دافوس الرياض وكسر معادلة القوة مقابل الحق
الثلاثاء / 21 / شوال / 1445 هـ الثلاثاء 30 أبريل 2024 00:02
عبداللطيف الضويحي
هناك أوقات عصيبة تمر بها البشرية، وتصل معها الدول والشعوب إلى حافة الهاوية والصدام، فالتاريخ والواقع دروس تستوجب البحث الجاد والعاجل عن حلٍّ حقيقي ونافذ للدولة والشعب الفلسطيني للخروج من الكارثة التي تسببت بها الحرب الأمريكية - الإسرائيلية على غزة.
الحالة التي يعيشها العالم تشي بحرب عالمية، ومن واقع قراءة التاريخ هناك مؤشرات حرب عالمية لا قدر الله، فليس من باب المصادفة أو العشوائية أن يكثر الحديث هذه الأيام عن التلويح باستخدام أسلحة نووية أو إشعال حرب عالمية هنا أو هناك وعلى لسان أكثر من مسؤول؛ سواء من باب الحرب النفسية أو على سبيل التلويح بالردع، وكثيراً ما يكون تهديداً فعلياً لمن لا يملكون في جعبتهم سوى القوة ولا شيء سوى القوة، رغم ادعاءاتهم الكاذبة بالتمسُّك بالحق والقانون الدولي والقانون الإنساني.
لأول مرة تصاب المنظمات الدولية بالشلل التام عاجزةً عن تقديم أي حل أو مساعدة للشعب الفلسطيني المنكوب بحرب الإبادة والتطهير العرقي وتدمير المشفيات والتجويع والتهجير وقتل الأطفال؛ تحقيقاً لغطرسة وغرور حفنة من الصهاينة في تل أبيب وبعض العواصم، ومن آلة الحرب الأمريكية وبغطاءٍ كامل من الفيتو الأمريكي والدعم السخي من الكونغرس الأمريكي للكيان الغاصب.
ولأول مرة تكشر (الديموقراطية الأمريكية) عن أنيابها بهذا الوضوح والوحشية من خلال قمع طلاب الجامعات واستجواب رؤساء الجامعات الأمريكية، وربما لأول مرة يعطي رئيس الكيان في تل أبيب، توجيهات وربما أكثر من توجيه، بضرورة قمع الطلاب المتظاهرين في الجامعات الأمريكية؛ الذين يتظاهرون منذ أيام ضد حرب الإبادة والتجويع والتهجير، ما لبث أن قفز السؤال الأزلي: من يدير مَن ومَن يملك مَن؟ أمريكا وإسرائيل؟
في كل الأزمات والحروب والصراعات هناك واحد أو اثنان من الدوافع المباشرة أو غير المباشرة تقف وراءها إما ظلماً ومظلمة تاريخية (مثلما هو الظلم التاريخي الذي يتعرَّض له الشعب الفلسطيني) أو قوى مسكونة بالعنصرية والغطرسة وممتلئة بالتعالي والفوقية والغرور، وهؤلاء لا يؤمنون إلا القوة ولا يمتلكون سوى القوة، ومن فرط غرورهم وعنصريتهم يعتقدون أن القوة يمكن أن تصنع لهم حقاً، مهما كلف الثمن.
يمكن أن تكون هناك نزاعات أو حروب في التاريخ أو في الواقع تصادم فيها الحق مع القوة، لكني لا أعتقد أن هناك حقاً مسلوباً وظلماً تاريخياً تصادم مع قوة وحشية مطلقة مثلما هي مواجهة القوة الصهيونية ضد الحق الفلسطيني، وهذا يعني أن العالم وصل إلى طريق مسدود وحرب مستمرة وفشل ذريع لكل المؤسسات الدولية، لكن الاقتصاد قد يكون مدخلاً مهماً لوقف هذه الكارثة في غزة.
