا يتسبب في فقدان الوعي، ولكن أحياناً قد يتسبب في الشعور بالنعاس والرغبة في النوم، ويفضل استخدامه لجلسات قصيرة، ويختفي من الجسم بعد خمس دقائق من العلاج».
مضحك ومبهج
توضح طبيبة أسنان الأطفال الدكتورة ريم عبدالرؤوف، أن (غاز الضحك) ليس منوماً، هو يعمل على استرخاء المريض ليصبح قادراً على سماع الطبيب والاستجابة لتوجيهاته بعيداً عن الخوف وتقلل من آلامه وتجعله يستجيب أثناء دخول الأدوات إلى فمه، مشيرة الى أن استخدام (غاز الضحك)، شائع في مجال أسنان الأطفال لفوائده الكثيرة، وأهمها تهدئة خوفهم خصوصاً الذين يهابون الجلوس أمام طبيب الأسنان وفي بعض الأحيان الهرب أثناء العلاج، فـ(غاز الضحك) يعمل على تثبيط إرسال إشارات الألم من جميع أجزاء الجسم والعمل على زيادة إفراز الدوبامين والنورادرينالين؛ اللذين يعززان الشعور بالراحة والبهجة وتهدئة المريض والتحكم في تصرفاته وبالذات لدى ذوي الاحتياجات الخاصة، ويستخدم من خلال قناع صغير بنسب موزونة مع غاز الأكسجين ويتم ذلك بعد موافقة مسبقة من ولي أمر المريض.
تخفيف آلام المخاض
طبيبة الأسنان ريم لم تُخْفِ آثار استخدام الغاز على بعض الحالات، لكنها في الوقت نفسه أكدت على فعاليته، مع التشديد على وجود شروط أمان عند استخدامه تتمثل في تمكن الطبيب من قياس جرعة الغاز، واستجابة المريض لنصائح الطبيب قبل العلاج. ومع ذلك أشارت إلى أن بعض الحالات قد لا تستجيب لـ(غاز الضحك) في تهدئة المريض، فيُضطر طبيب الأسنان إلى معالجة مريضه تحت التنويم الكامل، مبينة أن استخدام (غاز الضحك) لا يقتصر على مرضى الأسنان، بل إن الجمعية الألمانية الصحية نصحت باستخدامه أثناء الولادة للحد من آلام المخاض خصوصاً أنه ليس له أي أثر جانبي على الجنين.
استشر طبيبك أولاً
نصح استشاري طب الأسنان الدكتور منير حامد هرساني، من يعاني من الخوف والتردد في الذهاب إلى عيادات الأسنان بالسؤال عن الأطباء الذين يستخدمون (غاز الضحك) لمساعدتهم في التخلص من آلام الأسنان، لكنه في الوقت نفسه نصح المرضى الذين يعانون من اضطرابات في التنفس وأمراض القلب، والربو، والحساسية للغازات، والحوامل باستشارة الطبيب قبل استخدامه، حتى لا تحدث لديهم بعض الآثار الجانبية المحتملة المتمثلة في الصداع، والدوخة، والغثيان، وفقدان الوعي، وفي حالات نادرة قد تحدث مضاعفات خطيرة؛ مثل أضرار في الجهاز العصبي المركزي أو نقص التروية الدموية.
استشاري طب الأسنان هرساني، أشار أيضاً إلى أهمية الحرص والحذر عند استخدام (غاز الضحك) وأن يكون تحت إشراف طبيب مؤهل لتجنب الآثار الجانبية السلبية والمضاعفات الخطيرة، خصوصاً أن الغاز يستخدم كبديل للبنج الموضعي في بعض الحالات، ولكن يعتمد ذلك على نوع الإجراء الطبي وتقييم الطبيب، وهو خيار شائع للتخدير الموضعي في العديد من الإجراءات الطبية البسيطة؛ مثل إصلاح الأسنان أو عمل بعض الإجراءات التجميلية، ناصحاً المرضى، وبالذات أولياء أمور الأطفال، في حال شعورهم أن أطفالهم بدأت تظهر عليهم آثار جانبية غير معتادة أو استمرارها لفترات طويلة بعد انتهاء استخدام (غاز الضحك) بإشعار الطبيب بذلك.
وكشف الطبيب هرساني، أسباب عدم استخدام (غاز الضحك) في بعض عيادات الأسنان بارتباطه بعوامل التكلفة وتوافر معدات خاصة وغازات تخدير خاصة، قد تنعكس هذه العوامل على تكلفة تشغيل العيادة والعلاج.
وجبة خفيفة قبل الضحك
طبيبة الأسنان نور الهدى، أرجعت سبب تسميته بـ«غاز الضحك»، إلى استرخاء عضلات الذراعين والساقين والشعور بالتحليق في السماء وأحيانا الغثيان والرغبة في القيء، وأحيانا التسبب في الضحك، لذلك ينصح قبل جلسة «غاز الضحك» بتناول وجبه خفيفة أو الامتناع عن تناول الطعام لتجنب القيء والشعور بالغثيان. أما موانع استخدام «غاز الضحك» فتتمثل في الإصابة بأمراض القلب والرئة، والشعور بالزكام واحتقان الجيوب الأنفية، ومرض الربو، ومرض النفاخ الرئوي، وحالات التصلب المتعدد.