ومن هنا يمكن قراءة وفهم أهمية المكان والتوقيت للمنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في الرياض، وأهمية الموضوع الاقتصادي والطاقة في البحث وإيجاد الحلول لحرب الإبادة في غزة، وتأسيس حل عادل ودائم يضمن إقامة دولة فلسطينية للشعب الفلسطيني. فإلى أي حدٍّ يمكن للاقتصاد أن يكون أداة فاعلة في تحقيق ما عجزت عن تحقيقه السياسة؟ وإلى أي مدى يمكن أن ينجح منتدى الرياض الاقتصادي العالمي في تحويل بؤر النزاعات العالمية من صراعات عسكرية وجيوسياسية إلى منافسات اقتصادية؟ وما الاستعدادات لدى بعض التكتلات مثل الاتحاد الأوروبي إلى الانخراط في الاقتصاد بدلاً من الحروب والإنفاق العسكري في تلك الحروب التي لا ناقة له بها ولا جمل؟
هل تنجح الرياض بثقلها ومكانتها وحجم اقتصادها وعلاقاتها المتوازنة مع القوى العظمى في الإسهام بوضع اللبنة الأساسية لنظام عالمي جديد متعدد الأقطاب يقوم على المنافسة الاقتصادية بدلاً من الحروب الجيوستراتيجية؟
الحالة التي يعيشها العالم تشي بحرب عالمية، ومن واقع قراءة التاريخ هناك مؤشرات حرب عالمية لا قدر الله، فليس من باب المصادفة أو العشوائية أن يكثر الحديث هذه الأيام عن التلويح باستخدام أسلحة نووية أو إشعال حرب عالمية هنا أو هناك وعلى لسان أكثر من مسؤول؛ سواء من باب الحرب النفسية أو على سبيل التلويح بالردع، وكثيراً ما يكون تهديداً فعلياً لمن لا يملكون في جعبتهم سوى القوة ولا شيء سوى القوة، رغم ادعاءاتهم الكاذبة بالتمسُّك بالحق والقانون الدولي والقانون الإنساني.
لأول مرة تصاب المنظمات الدولية بالشلل التام عاجزةً عن تقديم أي حل أو مساعدة للشعب الفلسطيني المنكوب بحرب الإبادة والتطهير العرقي وتدمير المشفيات والتجويع والتهجير وقتل الأطفال؛ تحقيقاً لغطرسة وغرور حفنة من الصهاينة في تل أبيب وبعض العواصم، ومن آلة الحرب الأمريكية وبغطاءٍ كامل من الفيتو الأمريكي والدعم السخي من الكونغرس الأمريكي للكيان الغاصب.
ولأول مرة تكشر (الديموقراطية الأمريكية) عن أنيابها بهذا الوضوح والوحشية من خلال قمع طلاب الجامعات واستجواب رؤساء الجامعات الأمريكية، وربما لأول مرة يعطي رئيس الكيان في تل أبيب، توجيهات وربما أكثر من توجيه، بضرورة قمع الطلاب المتظاهرين في الجامعات الأمريكية؛ الذين يتظاهرون منذ أيام ضد حرب الإبادة والتجويع والتهجير، ما لبث أن قفز السؤال الأزلي: من يدير مَن ومَن يملك مَن؟ أمريكا وإسرائيل؟
في كل الأزمات والحروب والصراعات هناك واحد أو اثنان من الدوافع المباشرة أو غير المباشرة تقف وراءها إما ظلماً ومظلمة تاريخية (مثلما هو الظلم التاريخي الذي يتعرَّض له الشعب الفلسطيني) أو قوى مسكونة بالعنصرية والغطرسة وممتلئة بالتعالي والفوقية والغرور، وهؤلاء لا يؤمنون إلا القوة ولا يمتلكون سوى القوة، ومن فرط غرورهم وعنصريتهم يعتقدون أن القوة يمكن أن تصنع لهم حقاً، مهما كلف الثمن.
يمكن أن تكون هناك نزاعات أو حروب في التاريخ أو في الواقع تصادم فيها الحق مع القوة، لكني لا أعتقد أن هناك حقاً مسلوباً وظلماً تاريخياً تصادم مع قوة وحشية مطلقة مثلما هي مواجهة القوة الصهيونية ضد الحق الفلسطيني، وهذا يعني أن العالم وصل إلى طريق مسدود وحرب مستمرة وفشل ذريع لكل المؤسسات الدولية، لكن الاقتصاد قد يكون مدخلاً مهماً لوقف هذه الكارثة في غزة.
ومن هنا يمكن قراءة وفهم أهمية المكان والتوقيت للمنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في الرياض، وأهمية الموضوع الاقتصادي والطاقة في البحث وإيجاد الحلول لحرب الإبادة في غزة، وتأسيس حل عادل ودائم يضمن إقامة دولة فلسطينية للشعب الفلسطيني. فإلى أي حدٍّ يمكن للاقتصاد أن يكون أداة فاعلة في تحقيق ما عجزت عن تحقيقه السياسة؟ وإلى أي مدى يمكن أن ينجح منتدى الرياض الاقتصادي العالمي في تحويل بؤر النزاعات العالمية من صراعات عسكرية وجيوسياسية إلى منافسات اقتصادية؟ وما الاستعدادات لدى بعض التكتلات مثل الاتحاد الأوروبي إلى الانخراط في الاقتصاد بدلاً من الحروب والإنفاق العسكري في تلك الحروب التي لا ناقة له بها ولا جمل؟
هل تنجح الرياض بثقلها ومكانتها وحجم اقتصادها وعلاقاتها المتوازنة مع القوى العظمى في الإسهام بوضع اللبنة الأساسية لنظام عالمي جديد متعدد الأقطاب يقوم على المنافسة الاقتصادية بدلاً من الحروب الجيوستراتيجية؟